رحلتي الى البرازيل – الجزر الثالث// الدكتور اسماعيل العطيات

=في المؤتمر الدولي المتعلق بالوقود الحيوي والذي عُقد عام 2007 في بروكسل، أعلن الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا أن معدل إزالة الغابات في البرازيل قد تباطأ بشكل كبير بسبب كفاءة إنتاج الوقود وتخصيص أكثر من 20 مليون هكتارًا من الغابات. أنشأت البرازيل منذ عام 2004 أكثر من 200 ألف كيلومترًا مربعًا من المتنزهات والمحميات الطبيعية والغابات الوطنية في غابات الأمازون المطيرة. وستعمل هذه المناطق المحمية، إذا نُفذت بالكامل، على منع نقل ما يقدر بنحو مليار طنًا من انبعاثات الكربون إلى الغلاف الجوي التي قد تنتج عن إزالة الغابات بحلول عام 2015.وقد تعهّد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي بدأ ولايته الرئاسية الثالثة في مطلع هذا العام 2023 باتخاذ إجراءات قوية لحماية البيئة وتعزيز حماية الأمازون بشكلٍ أساسي بعد حل هيئات الرقابة في عهد سلفه جايير بولسونارو ، وقد أثار بولسونارو حليف أصحاب المشاريع الزراعية غضباً دولياً خلال السنوات الأربع التي تولى فيها رئاسة البرازيل بسبب اندلاع الحرائق في الأمازون وإزالة الغابات بشكل منهجي ، وفي ظل حكم بولسونارو ارتفع المتوسط السنوي لإزالة الغابات بنسبة 59,5 بالمئة مقارنة بالسنوات الأربع السابقة، وبنسبة 75,5 بالمئة عن العقد السابق، وفقا لأرقام حكومية ، ويقول خبراء إن الدمار يرجع بشكلٍ رئيسي إلى قيام أشخاص بالاستيلاء على الأراضي وإزالة الأشجار منها لجعلها صالحة للزراعة وتربية الماشية .وقد تعهّد الرئيس لولا البالغ 77 عاماً بإنهاء إزالة غابات الأمازون، قائلاً بلهجة حازمة حاسمة في مقابلة قناة تلفزيونية عالمية إنه يسعى لإنشاء شرطة فدرالية “تعمل بمزيد من القوة” لحماية الغابات وكذلك لدعم المؤسسات الحكومية الأخرى ، وأضاف ” الالتزام هو الوصول الى “صفر إزالة غابات” في الأمازون بحلول عام 2030 وسأتابع ذلك بقوة القانون “.يعتمد كل من تربية الماشية وإنتاج فول الصويا على أرض مُجرفة وواسعة للعمل بكفاءة. أُزيلت أجزاء كبيرة من غابات الأمازون المطيرة لتوفير هذه القطاعات، وتُعد الأخشاب الزائدة الناتجة عن القطع مربحة للغاية. إن إزالة مساحات شاسعة من الأشجار من هذه المنطقة تؤثر سلبًا على البيئة بطرق مهمة، وخاصةً قتل الأشجار وليس حصادها بالضرورة. أُبلغ مثلًا عن 27 شجرة قُتلت أو تضررت بشدة مقابل كل شجرة قُطعت بالقرب من باراغوميناس في بارا. لا تستطيع غابات الأمازون المطيرة امتصاص الكثير من انبعاثات الكربون وتسريع عملية الاحتباس العالمي إلى حد كبير مع احتوائها على عدد أقل من الأشجار. ولعله من المفيد الاشارة الى أن بناء العاصمة الجديدة للبرازيل في المناطق الداخلية في عام 1960 ساهم في انفتاح حوض الأمازون. وعلى نطاق واسع شهد برنامج التوطين نقل الأسر من شمال شرق البرازيل إلى الغابات، وبتشجيع ووعود بأراضي رخيصة. قامت العديد من المستوطنات على طول الطريق من مدينة برازيليا إلى بيليم، ولكن أثبتت تربة الغابات المطيرة صعوبة زراعتها .وخلال زيارتي للبرازيل لفت انتباهي مفارقات عديدة أجملها فيما يلي :1) مساحة الغابات : المساحة المغطاة بالغابات في البرازيل بالكيلومتر المربع 4776980 وهذا يعادل56.1% من مساحة اليابسة ، وفي الاردن 893 كيلومتر مربع ، وهي تعادل 1% من مساحة اليابسة . ورغم المساحات الشاسعة للرقعة الخضراء في البرازيل الا ان السلطات البرازيلية تعمل ليلا نهارا لزيادة الرقعة الخضراء من خلال مشاريع التتشجير والحرص الشديد على وقف قطع الاشجار وحرائق الغابات ، اما واقع الحال في الاردن فالوضع مختلف ويطول شرحه.

