رئيس جامعة عجلون الوطنية يكتب تطوير الجامعات الأردنية: الاستثمار في المعرفة لمستقبل مشرق

تطوير الجامعات الأردنية: الاستثمار في المعرفة لمستقبل مشرق
بقلم: الأستاذ الدكتور فراس الهناندة – رئيس جامعة عجلون الوطنية
في هذا الزمن الذي تتسارع فيه التحديات الاقتصادية والتكنولوجية، تقف الجامعات الأردنية على مفترق طرق حاسم يتطلب الشجاعة والرؤية والابتكار. إن التعليم العالي لم يعد مجرد قاعاتٍ وصروحٍ حجرية، بل بات مصنعًا للعقول، ورافدًا للاقتصاد الوطني، ومحركًا للتغيير الاجتماعي. فالاستثمار في المعرفة والبحث العلمي ليس خيارًا، بل هو واجب وطني لضمان مستقبل الأردن وإعداد أجيال قادرة على مواجهة تحديات العصر بثقة وإبداع.
وهنا، تبرز جامعة عجلون الوطنية كنموذجٍ للجامعة الأردنية الطموحة التي تحمل رسالتها بكل عزيمة، وتسعى إلى أن تكون رافدًا للتنمية، ومنارةً للعلم، ومختبرًا للأفكار الجديدة التي تخدم الوطن والمجتمع. نحن نؤمن أن التعليم الرقمي، والبرامج الأكاديمية المرنة، والشراكات مع القطاعين العام والخاص، ليست مجرد شعارات، بل أدوات عملية لفتح آفاق جديدة أمام الطلبة، ولتحويل الجامعة إلى قوة اقتصادية ومعرفية فاعلة في خدمة الأردن وأبنائه.
إن إدارة الموارد بكفاءة، وترشيد النفقات، وتوجيه كل دينار نحو خدمة الطالب والبحث العلمي، هي مسؤولية وطنية قبل أن تكون إدارية. فجامعاتنا، وفي مقدمتها جامعة عجلون الوطنية، تستطيع أن تبقى منارةً للعلم وميدانًا للإبداع، إذا ما وظّفت التكنولوجيا، وركّزت على أولوياتها الاستراتيجية، واستثمرت في شبابها الذين هم ثروة الوطن الحقيقية.
وتأتي هذه الرؤية منسجمة مع توجيهات قيادتنا الهاشمية المظفرة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – حفظه الله – وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني – أيده الله – الذين يؤكدون دومًا أن التعليم هو السلاح الأقوى، وأن الجامعات هي مصانع الرجال والنساء القادرين على صنع الغد.
إن مستقبل الأردن مرهون بقدرته على الاستثمار في عقول أبنائه، والجامعات هي قلب هذا الاستثمار. ومن خلال تكامل الأدوار، وزيادة الإيرادات، وترشيد النفقات، وتعظيم أثر التعليم والبحث العلمي، ستبقى جامعاتنا، وجامعة عجلون الوطنية في مقدمتها، شريكًا وطنيًا أصيلًا في مسيرة البناء، وقوةً دافعةً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، تصنع أجيالًا قادرة على مواجهة التحديات بفخر وانتماء، بما يليق بتاريخ الأردن العريق ومكانته الراسخة بين الأمم.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة