بني عطا يكتب : خلدون نجيب جويعد… قيادة تربوية تصنع أثرًا يتجاوز المكاتب إلى قلب الميدان

قلم/ د.أحمد بني عطا
في كل ميدان، يبقى القائد الحقيقي هو الذي لا يكتفي بإصدار التعليمات من خلف مكتبه، بل ينزل إلى أرض الواقع، يسمع، يرى، يتابع، ويُصرّ على أن تكون المدرسة بيئة تستحقها الأجيال. وفي مديرية تربية عجلون، برز اسم الأستاذ خلدون نجيب جويعد بوصفه أحد النماذج الإدارية التي أثبتت أن القيادة ليست منصبًا يُعلَّق على باب مكتب، بل مسؤولية تُحمل على الكتف وتُترجم إلى إنجازات ملموسة.
رؤية واضحة… وعمل هادئ ولكنه فعّال
منذ استلامه إدارة تربية عجلون، اعتمد خلدون جويعد على نهج إداري يقوم على وضوح الرؤية، وتحديد الأولويات، والمتابعة الميدانية الدقيقة. لم يعتمد على الخطط الورقية الجاهزة، ولم يتعامل مع التحديات بروتين إداري جامد، بل اختار أن يكون قريبًا من المدرسة، من الطالب، من المعلّم، ومن التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق الحقيقي.
ولأن المدرسة الثانوية غالبًا ما تكون الأكثر حساسية من ناحية الغياب والانضباط، وضع جويعد هذه الفئة في صلب اهتمامه. لم يكتفِ بعقد الاجتماعات، بل انتقل إلى الميدان، فكانت زياراته المتتابعة للمدارس رسالة واضحة بأن الانضباط ليس خيارًا، بل ضرورة لبناء طالب ملتزم، ومنظومة تعليمية فاعلة.
الحدّ من الغياب… إنجاز لا يتحقق بالصُدفة
ما حققته مدارس عجلون الثانوية مؤخرًا من انخفاض ملحوظ في نسب الغياب لم يكن حدثًا عابرًا، ولا رقماً يُكتب في تقرير وينتهي تأثيره. بل هو نتيجة جهد مستمر، وسياسة منهجية، ومتابعة دقيقة نفّذها مدير التربية بنفسه.
لقد عمل على:
• تحفيز الإدارات المدرسية لتطوير أساليبها في ضبط الدوام.
• التواصل المباشر مع أولياء الأمور وإشراكهم في المسؤولية.
• تعزيز دور المرشدين التربويين في متابعة الطلبة المتغيبين.
• وضع آليات واضحة للحد من الغياب في المدارس الثانوية تحديدًا.
• متابعة يومية للبيانات، ومعالجة الحالات قبل تفاقمها.
وهكذا، جاءت النتائج كما أرادها: انضباط، حضور، وبيئة تعليمية أكثر التزامًا وإيجابية.
قيادة تسمع، وتحتوي، وتُنصف
من أبرز ما يميّز خلدون جويعد ليس فقط قدرته على الإدارة، بل أسلوبه الإنساني في التعامل مع الميدان. فهو قائد يستمع قبل أن يقرر، ويفهم المشكلة قبل أن يعالجها، ويوازن بين الحزم والمرونة بطريقة تمنح كل شخص مساحته، وكل مدرسة دعمها، وكل مدير فرصة لتقديم الأفضل.
الميدان التربوي في عجلون شهد نقلة واضحة في التواصل، فالأبواب مفتوحة، والقرارات تُبنى على تشاور، والهدف واحد: رفع جودة التعليم وتحسين بيئته.
مدير يعرف قيمة المعلّم
في زمن تشتد فيه الضغوط على المعلّمين، كان لخلدون جويعد موقف مختلف؛ فهو يؤمن أن المعلّم هو العمود الفقري للمدرسة، وأن نجاحه هو نجاح للمنظومة كلها. لذلك، حرص على توفير التدريب، والدعم، والتقدير، وإشراك المعلّمين في صنع القرارات التي تخص بيئتهم المهنية.
إنه قائد يُقدّر جهود التربويين، ويؤمن أن المدرسة الناجحة لا تُبنى بالقرارات فقط، بل بروح الفريق الذي يعمل بإيمان وثقة واحترام.
إنجازات تُسجَّل… وأثر يبقى
نجح مدير تربية عجلون في تحقيق ما لم يستطع كثيرون تحقيقه:
تحويل الخطط إلى واقع، والمتابعة إلى نتائج، والقيادة إلى أثر واضح يلمسه الجميع.
ومن بين أبرز الإنجازات التي تُحسب له:
• رفع الانضباط المدرسي في المرحلة الثانوية بشكل لافت.
• تعزيز ثقافة الالتزام داخل المدارس.
• بناء جسور تواصل قوية بين المديرية والمدارس.
• تنشيط الدور الإرشادي والوقائي داخل المؤسسات التعليمية.
• رفع الروح المعنوية لدى الهيئات الإدارية والتعليمية.
نعم… هو القائد الذي يُحدث فرقًا
لا مبالغة في القول إن خلدون نجيب جويعد قدّم مثالًا يُحتذى لمدير يستطيع أن يمسك بزمام الأمور دون أن يرفع صوته، يقود دون أن يفرض، ويُنجز دون أن يبحث عن الأضواء.
إنه نموذج للقائد التربوي الذي يؤمن بأن رسالته تمتد إلى كل طالب، وكل معلّم، وكل مدرسة. قائد أثبت بعمله، قبل كلامه، أن التعليم يحتاج إلى إدارة واعية، قلبها على الميدان، وعينها على المستقبل.
وهكذا…
يبقى أثره حاضرًا في مدارس عجلون، وفي وجدان كل من لمس جهده، وشهد على نقلة نوعية كان هو بطلها الأول.

