حافظة القرأن الكريم الطالبة الكفيفة سارة العنانزة ،، طموحي وحلمي أن تسمح لي قوانين وأنظمة التربية إكمال دراستي

=

ما إن تلتقيها  أو تجلس معها وتسمعها وهي تردد آيات من القرأن الكريم  إلا وتشعرعلى الفور أنك أمام قصة فتاة أردنية مبدعة ومتميزة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، لم تقف كل التحديات والصعاب التي تواجهها أمام تحقيق طموحاتها فحفظت القرأن الكريم وهي في الثالثة عشر من عمرها  رغم أنها كفيفة إلا إن إصرارها  وتحديها للظروف كان أقوى من كل شىء .

تبهرك بروحها الطيبة وإبتسامتها المشرقة التي لاتفارق محياها ، رغم أنها تخفي وراء هذه الإبتسامة من الحزن الشديد على واقع لم يكن لها خيار فيه ، فهي طموحة جدا وذكاءها خارق وتستطيع أن تحقق كل ما تصبو وتطمح اليه  ، لكن التحديات والصعوبات قد تكون أكبر عائق أمامها  .

الطالبة المبدعة سارة  محمود  أحمد العنانزة  هي إحدى طالبات اكاديمية عبدالله ابن ام مكتوم للمكفوفين التابعة لوزارة التربية والتعليم ، وقد أنهت منذ عدة أيام مرحلة الصف السابع بتفوق وهي الأن كباقي زميلاتها بصدد الترفيع الى الصف الثامن إن سمحت لها الظروف بذلك .

التحدي الوحيد أمام المبدعة سارة العنانزة يتلخص بأنها وقبل أكثر من عام ونصف كانت مشمولة بالسكن الداخلي للأكاديمية كونها تسكن في منطقة بعيدة عن العاصمة عمان أي في مدينة كفرنجة في محافظة عجلون ، ولأن قوانين وأنظمة وزارة التربية والتعليم والأكاديمية تمنع بقاء الطالبات بعد سن معين في السكن الداخلي للأكاديمية فقد تم إخراجها من السكن ، ومنذ ذلك الوقت تكفل والدها بمساعدة أحد أهل الخير والبر والإحسان بإرسالها يوميا من مدينة كفرنجة الى مقر الأكاديمية في عمان ومن ثم وبعد إنتهاء الدوام يتم إرجاعها الى مقر سكنها في كفرنجة رغم أن والدها يعمل في القوات المسلحة بمدينة الزرقاء وهذا ما شكل عليه ضغطا كبيرا جعله يفكر كل يوم بإخراجها من الأكاديمية لصعوبة ظروفه بالعمل ولعدم مقدرته مواصلة إرسالها كل يوم من كفرنجة الى عمان وبالعكس .

المبدعة الطالبة الكفيفة  سارة العنانزة  لا تطلب الكثير من هذه الدنيا ، فطلبها الوحيد يتلخص بعدم حرمانها من حقها في التعليم رغم أن والدها وأهلها وذويها  وأهل الخير يقفون معها بكل قوة ويساندونها  إلا إن قضية إرسالها الى عمان كل يوم أصبحت قضية صعبة جدا لظروف عمل والدها ولمجموعة أخرى من التحديات .

فجل ما تتمناه سارة العنانزة وذويها وأهلها أن يتم إستثنائها من قوانين وأنظمة وزارة التربية والأكاديمية بخصوص الأعمار المسموحة لهم البقاء في السكن الداخلي للأكاديمية بسبب بعد سكنها عن العاصمة عمان وعدم مقدرة ذويها ووالدها إرسالها كل يوم الى مقر الأكاديمية .

طموح وطلب  سارة وخاصة أنها  هي الوحيدة من محافظة عجلون التي تدرس في الأكاديمية طموح وطلب مشروع ، فهذه الطالبة المبدعة الحافظة للقرأن الكريم تستحق منا جميعا أن نذلل كل الصعوبات والتحديات أمامها ، فجميع دول العالم تهتم بمبدعيها ، فكيف إذا كان الأمر متعلقا بطالبة مبدعة وكفيفة لديها من الطموح ما لا يعلمه إلإ خالقها عز وجل ، وكيف سيكون الأمر عليه إذا حكمنا على هذه الإنسانة المبدعة أن تبقى حبيسة الجدران وهي في قمة إبداعها وشوقها لإكمال مراحل تعليمها كباقي عباد الله .

أخيرا أتمنى أن تجد رسالة  وطلب هذه الإنسانة المبدعة آذانا صاغية وأن تتاح لها الفرصة لإكمال تعليمها وتحقيق أحلامها وطموحها المشروع .

 

بقلم / منذر محمد الزغول 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة