خلافات الجيش و”الدعم السريع” قد تفجر حربا حقيقية في السودان

السودان – تسري مخاوف حقيقية في أوساط السودانيين من تنامي الخلاف بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، ليشعل وحربا حقيقية بين الطرفين قد يدفع ثمنها السودانيون جميعا.
وخلال الايام الماضية عمق تصادم بين القوتين شدة خلاف بيننهما في منطقة مروي في الولاية الشمالية للسودان، حيث حذر رئيس حزب الأمة القومي السوداني، اللواء متقاعد فضل الله برمة ناصر، من أن الوضع بين الطرفين بات خطيرا جداً، داعيا قادة الجيش والدعم السريع والأحزاب السياسية في البلاد لاجتماع عاجل.
كما اعتبر أن بيانات الاحتقان بين الجيش والدعم السريع وصلت “مرحلة ما قبل الطلقة الأولى”. ونبه في بيان أمس إلى أن الوضع الأمني الراهن قريب من الانزلاق ولا يتحمل إجراءات روتينية.
كذلك اعتبر أن الأوضاع تتطلب تجميد كل فعل أو قول عسكري. ودعا كل القوى السياسية إلى النأي عن إصدار أية بيانات أو دعم لطرف على حساب آخر.
وشدد على أن الأزمة الراهنة تستوجب تفكيراً خارج الصندوق، معتبراً أن الأحداث تمضي مسرعة لتشكل واقعاً إن لم نتحسب له سيتجاوز كل الآليات والعمليات السياسية السابقة.
أتى هذا التحذير بعد أن شهدت منطقة مروي توتراً غير مسبوق بين القوات المسلحة والدعم السريع، فقد رفضت الاخيرة الانسحاب حتى ظهر أمس من قاعدة مروي، رغم تحذيرات الجيش بضرورة الانسحاب، ما حدا بتدخل العديد من الأحزاب المدنية والسفارات الأجنبية للتهدئة بين الجيشين.
والتوتر في مروى نشأ بدأ بعدما دفعت قوات الدعم السريع بـ100 مركبة نحو مطار مروي الذي يعتبر مطاراً استراتيجياً مسانداً لمطار الخرطوم المدني في حالات الطوارئ، ويضم قاعدة جوية عسكرية مساندة للمطار العسكري الأول الموجود بالخرطوم، تشمل دفاعات جوية عن شمال ووسط وغرب وشرق السودان.
كما تعتبر أيضا منطقة تمركز بديلة للقوات الجوية. كذلك تضم أكبر مشروعين زراعيين في الولاية الشمالية تم إنشاؤهما منذ عهد الاستعمار الإنجليزي، فضلا عن أكبر سد كهرومائي في السودان.
وكانت قوات الدعم السريع نفت في وقت سابق مزاعم قيامها بعمليات حربية باتجاه مطار مروي. وأكدت أن وجود قواتها بالولاية الشمالية يأتي في إطار تأدية واجباتها ومهامها كما هو في باقي الولايات. كما أكدت أنها تعمل بتنسيق مع قيادة القوات المسلحة وبقية القوات النظامية الأخرى.
إلا أن بيان الجيش صدر أمس أظهر وبوضوح وجود خلافات خطيرة بين الطرفين، وبين أن تلك التحركات أتت دون إخطاره.
واعتبر الجيش في بيانه تحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن” من جانب قيادة قوات الدعم السريع يعتبر “تجاوزا واضحا للقانون”، وتمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو تنسيق معها.
كما حذر من أن “البلاد تمر بمنعطف خطير زاد بعد تحشيدات الدعم السريع، واعتبر أن استمرار ما وصفها بالتجاوزات سيؤدي إلى المزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد.
ورفض الجيش تمركز قوات الدعم السريع في المنطقة والذي بدأ منذ مطلع شهر رمضان، عبر بناء سور ومرافق في الأرض المحاذية لمطار المدينة.
حالة التصادم بين الجيشين في منطقة مروى ليس أصل الخلاف وانما كانت معمقة له، وأصله أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقوى سياسية ترى بضرورة إنضمام قوات الدعم السريع لمظلة الجيش فيما يرى قائدها محمد حمدان دقلو الملقب بـ(حميدتي) ضرورة تشكل حكومة مدنية قبل الانضمام مع حفظ حقوق قواته، وعدم تهميشها في الجيس، ما اعتبره سياسيون مماطلة لابقاء نفوذه العسكري الواسع في البلاد.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة