جمع 19 ألف عقب سجائر من شاطئ بالعقبة في ساعتين.. هل يعكس حجم التلوث؟

– ملوثات بالجملة، رصدتها حملة لتنظيف شواطئ العقبة نفذها مؤخرا طلاب كلية العلوم الأساسية والبحرية في الجامعة الاردنية بالعقبة بالتعاون مع غواصين وعاملين في المنظمات الاهلية البيئية، أظهرت حجم النفايات التي تتعرض لها الشواطئ من قبل مرتاديها خاصة البلاستيكية وأخطارها المدمرة على المرجان والحياة البحرية والبيئية.
في مؤشر قد يعكس حجم التلوث الخطير الذي تعاني منه شواطئ، أشار الدكتور فؤاد الحوراني -مدرس في الجامعة الاردنية فرع العقبة- إنه خلال ساعتين وعلى مساحة 100 متر مربع فقط، على إحدى شواطىء العقبة، جمع الطلبة اكثر من 19 ألف “عقب” سجائر، مما يكشف حجم التلوث الكبير الذي تتعرض له الحياة البحرية في خليج العقبة والاستهتار من قبل المواطنين والزوار برمي النفايات.
وعكس حجم النفايات وخاصة “اعقاب السجائر” التي تم جمعها من شاطئ صغير حجم الاستهتار بالحفاظ على البيئة البحرية، والتساهل بإلقاء النفايات على شاطئ العقبة لتستقر في جوف الخليج مشكلة مصدر قلق لدى الجهات البيئية على مصير التنوع الحيوي في العقبة.
ويضيف الحوراني ان التلوث الموجود في قاع البحر اضعاف ما يمكن مشاهدته على الشاطئ، فيما ينبئ استمرار الوضع بتحول جوف البحر مكباً للنفايات على مختلف الأعماق تحت الماء، حيث ترقد أكواب وعبوات بلاستيك، بما لا تنفع معها مع مرور الوقت محاولات التنظيف والتطهير، مؤكدا ان عدة أبحاث حول ملوثات البحر في العقبة، وجدت أن أغلب الملوثات على بيئة المنطقة، تأتي من انتشار أكياس بلاستيكية (بالونات)، وحبال السفن وشباك الصيد وعبوات بلاستيكية وزجاجية، وأعقاب السجائر، وما تلقيه سفن من مواد صلبة وسائلة.
وحذر الحوراني من التأثيرات السلبية والخطيرة لهذه النفايات على الكائنات البحرية في خليج العقبة، مبينا ان المواد البلاستيكية صغيرة الحجم، وتسمى مايكروبلاستيك، وتصل للبيئة البحرية، ويمكنها ان تتجمع على شكل ملوثات هيدروكربونية الذرة، وتبتلعها الكائنات البحرية، وتنتقل للانسان مباشرة بعد تناوله الأسماك، مبينا ان هذه الملوثات والمخلفات كثيرا ما تصل للشعاب المرجانية، وتغطيها وتمنع عنها الضوء، فتقضي على نشاطها في البحر، ليمتد تأثيرها الى الأسماك والسلاحف البحرية وكلاب البحر، عندما تبتلعها، بحيث لا تعود قادرة على إخراجها فتقتلها.
يذكر أن جهودا مستمرة تبذلها جمعيات أهلية وشبه حكومية وحكومية من خلال حملات تنظيف لجوف البحر من النفايات، أسهمت في انخفاض كميات النفايات والتي تتراوح في كل حملة ما بين 3-5 أطنان، ورغم ذلك فان المشكلة ما تزال قائمة، بسبب كثرة النقايات بالبحر والتي يغذيها البشر.
وتشكل النفايات والملوثات البلاستيكية خطراً حقيقيا على الحياة البحرية والتنوع الحيوي في بيئة خليج العقبة والتي تلقى في البحر دون وعي المواطن والزائر الى خطورتها خاصة على المرجان والاسماك رغم وجود اشارات ولوحات تحذيرية تمنع رمي النفايات تحت طائلة المسؤولية القانونية.
ويجرم قانون سلطة منطقة العقبة الخاص بالبيئة البحرية كل من “يقوم بأي من أعمال أو تصرفات أو أنشطة أو إجراءات من شأنها تدمير أو اتلاف أو تدهور البيئة الطبيعية أو الاضرار بالحياة البرية أو البحرية يعرض نفسة بالحبس مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة أو بغرامة لا تقل عن (100) دينار ولا تزيد على (5000) دينار أو بكلتا هاتين العقوبتين”.
ويشير الغواص محمد الكباريتي انه يغوص كل يوم في قاع البحر وخاصة عند مواقع المرجان واماكن أخرى، مؤكداً انه يشاهد العديد من الملوثات ويلتقطها باكياس خاصة من بينها كاسات ورقية وزجاج وخيطان الصيادين وجميع هذه الملوثات تؤثر على المرجان والحياة البحرية والسمك وتقتل التنوع الحيوي في خليج العقبة.
وكانت الجهات الرسمية والأمنية قد شددت العام الماضي من راقبتها على شواطئ العقبة وسط تفعيل كامل للمخالفات البيئية على المواطنين والزوار والمنشآت البحرية المخالفة، وفعلت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة قانونها الخاص بالمخالفات والعقوبات البيئية وزادت من رقابتها على الشواطئ من خلال كوادرها والتشاركية مع الشرطة البيئية.
ويهدف قانون سلطة منطقة العقبة الخاص بالبيئة البحرية إلى جعل العقبة بمكوناتها تحت البحر نظيفة وآمنة، خاصة بعد استحداث العديد من مواقع الغوص بهدف ترويجها عالميا وسياحيا.

أحمد الرواشدة – الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة