جهود تجويد الطرق بعجلون.. هل تكفي لاستيعاب الحركة السياحية المتزايدة؟

– يرى ناشطون ومواطنون في محافظة عجلون أن المرحلة المقبلة، ومع التزايد اللافت في أعداد الزوار والمتنزهين، تتطلب المزيد من تجويد الطرق الرئيسة بين المدن، وكذلك المؤدية إلى المشاريع السياحية، مطالبين في الوقت ذاته، بمضاعفة المخصصات لها لإعادة تأهيلها وتوسعتها وتزويدها بما يلزم من الإنارة ومتعلقات السلامة العامة.
في المقابل، يؤكد مجلس محافظة عجلون ومديرية الأشغال وبلديات، أنهم يعملون في هذا الاتجاه بما هو متوفر من مخصصات، مبينين أنهم بدأوا بتنفيذ بعض هذه الطرق الحيوية، خصوصا تلك الطريق بين مدينتي عجلون وعنجرة، والتي يجري العمل بها حاليا.
ويقول المواطن وصفي عليوة، إن كثيرا من الطرق الخارجية والداخلية الرابطة بين مدن ومناطق محافظة عجلون بحاجة دائمة إلى إعادة تأهيلها، وذلك بتوسعتها وتعبيدها وتزويدها بالإنارة والجزر الوسطية والعواكس الفسفورية وجميع متطلبات السلامة، خصوصا أن المحافظة بدأت تشهد قدوم آلاف المركبات والزوار القاصدين المواقع الأثرية والسياحية.
وأعرب عليوة عن أمله بزيادة مخصصات تلك المشاريع على موازنة مجلس المحافظة، وضمان طرح عطاءاتها وتنفيذها في مواعيدها قبل نهاية السنة المالية، مشيدا بما يجري تنفيذه حاليا من أعمال تأهيل للطريق الواصل بين مدينتي عجلون وعنجرة.
ويرى الناشط محمد الشرع، أن تحسين وتجويد الطرق الواصلة بين مدن وقرى المحافظة لم تعد مسألة رفاهية، بقدر ما هي حاجة ملحة للتخفيف من الأزمات والاختناقات المرورية التي باتت تتزامن مع قدوم الزوار في العطل ونهايات الأسبوع، داعيا إلى الاهتمام بالطرق المؤدية إلى المواقع الأثرية والسياحية، وعمل الساحات بمحيطها لتتسع لآلاف المركبات القادمة إليها.
تحسين أداء مشاريع العام الحالي
من جهته، دعا النائب عبد الحليم عناب الخطاطبة وزارة الإدارة المحلية إلى الإسراع بتنفيذ مشاريع الطرق التي تم الإعلان عنها خلال انعقاد جلسة مجلس الوزراء في المحافظة، والتي تشمل إنشاء شارع المنتجع الاستشفائي في عجلون، وإنشاء طريق عجلون الجديد من تقاطع قفقفا ولغاية تقاطع اشتفينا، بتكلفة 5 ملايين دينار، وتوسعة عدد من الطرق خلال العام الحالي، لا سيما أن “الإدارة المحلية” رصدت 3.5 مليون دينار في موازنة هذا العام للمشاريع الخدمية لبلديات المحافظة.
يذكر أن من أبرز المشاريع الخدمية لمجلس محافظة عجلون كانت في قطاع الأشغال، وبتكلفة 2.87 مليون، بحيث أعلن أن موازنة مجلس المحافظة لهذا العام للمشاريع الخدمية بلغت 8 ملايين دينار و7.7 مليون دينار للمشاريع التنموية، وأبرزها لمشاريع في قطاعي الأشغال والزراعة.
ووفق رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، فإن قطاع الأشغال العامة سجل واحدة من أعلى نسب الإنجاز، حيث تجاوزت 75 %، مع نسبة إنفاق وصلت إلى 70 % من إجمالي موازنته البالغة 2.86 مليون دينار، مضيفا أن المشاريع المنفذة تضمنت توسعة وتعبيد العديد من الطرق الرئيسية وتركيب الإنارة لمداخل المحافظة.
وأكد المومني أن المجلس سيعمل على تحسين أداء المشاريع خلال العام الحالي، ووضع آليات تضمن تنفيذها في مواعيدها، مشيرا إلى أنه وضمن مخصصات مجلس المحافظة لقطاع الأشغال تواصل مديرية أشغال محافظة عجلون عملها بإعادة تأهيل الطريق الرئيس الممتد من محطة المحروقات في مدينة عنجرة إلى كلية عجلون الجامعية، بطول يصل إلى حوالي كيلومتر.
“العمل يسير وفق الخطط المعدة”
بدورها، قالت مديرة أشغال عجلون المهندسة رحاب العتوم، إن الأعمال التي تجري في الطريق حاليا تشتمل على توسعة الشارع من الجانبين، وعمل جزيرة وسطية، وعمل دوار صغير قرب محطة المحروقات ودوار آخر عند مثلث المستشفى، إضافة إلى إزالة كافة العوائق الموجودة في الطريق.
وأضافت العتوم أنه تم أخذ جميع ملاحظات المواطنين بعين الاعتبار، لا سيما فيما يتعلق بإزالة بعض أعمدة الكهرباء، وعمل التفاف في الطريق بعد صالات قصر القمة، للتسهيل على المواطنين وعدم اضطرارهم الوصول إلى مثلث مستشفى الإيمان الحكومي للرجوع إلى عنجرة، مؤكدة أن العمل يسير وفق الخطط الموضوعة والمعدة مسبقا، لافتة إلى أن العمل قد ينتهي بشكل نهائي خلال فترة أقصاها أسبوعان.
ويقول عضو مجلس محافظة عجلون عن منطقة عنجرة والصفا منذر الزغول، إن هذا العمل الكبير الذي يأتي بتنفيذ وإشراف كوادر مديرية أشغال عجلون، يعتبر من المشاريع الكبيرة والهامة في المنطقة، لافتا إلى أن الطريق تعد من الطرق الرئيسة المؤدية إلى كلية عجلون الجامعية والمستشفى ولمدينة عجلون، التي تشهد حركة نشطة جدا في هذه الأيام، نظرا للحركة السياحية الكبيرة التي تشهدها المحافظة، مبينا أن هذا المشروع يأتي من ضمن مخصصات مجلس المحافظة للعام 2024 – 2025، بقيمة حوالي 300 ألف دينار.
ولفت الزغول إلى أن وزارة الأشغال العامة والإسكان سبق أن قامت بتعبيد الطريق الموصل من القاعدة وحتى مدينة عجلون بكلفة حوالي مليون و100 ألف دينار من موازنة مشاريع الوزارة، عدا عن المنطقة التي يتم العمل على تأهيلها حاليا، والتي تأتي من ضمن مشاريع مجلس محافظة عجلون.
تنفيذ المشاريع بأفضل المواصفات
يذكر أن وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس ماهر أبو السمن، تفقد الشهر الماضي عددا من المواقع والمشاريع التي تنفذها الوزارة في محافظة عجلون، واستعرض مع مسؤوليها وممثليها واقع المشاريع التي تنفذها وزارة الأشغال في المحافظة، ومشاريع اللامركزية التي تم طرحها لهذا العام أو تلك التي تنوي طرحها خلال الأشهر المقبلة.
خلال الزيارة، أكد أبو السمن سعي الوزارة المستمر لتنفيذ تلك المشاريع بأفضل المواصفات وضمن المدد الزمنية الموضوعة مسبقا، واستعداد الوزارة للتعاون الدائم مع أعضاء مجلس النواب بما يخدم المصلحة العامة، لافتا إلى وجود كم كبير من المشاريع التي يتم تنفيذها حاليا، وأخرى يجري إعداد وثائق العطاءات وإجراء الدراسات لطرحها قريبا، منها مشاريع مركزية تنفذها الوزارة، وأخرى لحساب مجلس المحافظة “اللامركزية”.
كما اطلع أبو السمن أثناء جولته على واقع طريق عرجان، موجها للبدء فورا في معالجة بعض المواقع المهددة بالانجراف، وعمل تحسينات للمنعطفات الحادة، واستكمال طرح العطاءات الخاصة باللامركزية. كما اطلع على واقع طريق وادي الطواحين الذي يربط عجلون بكفرنجة مرورا بوادي الطواحين، حيث وجه بطرح عطاء تحسين الطريق، وتنفيذ أعمال توسعة وتحسين المسار القائم وتزويده بكافة عناصر السلامة المرورية.
ووجه أبو السمن حينها مديرية أشغال عجلون وإدارة الطرق والجسور وإدارة الأبنية بالإضافة إلى إدارة شؤون المحافظات إلى العمل المتواصل لاستكمال المشاريع التي طرحت أو المنوي طرحها قبل نهاية العام الحالي، لضمان عدم إعادة مخصصات موازنة العام الحالي إلى وزارة المالية.
يشار إلى أنه خلال لقائه مديري الأشغال في الوزارة قبل أيام، أكّد أبو السمن ضرورة إنجاز المشاريع المدرجة في موازنات مجالس المحافظات قبل نهاية السنة المالية 2025، وحث في الاجتماع الذي عقد بمقر الوزارة على مواكبة خطط العمل لضمان تنفيذ تلك المشاريع في الوقت المحدد، مشددا على أن تأخير الإنجاز يفوت المنفعة العامة من الاعتمادات المالية.
وشدد الوزير على أهمية التواصل المستمر مع مجالس المحافظات وحل المعوقات التي تعترض التعاون معها، مع الإشارة إلى ضرورة معالجة ملف مديونية المجالس.
عامر خطاطبة/ الغد