2) مزيج الطاقة (تتألف مصفوفة الطاقة الكهربائية البرازيلية من: الطاقة الهيدروليكية 64.9٪؛ الكتلة الحيوية 8.4٪؛ طاقة الرياح 8.6٪؛ الطاقة الشمسية 1٪؛ الغاز الطبيعي 9.3٪؛ مشتقات البترول 2٪؛ النووي 2.5٪؛ الفحم ومشتقاته 3.3٪) ، في عام 2020 كانت البرازيل ثاني أكبر دولة في العالم في انتاج الطاقة المتجددة ، من الكتلة الحيوية ( انتاج الطاقة من الوقود الحيوي الصلب والنفايات المتجددة ) ، حيث انتجت 15.2 جيجاوات .ونظرا لانتاج وقود الايثانول توصف الرازيل احيانا بأنها قوة عظمى في مجال الطاقة الحيوية ، وينتج وقود الايثانول من قصب السكر ، ولدى البرازيل أكبر محصول لقصب السكر في العالم وهي أكبرمصدر للايثانول في العالم . اما في الاردن فرغم ان الاردن يستورد معظم احتياجاته من الطاقة الا ان حصة الطاقة المتجددة النظيفة من مريج الطاقة قد بلغت 29% من مزيج الطاقة بنهاية تموز 2022 ، ويستهدف الاردن رفع حصة الطاقة لمتجددة ل 50 % بحلول 2030 حسب استراتيجية الطاقة في الأردن .

3) المنظور الشامل في التخطيط العمراني في تطوير واستحداث المدن الجديدة في البرازيل . وعندما نفكر في المدن المخطط لها في البرازيل ، من الشائع أن تظهر العاصمة برازيليا في المقدمة ، حيث لا تزال هذه المدينة تتمتع حاليًا بكل تصميمها الأصلي وتشتهر بكونها مدينة منظمة للغاية. تم تصميم العاصمة الفيدرالية من قبل المخطط الحضري لوسيو كوستا والمهندس المعماري أوسكار نيماير ، حيث تم افتتاحها في عام 1960.تتمتع المدينة أيضًا بمكانة في التراث العالمي المحدد من قبل اليونسكو بسبب هندستها المعمارية و مجمعها الحضري ، ويحتوي على أكبر مجمع سكني حديث تم بناؤه في العالم ، مع أكثر من 1500 كتلة سكنية ، مع الكثير من الأشجار وسهولة الوصول إلى العديد من الخدمات المتركزة في العاصمة.4) التركيز باستمرار على تحقيق اهداف التنمية المستدامة ال 17 حيث تحتضن البرازيل معهدا دوليا رياديا ، يعمل على قياس تحقيق اهداف التنمية المستدامة ال 17 على مدار الساعة وفي مختلف دول العالم .5) من اهم القرارات التي انبثقت عن هذا المؤتمر ( فيما يتعلق بالاردن ) ان المرفق سيقوم بدعم البلدان عبر مشاريع منفردة تركز على صون التنوع البيولوجي وتدهور الأراضي والتكيف مع تغير المناخ وإدارة النظم المائية المشتركة ومن بينها تمويل مشروع إقليمي في الأردن وإريتريا وجمهورية مصر العربية وجيبوتي والسودان واليمن سيعزز الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك في النظام الإيكولوجي البحري الواسع في البحر الأحمر.

تقرير من اعداد :الدكتور اسماعيل العطيات ismailatiyat@yahoo.comجمعية حفظ الطاقة واستدامة البيئة ( عضو مجلس الادارة ).اتحاد الجمعيات البيئية الاردنية ( اتحاد نوعي ) ( عضو مجلس الادارة)ممثل منطقة غرب آسيا في مرفق البيئة العالمية GEF. CSO Network

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة