حرق المصحف الشريف …رسالة لها دلالاتها// د. رياض خليف الشديفات

=في زمن الوهن العربي والإسلامي يتم استهداف المقدسات والرموز الإسلامية بصورة مستمرة تارة برسوم مسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وتارة بالدوس على المصحف الشريف بالأقدام والأرجل والأحذية النجسة للتعبير عن الاستهتار به وبمن يعتقد به، وتارة بتدنيس المساجد وانتهاك حرمتها، وتارة بتمزيق الحجاب الإسلامي في البلدان التي تدًعي حقوق الإنسان.وما جرى قبل أيام من حرق المصحف الشريف أمام وسائل الإعلام من قبل بعض المتطرفين لن يكون الاستهداف الأخير في ظل ردود الأفعال الضعيفة التي لا تعبر عن ضمير الأمة وعقيدتها بما يمنع تكراره ، ولن يردع المتطرفين الشجب والإدانة والاستنكار، ولا محاولات طلب الاعتذار الرسمي من الدول التي رأت وشاهدت هذا الفعل المشين هذه المرة والمرات التي سبقتها من الإساءات المتكررة.ولا يمكن عزل عملية الاستهداف هذه بدلالاتها الكثيرة عن عمليات التدنيس والانتهاك لحرمة المسجد الأقصى من قبل الصهاينة والمتطرفين اليهود، فحرق المصحف رسالة قوية واضحة من أولئك المتطرفين تقول لهذه الأمة: ماذا أنتم فاعلون؟ فهذه مقدساتكم ورموزكم الدينية والإسلامية لا نقيم لها وزناً، ولا يعنيننا الشجب والاستنكار، فأنتم ليس بإمكانكم فعل شيء !! .رسالة حرق المصحف الشريف رسالة مليئة بالحقد والكراهية ” قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم أكبر ” ( آل عمران: 118) ورسالة حرق المصحف الشريف في ساحة عامة خطاب لكل أبناء الأمة في هذا الفضاء الإعلامي المفتوح تكشف عن بعض ما قلوبهم تجاه كل ما هو إسلامي ، ولكن الحقيقة الثابتة لدى كل غيور من أبناء الأمة أن هذه السلوكيات الرعناء لن تنزع حب القرآن الكريم من الصدور المؤمنة به ، وكل محاولات العبث بالرموز والمقدسات الإسلامية لن تنال من قدسيتها ولن تنزع حبها من الصدور والقلوب ، وسوف يبوء كل حاقد ومتربص بالخذلان والبوار ” والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ” (يوسف : 21 ) .
 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة