حماس تؤكد التزامها بالاتفاق.. وتطالب الوسطاء بمتابعة تنفيذ وقف إطلاق النار

دعت الأمم المتحدة ووكالات تابعة لها إلى تدفق غير محدود للمساعدات إلى غزة وفتح المعابر، وأكدت أن مكافحة المجاعة ستتطلب وقتا، في وقت تستمر فيه إسرائيل في عرقلة وصول الإغاثة والمعدات الثقيلة إلى القطاع.
فيما، دعت حركة حماس الوسطاء، أمس، إلى متابعة تنفيذ البنود المتبقية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة مع الكيان الصهيوني، والذي أنهى عامين من الحرب في غزة.
وأكدت الحركة، في بيان لها، ضرورة استكمال تشكيل لجنة دعم مجتمعي لتبدأ عملها في إدارة قطاع غزة.
واتخذت حماس اليوم خطوة لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الهش مع الاحتلال، عبر تجديد تأكيدها على الالتزام ببنود الاتفاق، التي تتضمن تعهداً بتسليم رفات جميع الرهائن الصهاينة المتوفين.
وصدر بيان الحركة صباح أمس عقب تحذير شديد اللهجة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أكد فيه أنه سيمنح “إسرائيل” الضوء الأخضر لاستئناف الحرب إذا لم تلتزم حماس بتنفيذ الاتفاق وإعادة جثث جميع الرهائن.
وأكدت حماس أن بعض جثث الرهائن تقع تحت الأنقاض في أنفاق دمرتها “إسرائيل”، وأن استخراجها يتطلب معدات ثقيلة للحفر وسط الركام.
وحذَّرت الحركة من أنّ “أيّ تأخير في تسليم الجثامين تتحمل مسؤوليته الكاملة حكومة نتنياهو التي تعرقل وتمنع توفير الإمكانات اللازمة لذلك”.
أتى بيان حماس بعدما اتّهمتها تل أبيب بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينصُّ على إعادة كلّ الرهائن، الأحياء والأموات، في غضون 72 ساعة من بدء سريانه.
تدفق المساعدات
إلى ذلك، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، امس إن تدفق المساعدات لغزة يجب ألا يكون مقيدا أمام الوكالة والمنظمات غير الحكومية الدولية.
وفي بيان نشرته قبيل ذلك عبر حسابها على منصة إكس، دعت الأونروا إلى تدفق واسع للمساعدات إلى أن يُعاد بناء القطاع الزراعي في غزة.
وقالت الوكالة الأممية إن جميع الأراضي الزراعية في غزة تقريبا مدمرة أو يتعذر الوصول إليها.
وكان جوناثان فولر مدير الاتصالات في الأونروا أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثيا، وشدد على ضرورة زيادة حجم المساعدات بشكل كبير لتلبية الاحتياجات الهائلة للفلسطينيين المحاصرين داخل القطاع.
ومنذ دخول اتفاق وقف الحرب حيز التنفيذ قبل أسبوع، لم تسمح “إسرائي”ل بدخول سوى نصف المساعدات المتفق عليها.
وكان يفترض أن يتيح الاتفاق دخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات إلى القطاع يوميا، وفتح معبر رفح الذي تنتظر في الجانب المصري منه آلاف الشاحنات.
فتح المعابر
من جهته، دعا برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس إلى فتح المعابر و”إغراق” غزة بالغذاء، مؤكدا أن الحد من المجاعة التي تفشت قبل أسابيع في القطاع سيتطلب وقتا.
وفي مؤتمر صحفي بجنيف، قالت المتحدثة باسم البرنامج عبير عطيفة إن البرنامج الأممي لم يبدأ توزيع المساعدات في مدينة غزة، وأضافت أنه لم تصل سوى إمدادات غذائية محدودة بسبب إغلاق معابر الشمال الرئيسية.
ودعت إلى فتح المعابر الشمالية لغزة لإدخال المساعدات، مشيرة إلى أن عدم فتحها يحد من الوصول إلى المناطق الأكثر احتياجا.
وأوضحت المتحدثة الأممية أن برنامج الأغذية العالمي يدخل نحو 560 طنا من الغذاء يوميا إلى غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، مؤكدة أن ذلك دون المطلوب.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جدد مطالبته بفتح المعابر وزيادة المساعدات ونطاق توزيعها في قطاع غزة.
كما قال ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فلسطين جاكو سيليرز إن إزالة الركام والنفايات الصلبة من أكبر التحديات التي تواجه قطاع غزة.
وتؤكد الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى أن لديها مساعدات مخزنة تكفي غزة لعدة أشهر، ويوجد قسم كبير منها في الجانب المصري من معبر رفح.
وبالإضافة إلى الغذاء، تطالب منظمات دولية بفتح ممرات طبية إلى الخارج، وذلك بالنظر إلى أن آلاف الفلسطينيين المرضى والمصابين خلال الحرب يحتاجون للعلاج في الخارج.
وفي السياق، دعا المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش إلى سرعة إدخال المساعدات للمستشفيات لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى.
وفي الجانب الآخر، قال وزير الخارجية الصهيوني جدعون ساعر إن من المرجح أن يُفتح معبر رفح غدا الأحد.
وأضاف ساعر -في تصريحات أدلى بها خلال منتدى حوارات المتوسط في مدينة نابولي الإيطالية- أن إسرائيل تتخذ جميع الاستعدادات اللازمة لذلك، وأنه يجري التنسيق مع الاتحاد الأوروبي من أجل تلك الخطوة.
وقبيل ذلك، قال مكتب منسق أنشطة الجيش الصهيوني في الأراضي الفلسطينية إن الاستعدادات لفتح معبر رفح لحركة الأشخاص بتنسيق كامل بين “إسرائيل” ومصر.
وكان من المقرر إعادة فتح المعبر الأربعاء الماضي وفقا للمرحلة الأولى من اتفاق وقف الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال، التي بدأ سريانها قبل أسبوع.
ومنذ أيار(مايو) 2024، يحتل الكيان الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ودمرت وأحرق مبانيه، ومنع الفلسطينيين من السفر، مما أدخلهم -خاصة المرضى منهم- في أزمة إنسانية كبيرة.-(وكالات)