جرش: هل ينتهي انتظار مشاريع ربط السياحة والتجارة بخيبة أمل؟

– يعقد عاملون في قطاع السياحة بمحافظة جرش، آمالهم على تشغيل مشاريع سياحية توصف بـ”كبرى”، ستسهم بدفعة قوية للقطاع بالتزامن مع مرحلة التعافي، ومنها مشروع تبليط الوسط التجاري وتشغيل مسار وادي الذهب وإعادة تفعيل المسارات السياحية القديمة التي توقفت منذ بداية الجائحة وأصبحت في حالة يرثى لها نتيجة الإهمال.
وأكد عاملون، أن تشغيل هذه المشاريع يسهم في إنعاش الحركة السياحة التي تعتبر حالياً بأمس الحاجة لإحياء جميع برامجها السياحية ومنها سياحة المغامرات التي يقصدها آلاف السياح من مختلف دول العالم وهي مسارات درب الصفصافة وغابات السنديان ووادي الذهب الذي لم يفتتح لغاية الآن.
وتسبب تأخر افتتاح وتشغيل مسار وادي الذهب خاصة، بسبب مشاكل فنية وجائحة كورونا بخسائر مادية إضافية لتجار الوسط التجاري، الذين كانوا يعلقون آمالا كبيرة على المشروع في تنشيط الحركة السياحية ومن ثم التجارية.
وكان المشروع قد بدئ العمل به فضلا عن الخسائر التي لحقت بهم جراء تأخر تسليم مشروع تبليط الوسط التجاري والذي تم البدء فيه من عام ونصف وكانت مدة العطاء 4 أشهر ولم يتم استلام المشروع لغاية الآن لحدوث إشكاليات بين المقاول والبلدية وفق التجار.
وأوضح التاجر محمد البندقجي أن تجار وسط مدينة جرش اصيبوا بخيبة أمل جديدة، جراء تأجيل تشغيل مسار وادي الذهب إلى إشعار آخر، لأسباب فنية وهندسية في الموقع وبسبب جائحة كورونا وتوقف الحركة السياحية نهائيا.
وأضاف، “كان التجار ينتظرون المشروع منذ سنوات حتى يستفيدوا من العمل السياحي في جرش من خلال إدخال السياح إلى الوسط الحضري ودمجهم مع المجتمعات المحلية”.
وطالب بضرورة تشغيل المسار لدوره في تحفيز حركة البيع داخل الوسط التجاري وتنشيط حركة الدخول إلى أسواق مدينة جرش من قبل السياحة الداخلية، لاسيما وأن المشروع تعرض للتعثر أسوة بالمشاريع الاستثمارية المهمة في محافظة جرش دون مراعاة أهميته سياحيا واقتصاديا، فضلا عن تعثر مشروع التبليط وتأخر استلامه مدة لا تقل عن عام.
بدوره، أكد رئيس غرفة تجارة جرش الدكتور علي العتوم أن تشغيل المسار من شأنه أن ينعش حركتي البيع والشراء في الوسط التجاري، ويحفز الاستثمار الاقتصادي بمختلف نواحيه، خاصة وأن الجائحة تسببت بخسائر فادحة للتجار وأغلقت العشرات من المحال التجارية بسبب سوء الظروف الاقتصادية للمواطنين.
وتوقع العتوم أن يتم تشغيل المسار مع نهاية العام المقبل، لاسيما وأن المشروع ما يزال بحاجة إلى مراحل متعددة ومنها أعمال إنشائية وأبنية تراثية تحتاج إلى الوقت وبكلفة مالية لا تقل عن مليون دينار.
وأوضح أن تشغيل المسار الذي سيربط شطري المدينة بعضهما ببعض سيسهم في توفير فرص عمل إضافية وإنعاش الحركة الاقتصادية في مدينة جرش وإدخال الاستثمار السياحي مع التجاري في المدينة وهذا ما ينتظره الجرشيون منذ سنوات.
وقال التاجر مصطفى القادري، إن تشغيل المسار من أهم خطوات مشروع الربط بين المدينة الأثرية والحضرية وهو الفرصة الوحيدة لإدخال السياح سواء السياحة الداخلية أو الخارجية إلى وسط مدينة جرش والاستفادة من تواجدهم اقتصاديا وسياحيا وسياسيا واجتماعيا، خاصة وأن أهالي جرش الذين يعملون في القطاع السياحي لا يزيد عددهم على 100 شخص، منهم تجار السوق الحرفي وعددهم 48 تاجرا وعشرات الأدلاء السياحيين وبعض أصحاب المطاعم السياحية وأغلبية أصحاب المطاعم من خارج محافظة جرش.
في ذات السياق، أكد رئيس قسم الإعلام في بلدية جرش هشام البنا أن البلدية طرحت مؤخرا عطاء مشروع تبليط الوسط التجاري، وتأخر المشروع نظرا لوجود خلل في التصاميم وقد تم معالجة كافة التشوهات والأخطاء والنواقص في المشروع وسيتم استلامه في غضون الأسابيع المقبلة وتوحيد الآرمات للمحال التجارية وهو ضمن مراحل تنفيذ مشروع مسار وادي الذهب الذي يبلغ طوله 2000 متر داخل الوسط التجاري وفي حال تم الإنتهاء من هذه المراحل سيكون المشروع جاهزا.
وأضاف البنا أن البلدية قامت كذلك بإنهاء أعمال الإنارة والتبليط وسيتم قريبا طرح عطاء مشروع استثماري كبير لتطوير وصيانة وترميم وادي الذهب وهو وادي تاريخي يفصل المدينة الأثرية بالمدينة الحضرية ويعد ممرا لمسار وادي الذهب بعد الحصول على الموافقات النهائية للمشروع من وزارة الإدارة المحلية.
ويعتقد أن مشروع مسار وادي الذهب من أهم المشاريع الاستثمارية السياحية التي تنتظرها محافظة جرش وهو خطوة مهمة وحيوية في ربط المدينة الأثرية بالحضرية ويسعى إلى إدخال السياح إلى الوسط التجاري للنهوض به اقتصاديا وسياحيا واجتماعيا، خاصة أن الوسط التجاري فيه مواقع سياحية متعددة وفيه ما يقارب 18 بيتا من البيوت التراثية التاريخية والأثرية والتي تحولت إلى خرابات لإهمالها وعدم صيانتها.
وكانت مديرية سياحة جرش قد أعلنت قبل عامين عن إطلاق مسار سياحي جديد وهو مسار وادي الذهب والذي يهدف إلى إدخال السياح إلى الوسط التجاري مرورا بعدة مواقع سياحية وتاريخية مهمة في الوسط التجاري وهذا المسار هو الخطوة الأولى في مشروع ربط المدينة الأثرية بالحضرية.
بدوره، قال صلاح العياصرة رئيس جمعية الحرفيين إن مسار وادي الذهب سيكون مسارا ناجحا وشاملا وهو سيربط شطري المدينة بعضهما ببعض ولكن بشرط دون التأثير على الحركة التجارية للسوق الحرفي، والحفاظ على موقف الحافلات السياحية داخل السوق الحرفي، لاسيما وأن إخراج الحافلات من السوق الحرفي سيمنع السياح من دخوله نهائيا، خاصة وأن مدة زيارة مدينة جرش بالنسبة للوفود السياحية لا تتجاوز ساعة واحدة وهي مدة غير كافية.
وأضاف العياصرة أن المجموعات السياحية تتجول في السوق الذي انشأته وزارة السياحة عام 1999 على عجل جراء النزامهم بتوجيهات الادلاء الذين يحصرون برنامج الزيارة في التعريف على آثار المدينة دون افساح المجال أمام السائح لأخذ متسع من الوقت في التسوق ضمن المدة الزمنية لبرنامج الزيارة.
من جانبه، قال عضو مجلس محافظة جرش والخبير السياحي الدكتور يوسف زريقات إن جولة السائح في جرش تقتصر على زيارة بسيطة في المدينة الأثرية فقط، على الرغم من وجود عدة مواقع أثرية في جرش ومنها موقع البركتين الأثري ومحمية الغزلان ومحميات دبين وقصر الباشا في بلدة سوف وحديقة المأوى في بلدة سوف وهذه المواقع تحتاج أن توضع على الخريطة السياحية لمدة لا تقل عن يومين، مؤكدا زريقات ضرورة أن يتم إطالة مدة مكوث السائح في جرش قبل تفعيل مسار وادي الذهب حتى يكون لدى السائح متسع من الوقت لزيارة المسار والتجول في الأسواق بكل راحة وخلال مدة زمنية مناسبة.
ويرى زريقات أن هذه الاستثمارات ستنعكس إيجابا على الوضع الاقتصادي لتجار جرش وتجار السوق الحرفي وغيرها من القطاعات التجارية في المحافظة وخاصة الجمعيات الخيرية والغذائية والتي ما زالت بعيدة كل البعد عن أي استثمار سياحي في جرش.
وطالب أن يتم تحديث وتطوير المسارات السياحية الموجودة أصلا بعد تعرضها للإهمال والتوقف عن العمل طيلة فترة الجائحة، لاسيما وأن هذه الفترة تشهد تعافيا في قطاع السياحة.
وأكد عاملون بالمسارات أن عملهم ما يزال متوقفا على الرغم من تعافي قطاع السياحة، بسبب سوء أوضاع المسارات وعدم إرسال المجموعات السياحية اليها على الرغم من أهميتها في توفير فرص عمل للمجتمعات المحلية وأهميتها في تنشيط الحركة السياحية البيئية وسياحة المغامرات بين قرى والبلدات، خاصة وأن الاجواء مناسبة هذه الفترة وتشجع على هذا النوع من السياحة.
إلى ذلك، قال مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة إن قطاع السياحة بدأ بالتعافي تدريجيا وبشكل جيد مقارنة مع الفترة الماضية للجائحة وقد تم تخصيص جزء من موازنة قطاع السياحة في جرش للعمل على تطوير وتحديث وصيانة المسارات السياحية، فضلا عن ان المنشآت والهيئات التي تعمل مع المسارات قادرة على العمل حاليا، وهما مسارين سياحيين يشملان كل المواقع السياحية في محافظة جرش، (مسار الصفصافة ومسار غابات السنديان).
وكانت مديرية سياحة جرش قد ألغت المسارات السياحية الـ 9 القديمة قبل نحو 3 سنوات لعدم فعاليتها وضعف الإقبال عليها وتم إستبدالها بـ 3 مسارات سياحية جديدة أكثر شمولية وواسعة المساحة وأكثر فعالية وإقبال من قبل السياحة الداخلية والخارجية وهي مسار أم جوزه- دبين ومسار غابات السنديان ومسار وادي الذهب الذي ينتظر التشغيل.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة