دكتوراه للجميع/ بروفسور حسين علي غالب بابان

أعلى شهادة أكاديمية يتم الحصول عليها بعد سنوات من الدراسة والعناء والتكاليف ، وبعدها تضع حرف “د” مرفق مع أسمك لتعريف الآخرين أنك وصلت إلى هذا المستوى الأكاديمي ، هذا ما أعرفه ببساطة عن هذه الشهادة ، لكن الآن تغير كل شيء رأسا على عقب .الكثيرين يحصلون على شهادة دكتوراه فخرية ، صحيح أن كلمة  “فخرية” معناه أن الشهادة قدمت لتكريم صاحبها لكن كلمة “دكتوراه” أعطاها معنى أكاديمي ، هذا ما أرفضه جملة وتفصيلا فليس من الانصاف والعدل لهذه الشريحة وكما تقول الآية الكريمة “هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ” .الكل الآن بات يقدم هذه الشهادات عندنا ، حتى أنني قرأت أن أحدى الجمعيات المختصة بالطفل ومن خلال حفل لجمع التبرعات  دعت لحضور أربعمائة شخصية من مكونات المجتمع ،وجميعهم من دون استثناء حصلوا على شهادة “دكتوراه فخرية ” من الجمعية  لحضورهم للحفل أو لتبرعهم السخي . الآن بإمكاني أن أطلق على ما يحدث بأنه بات يشكل ظاهرة ، شهادات دكتوراه لكل من هب ودب ، مما يهز من قيمة هذه الشهادة العظيمة وقد يصيبها في مقتل ، وهذا ما لا نتمناه فالعلم هو طوق النجاة لأي مجتمع .الحل موجود وهو بسيط للغاية ومطبق منذ وقت طويل في دول كثيرة ، وهو أن من يستخدم هذه الشهادة له عقوبة قانونية ويطلق عليها تسمية “حكم انتحال صفة ” فأنت تدعي وصولك إلى أعلى مرحلة أكاديمية وهذا غير صحيح .

أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا

 

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة