جوافة بني كنانة.. تحديات تهدد ازدهار الإنتاج وتقلق المزارعين

إربد – رغم أن فاكهة الجوافة، تعد واحدة من أبرز المحاصيل التي يشتهر بها لواء بني كنانة في محافظة إربد، لا سيما منطقة سحم، وتشهد زراعتها نموا وتوسعا لافتين، إلا أن ذلك يصطدم بتحديات تتهددها، وفي مقدمتها تداعيات التغير المناخي، وكذلك هجمات الخنازير البرية على المزارع، وحدوث آفات مرضية أضرت بالثمار.

ووفق ما ذكر مزارعون لـ”الغد”، فإن طول مدة موجات الحر وارتفاع درجات الحرارة إلى حدود عليا، يتسبب بتساقط الثمار عن الأشجار قبل نضوجها، فيما يفرض انخفاض معدلات الأمطار تحديات إضافية على المزارعين تتعلق بري المزروعات.

بادي الطوالبة، وهو صاحب مزرعة جوافة في سحم الكفارات يقول، إن “شجرة الجوافة بحاجة إلى درجات حرارة مرتفعة لكن في أوقات معينة من العام وليس طيلة العام”، مشيرا إلى أن “ارتفاع درجات الحرارة قبل الموسم أدى إلى تراجع الإنتاج في بعض المزارع إلى النصف”.
وأكد الطوالبة أن “الموجات الحارة طويلة الأمد والتي استمرت لأكثر من أسبوع أدت إلى تراجع الإنتاج، مما يتطلب من المزارع تكثيف العناية بالشجرة وريها يوميا من أجل المحافظة على كميات الإنتاج”.
وقال، إن “انخفاض معدلات الأمطار العام الماضي أدى إلى تراجع الإنتاج في بعض المزارع، مع حاجة المزارع إلى ري الأشجار يوما بعد يوم للمحافظة على الثمار الموجودة”، مؤكدا أنه “في حال كان الموسم المطري جيدا وضمن معدلاته، فإن الحاجة لسقاية الأشجار تتراجع إلى معدل يومين في الأسبوع”.
وأشار الطوالبة إلى أنه “كان في مواسم سابقة يتم الانتهاء من ري المزارع والعناية بها في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) ونبدأ في شهر أيار (مايو)، أما في السنوات السابقة وبعد انحسار الشتاء في ثلاثة أشهر، فبات الأمر يتطلب مواصلة الري لتسعة شهور لحين انطلاق الموسم الذي يبدأ في شهر أيلول (سبتمبر)”.
كما أكد الطوالبة، أنه “لا يوجد هناك أي مشكلة تسويق في مادة الجوافة، خصوصا جوافة منطقة سحم المعروفة بطعمها ورائحتها المميزة”، لافتا إلى أن “الجوافة تلقى رواجا على مستوى المملكة بالرغم من وجود غزارة في الإنتاج من مناطق أخرى”.
وقال المزارع محمد غوانمة، إن “تسويق مادة الجوافة في الأسواق أجدى من عملية إيجاد مصانع لتحويلها إلى عصير”، مؤكدا أن “جوافة سحم تلقى رواجا دون الجوافة الأخرى الموجودة في الأسواق”. وأضاف أن “أسعار كيلو الجوافة تباع في الأسواق بداية الموسم ونهايته بين دينارين إلى دينارين ونصف الدينار، وتنخفض في ذروة الإنتاج إلى أقل من دينارين”.
وأكد الغوانمة، أنه “في حال ضعف الإقبال على الشراء، فإن المزارع يقوم بتأخير عملية القطف وفي أحيان أخرى يتم تخزينها في المنازل لمدة أسبوع تحت أجهزة تكييف لحين أن تتحسن الأسعار”.
وأشار إلى أن “هناك العديد من المزارعين يقومون بعمل خيم خاصة على الطرقات لبيع منتجاتهم إلى المستهلك مباشرة، كون وصولها للمستهلك من خلال المحال التجارية يضاعف أسعارها”.
ولفت الغوانمة إلى “مشكلة الخنازير البرية التي تهاجم مزارع الجوافة، وتحدث خسائر فادحة بالمزروعات، وهي مشكلة قديمة تتجدد في بداية كل موسم، حيث تقوم بأعمال تخريب كبيرة وقطع الأشجار وتخريب خطوط المياه، ورغم اتخاذ إجراءات وقائية كعمل مصائد وكمائن، إلا أن ذلك لا يحقق أي فائدة بمواجهتها”.
أما المزارع أحمد طوالبة، فطالب بـ”إقامة مشروع برادات تخزين في المنطقة يكون بالشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لتخزين الفائض في ذروة الإنتاج وتصديرها مستقبلا للدول المجاورة”، لافتا إلى أن “مزارع سحم تنتج في ذروة الإنتاج حوالي 300 طن جوافة يوميا فيما حاجة السوق ما يقارب 60 طنا”.
من جهته، قال مصدر في مديرية زراعة بني كنانة لـ”الغد”، إن “مكافحة الخنازير البرية هي من مسؤولية البلديات”، مؤكدا أن “الزراعة تتابع المشاكل المتعلقة بالأمراض والآفات الحشرية”.
وأشار المصدر إلى أن “هناك شكاوى وصلت للمديرية حول البق الدقيقي وذبابة الفاكهة، تقوم المديرية ومن خلال فرقها بعمليات رش بالمبيدات الحشرية وحملات توعوية بكيفية التعامل مع المرض”.
رئيس فرع نقابة مصدري الخضار والفواكه في إربد المهندس محمد قنديل، قال إن “جميع أصناف الجوافة التي تباع في الأسواق المحلية هي إنتاج محلي”، مشيرا إلى أن “وجود كميات كبيرة في الأسواق ناجمة عن توجه العديد من المزارعين لزراعة الجوافة في مناطق مختلفة في المملكة بعدما كانت تقتصر على مناطق معنية في الأردن”.
بدوره، قال الناطق الإعلامي في وزارة الزراعة لورنس المجالي، إن “الوزارة لم تعط لأي تاجر رخصة لاستيراد مادة الجوافة منذ بداية العام بسبب وجود غزارة في الإنتاج المحلي وحماية للمنتج المحلي”.
وتبلغ مساحات الأراضي المزروعة بالجوافة في لواء بني كنانة نحو 1100 دونم، أي بنسبة تتجاوز الـ1 % من مجمل أراضي اللواء، في حين تبلغ المساحة المزروعة بالجوافة في المملكة 10131 دونما، تنتج 15014 طنا من الجوافة، يحتاج السوق المحلي منها 7306 طنا.

أحمد التميمي/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة