خربة ياجوز…مدينة تدعونا لإعادة استكشافها

تعتبر خربة ياجوز الأثرية ( أو خربة مدراج) منطقة أثرية مغمورة وغير معروفة بالنسبة للكثير من الأردنيين، وهي تقع على بعد 11 كم شمال شرق عمّان، حيث إنها مدينة أثرية بيزنطية متكاملة أقيمت على أنقاض مدينة رومانية سابقة تعود للفترة من القرن الرابع الميلادي حتى أواخر القرن السابع الميلادي.

شهادات الرحالة

بحسب موقع «ويكبيديا» ومراجعه التوثيقية العديدة قام العديد من الرحالة والباحثين الأثاريين بزيارة الموقع في القرنين التاسع عشر والعشرين ميلادي، حيث قام بزيارة الخربة الباحث والرحالة «ميرال» في عام 1876م وقدم وصفا لبعض العناصر المعمارية التي استخدمت في بناء مباني خربة ياجوز من أعمدة وتاجيات والعتبات والدعامات الحجرية التي حملت بعض الزخارف النباتية وأشكال آدمية، وأشار إلى النظام المائي في الموقع، وذكر بعض المعالم المعمارية التي تشير إلى وجود كنيستين في موقع خربة ياجوز.

وقدم الباحث «كوندر» وصفا للموقع بفعل زيارتة للمنطقة في عام 1881م محددا موقع ياجوز ومشيرا إلى عين الماء المحاطة بالاشجار الضخمة، ويذكر أيضا بعض المعالم المعمارية والخرائب المنتشرة في الموقع ذات الاساسات المقنطرة وقنوات المياه، وتحدث عن وجود معبد روماني، الا ان الحفريات الاثرية التي قامت بالموقع لم تكتشفه حتى الآن.

وزار الموقع أيضا الرحالة «مكاون» في عام 1930م وقدم وصفا لعين ماء خربة ياجوز، وذكر وجود بركة كبيرة لتجميع المياه، ويشير إلى كثرة المدافن والقبور ذات المداخل العمودية، كما تحدث عن وجود كنيسة، وأشار إلى أهمية موقع ياجوز الواقع على الطريق الذي يربط مدينة البتراء وفيلادلفيا وجرش ومدن الديكابولس في شمال الأردن.

وفي عام 1937م ذكر الباحث «جلوك» أهمية الموقع من خلال زيارتة لخربة ياجوز حيث يقع على الطريق الروماني الذي يربط مدينة عمان بمدينة جرش.

كما قام «هنري» في عام 1972م بإجراء أول تنقيب أثري بالموقع، إذ قام بالكشف عن مجموعة من القبور الرومانية في المنطقة الجنوبية الغربية من الخربة، بالإضافة إلى تنظيف بعض الكهوف الصخرية التي استخدمت كمدافن في الفترة الرومانية وأعيد استخدام بعضها كمعاصر للزيتون في الفترة البيزنطية.

وقامت دائرة الأثار العامة بأجراء حفرية إنقاذية عرضية للموقع عام 1994م؛ اذ تم الكشف عن كنيسة بازيليكية رصفت أرضيتها بالفسيفساء.

أرض زراعية

دلت نتائج التنقيبات الأثرية في موقع ياجوز على أهمية الموقع الذي شهد فترات استيطانية عديدة؛ اذ برزت أهمية الموقع في الفترة الرومانية كمحطة مهمة على الطريق الرئيسي الذي يربط مدينتي عمان وجرش، واستمرت أهمية ياجوز خلال الفترة البيزنطية كقرية زراعية ضخمة، ونستدل على ذلك بما تم الكشف عنه من مخلفات أثرية معمارية دينية ومدنية وصناعية، وتشير إلى وجود استيطان بيزنطي مكثف في موقع ياجوز، ودلت نتائج التنقيبات في المواسم الأخيرة على استمرارية استيطان موقع ياجوز خلال الفترات الأموية والعباسية والأيوبية والمملوكية.

 

الدستور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة