خربة المخيط بمادبا.. إهمال بيئي وغياب استثماري أفقداها قيمتها السياحية

مادبا– زداد المطالبات من سكان بمحافظة مادبا بضرورة الاهتمام أكثر بمنطقة “خربة المخيط”، والترويج لها سياحيا مع المحافظة على محيطها البيئي ومنع تحولها الى مكب نفايات بعد كل عمليات تنزه عشوائي.
وتقع “خربة المخيط” التي تتميز بطبيعتها الغلابة في بلدية الفيصلية في محافظة مادبا من الجهة الغربية، على بعد 3 كلم من جبل نيبو السياحي، ويوجد بها كنيسة رومانية ذات أرضية فسيفسائية، شيدها القديسان “لوط و بروكوبيوس”، العام 562م، بحسب حارس الكنيسة.
ويرى سكان من بلدة الفيصلية ان هناك إهمالا لمنطقة “الخربة” رغم أهميتها السياحية والأثرية، لما تحمله من شواهد أثرية ما زالت قائمة، مشيرين إلى أن “الخربة” لا تقل أهمية عن جبل نيبو السياحي، والذي يعتبر من أهم المواقع للحج المسيحي، والذي اعترف به الفاتيكان العام 2000 ضمن المواقع الخمسة للحج المسيحي في الأردن.
ودعا أحمد أبو الغنم أحد ساكني المنطقة، الجهات المعنية إلى فتح قنوات الاستثمار في الخربة من خلال جذب القطاع الخاص لإقامة مشاريع استثمارية سياحية فيها، مشيرا الى أن المنطقة تعد أرضاً خصبة للاستثمار خاصة في مجال بناء الفنادق والمطاعم والأماكن الترويحية.
ويطالب مهتمون بالشأن البيئي والسياحي و متنزهون بإدامة النظافة في مواقع التنزه وعدم تحميل المسؤولية للبلديات وحدها، وتنظيم حملات رسمية وتطوعية لجمع كميات كبيرة من النفايات التي تلقى وتترك في تلك المواقع.
وأكدوا أن سوء أحوال النظافة في الغابة، وتراكم النفايات فيها، يستدعي تنظيم الحملات للحد من التأثير السلبي لتلك الأحوال على الصحة والسلامة العامة وتشويه للمكان كونه أثريا.
ويشير المواطن عدي العواد إلى أن المنطقة تشهد قدوم أعداد كبيرة من الزوار للتمتع بأجواء الربيع والخريف والصيف في الغابة الممتلئة بأشجارها المتنوعة، إضافة إلى زيارة المواقع الأثرية كـجبل نيبو وعيون موسى، ما يستدعي المتابعة من قبل بلدية مادبا بعمل حملات نظافة مكثفة للحفاظ على بيئة الموقع.
ودعا العواد وزارة السياحة إلى إنشاء مرافق صحية، وتحسين وتطوير الموقع، لتنشيط السياحة الداخلية، وتشجيع القطاع الخاص على إقامة مشاريع من شأنها إيجاد فرص عمل لشباب المنطقة المتعطلين عن العمل.
واقترح تشكيل لجنة مشتركة تضم كافة المؤسسات الخدمية، لتسهم في توعية المجتمع للحفاظ على المواقع الأثرية، وعدم العبث بها، كونها ذات قيمة تاريخية وحضارية.
ويقول محمد حسن الشوابكة إن المنطقة المحاطة بالغابات تتطلب من الجميع المزيد من الرعاية والاهتمام وتوفير الخدمات الضرورية للزوار، منتقدا ما تشهده المنطقة من تراكم النفايات تحت الأشجار، وعدم توفر وحدات صحية لخدمة المتنزهين الذين يؤمون المنطقة بحثا عن الراحة والاستجمام.
ويقول المواطن حبيب طلال عيد، إنه يشاهد سنويا عند زيارته مواقع التنزه في المنطقة كميات من القمامة ومخلفات المتنزهين الملقاة تحت الأشجار وفي أماكن جميلة، داعيا إلى تنظيم حملات نظافة لجمع هذه المخلفات، ووضع حاويات كبيرة في تلك المناطق للحفاظ على جماليتها.
يؤكد السائح فيليب وزوجته ليزا من بريطانية، اللذان التقتهما “الغد” بالمكان، أهمية المنطقة تاريخياً وحضارياً، متمنيان في الوقت نفسه ان يتم ترويجها وتسويقها ضمن المسار السياحي لجبل نيبو، مع اهمية وضع المنطقة ضمن المنشورات السياحية التي توزعها وزارة السياحة.
من جانبه، أكد رئيس بلدية مادبا عارف محمود الرواجيح، أن أجهزة البلدية معنية تماما بالمحافظة على المواقع الأثرية والسياحية، حيث تقوم بحملات توعوية وإرشادية للحفاظ على بيئة المواقع الى جانب تنفيذ حملات نظافة في المناطق السياحية باستمرار.
وأضاف الرواجيح أن مسؤولية الحفاظ على نظافة المناطق السياحية تقع على عاتق كل مواطن يزور تلك المناطق، لافتا إلى ضرورة تعاون جميع الجهات المعنية من سياحة وبلديات وبيئة ومؤسسات تعليمية لبذل المزيد من الجهود لتعزيز مفهوم المواطنة، من خلال الحفاظ على نظافة الأماكن السياحية والاعتناء بها.
وأشار إلى أن البلدية معنية في إقامة مشاريع استثمارية في المناطق التابعة لها، وخاصة المناطق السياحية، حيث عملت البلدية على فتح قسم للاستثمار، يسهل عملية التراخيص ويشجع المستثمر ويبعده عن كافة التعقيدات.
ودعا وزارة السياحة إلى تخصيص مبالغ مالية من موازنتها للبلديات لتستطيع القيام بدورها في الحفاظ على المواقع السياحية، مبينا أن الإمكانات لدى البلدية غير متوفرة بسبب قلة عدد العمال والآليات.
ويقول مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني إن المديرية تقوم بالتعاون مع عدد من الجهات بحملات نظافة للمواقع السياحية والأثرية بهدف المحافظة على البيئة، داعيا المتنزهين للمحافظة على المكان الذي يرتادونه.
وأكد ان قرية المخيط موضوعة ضمن مسار سياحي، لقربها من “جبل نيبو” السياحي وعيون موسى، وهي موضوعة ضمن المنشورات السياحية التي توزعها على كافة زائري المواقع السياحية والأثرية، وبالتالي هذا يؤكد على ترويج هذه المنطقة السياحية والأثرية المهمة.

أحمد الشوابكة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة