رسالة تربوية : واجبات الطالب في البيئة المدرسية// الأستاذ عبدالحميد المومني

بقلم : مدير مدرسة سامتا الثانوية للبنين : الأستاذ عبدالحميد المومني
المدرسة ليست مكانًا للتعلم فحسب ؛ إنها بيئة تُصنع فيها القيم ، وتنمو فيها المهارات ، ويتشكّل فيها وعي الإنسان ، ومن أجل بناء منظومة تعليمية متوازنة ، يتكامل فيها دور الأسرة والمعلم والطالب ، نضع بين أيدي الجميع هذه المبادئ التي تقوم عليها بيئة مدرسية راقية ومسؤولة .
الانضباط… حجر الأساس في النجاح
التزام الطالب بالدوام المنتظم ، واحترام الأنظمة والتعليمات ، يعكس وعيه وتعاون أسرته ، ويُسهم في خلق بيئة تعليمية آمنة ومستقرة ، فالانضباط قيمة مشتركة تحمي المدرسة وترتقي بسلوكياتها.
الاحترام … لغة التعامل الراقي
تعامل الطالب مع معلميه ، وزملائه ، وجميع العاملين في المدرسة بلطف وذوق واحترام ، يعكس تربيته ويمهّد لبيئة قائمة على الثقة والتفاهم ، بكلمة طيبة وسلوك مهذب تُبنى العلاقات وتُصان القيم.
التعلم … رحلة مشتركة ومسؤولية متبادلة
نجاح الطالب لا يتحقق بالكتاب وحده ، بل بحضوره الفعّال ، ومشاركته اليومية ، وتشجيع أسرته، وتوجيه معلميه ، حين يتكامل هذا الدور ، تتحول العملية التعليمية إلى رحلة ناضجة تعود فائدتها على الطالب والمجتمع معًا.
المحافظة على المكان … واجب جماعي
نظافة المدرسة ، والاعتناء بالصفوف والمرافق ، مسؤولية يشترك فيها الطلاب والمعلمون والإدارة ، فالمكان الذي نرتاده كل يوم يستحق أن نحافظ عليه ليبقى جميلًا، آمنًا، ومهيأً للتعلم.
القيم … أساس بناء الإنسان
الصدق ، والأمانة ، والانضباط ، والتعاون … ليست شعارات ، بل ممارسات يومية تُبنى في البيت ، وتترسخ في المدرسة ، وتنضج في المجتمع ، بها تتشكل شخصية الطالب ، ويكتسب هويته الأخلاقية.
الانتماء … شعور يترجم أفعالًا
عندما يشعر الطالب بانتمائه لمدرسته ووطنه ومجتمعه ، ينعكس ذلك على سلوكه ومشاركته وحرصه على الظهور بصورة مشرّفة ، الانتماء ليس كلمة تقال ، بل روح تُزرع وتثمر.
ختامًا…
إن نجاح البيئة المدرسية يتحقق بتعاون الجميع: أسرة تُتابع ، ومعلم يوجّه ، وطالب يجتهد ، وإدارة ترعى وتضبط المسار ، وعندما تتكامل هذه الأدوار ، نصنع بيئة تعليمية تُخرج طالبًا مسؤولًا ، واثقًا، ومنتميًا… قادرًا على بناء غده وخدمة مجتمعه.

