“رسام القصة الصغير” مبادرة لتنشيط خيال الطفل وتحفيز لثنائية الفن واللغة

عمان- في الوقت الذي يلعب فيه الرسم بشكل عام دورا مهما في إشعال وتنشيط خيال الناس وخصوصا الصغار، وما يمكن أن يفعله في تطوير مهاراتهم وإبداعاتهم، وفي تعزيز نموهم الفني والنفسي والاستكشافي، أطلقت الكاتبة الأردنية آلاء سليمان مؤخرا مسابقة “رسام القصة الصغير” للأطفال للعام 2023، تحت مظلة مشروعها الريادي “مشروع قصص مدهشة”، لتكون الأولى من نوعها، في مجال تشجيع الصغار على مجال تحويل القصة الى رسم.

وتهدف المسابقة، وفقا لصاحبتها آلاء سليمان، إلى تشجيع الأطفال في الفئة العمرية من تسع سنوات الى اثنتي عشرة سنة، ومن كل الخلفيات والمحافظات، للربط بين الرسم والسرد القصصي، ومنح الموهوبين منهم الفرصة حتى يكونوا جزءًا من صناعة القصة.

وبينت سليمان لـ”الغد”، أن الرسم بشكل عام يحفز ويحرك إبداع وخيال الطفل، ولكن رسم قصة أو تحويلها إلى رسم يضاعف الأثر بشكل كبير ليرفع منسوب الخيال والابداع ويعزز نموه الاستكشافي والنفسي، عندما نترك لهم مساحة واسعة لتحويل النص المكتوب والقصة الى رسومات معبرة تعكس المحتوى من وجهة نظرهم ومخيلتهم.
وأكدت، أن المسابقة هي مبادرة تسعى للبحث عن مواهب في مجال رسم القصص، والمساهمة في صناعة جيل قادر على ربط القصة بالرسومات، وخصوصا مع الافتقار إلى مهارة تحويل النصوص إلى رسومات، علاوة عن أنها تسعى في الوقت نفسه، إلى تشجيع الصغار على القراءة، واستخلاص العبر من القصص وترك أثر في نفسوهم من محتواها.
وأضافت سليمان: “نعتقد أن مسابقة رسام القصة الصغير، هي فرصة مهمة للموهوبين من الأطفال للتعبير عن فنهم وعرض إبداعاتهم، مع التركيز على تعزيز الخيال والتعبير عن اللغة والأحداث بطريقة فنية، وإلهام الأطفال لإطلاق العنان لإمكاناتهم الفنية مع تعزيز حب الفن ورواية القصص وتطوير مهارات التحليل والخيال”.
وترى سليمان، أن مهارة الرسم إن لم تولد مع الطفل بالفطرة، فهي مهارة يمكن تعلمها وتطويرها والتدريب عليها، ونحن إن بدأنا العمل عليها من الصغر فالأثر والنتيجة يكونان كبيرين.
ولفتت سليمان، إلى أن مسابقة “رسام القصة الصغير”، تدعو الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (9 – 12 سنة) للمشاركة وتشجعهم على إنشاء رسوم توضيحية جذابة لقصة محددة هي “البطلة بطبوطة” وهي قصة تحتوي على قيم الصداقة والتعاون وتقبل الآخرين، لتثير خيالهم وتسمح لهم بأن يصبحوا مشاركين فاعلين في عملية صناعة القصص، مبينة أن قصة “البطلة بطبوطة” مقسمة على 15 مشهدا من النصوص مع مساحة فارغة لرسم المشاهد. وقالت سليمان لـ “الغد”: “إنه جرى إطلاق المسابقة أواخر الشهر الماضي، وفتح باب التسجيل فيها على مدار أسبوعين، وأقفل منتصف الشهر الحالي”.
وبينت، أن عدد المتقدمين والمسجلين في المسابقة بلغ حوالي عشرة أطفال قدموا رسومات مميزة وإبداعية ليتنافسوا على لقب المسابقة التي سيجري العمل خلال فترة أسابيع على تجديدها والبناء عليها مع أهداف لتكرارها ولتصبح مسابقة سنوية تنعقد كل عام، لتعميم الأثر والفائدة على أكبر عدد من الأطفال في الأردن”.
وقالت: “إن الرسومات والمشاركات ستخضع للتقييم من قبل لجنة تحكيم مكونة من 4 فنانين ومتخصصين هم: عمر عدنان العبداللات رسام الكاريكاتير الأردني، الفنانة البصرية ومصممة الجرفيك هنادا خطايبة، الاختصاصية النفسية دينا العقرباوي، والأستاذة ضحى خصاونة”.
وأشارت سليمان، إلى أن التقييم سيجري على 4 محاور أساسية: الإبداع والأصالة، المهارة  الفنية والتقنية، التكوين الفني والقيم الجمالية، والتأثير العام، مرجحة إعلان النتائج وتوزيع الجوائز أواخر الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل على أبعد تقدير.
وقال رسام الكاركاتير الأردني عمر العبداللات: “إن الرسم بكل أشكاله هو عبارة عن أداة يستطيع فيها الناس والأطفال التعبير عن آرائهم ويفعلوا خيالهم، وهو أمر مهم جدا خصوصا للصغار، لأنه يمكنهم من البحث عن حلول للمشاكل، ابتكار الشخصيات، وأن يجدوا أنفسهم ويعبروا عن ذاتهم”. وبين العبداللات، وهو صاحب مشروع ” القلم الحر” الريادي، أن تعزيز هذه الموهبة والتدريب عليها وتكرار التدريب لا بد وأنه يوسع مدارك الطفل وخياله على المديين المتوسط والطويل ليصبح خصبا يعج بالحياة.
وقال: “أعتقد أن الخيال أهم من المعرفة “، مؤكدا أهمية نشر وتعزيز مفاهيم “التمكين من خلال الرسم”.
وأكد، أن أهمية المسابقة تكمن في توفير فرصة للأطفال “الفنانين اليافعين” لعرض مواهبهم، وتشجيع نموهم الفني واللغوي معًا، وتعزيز حب الإبداع وترك أثر وذكرى مدى الحياة. وأشار العبداللات، إلى أهمية التكنولوجيا وأدواتها اليوم لتحفيز الإبداع وخلق مشاريع ريادية ولتعلم مختلف المهارات، لكنه شدد على عدم الانجراف كثيرا في عالم التقنية والعودة الى الأدوات التقليدية والورق، للحفاظ على الإبداع وتحريك الفكر والعقل دائما بدلا من الاتكال المطلق على التكنولوجيا وما خلقته من سهولة في ممارسة كل شيء في الحياة.
وفي سياق متصل قالت سليمان: “إنه إلى جانب المهارات العديدة التي سيكتسبها الطفل من خلال مشاركته في هذه التجربة الفريدة، ستتاح للمشاركين فرصة الفوز بجوائز مميزة، لأفضل ثلاث مشاركين يستوفون شروط المشاركة وتتضمن الجوائز VR أطلس (البروفيسور ماكسويل) للواقع الافتراضي وساعة ذكية فيها عدد من الألعاب التعليمية المميزة وكاميرا رقمية، إضافة إلى مجموعة مميزة من اللوازم الفنية والألوان لكل فائز.
ويشار، إلى أن مشروع قصص مدهشة: هو مشروع رائد بإنتاج ونشر كتب شخصية مخصصة وتفاعلية للأطفال تجمع بين سرد القصص والأنشطة العملية لجعل الطفل جزءا من صناعة القصة ولترك أثر لا ينسى في حياته، بأن يكون هو بطل القصة أو رسام القصة أو مؤلف القصة، وخلق تجربة ديناميكية وجذابة تثير الدهشة والخيال والإبداع لدى القراء الصغار

 إبراهيم المبيضين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة