رغم ارتفاع المعدل المطري بالمحافظة.. زراعات عجلون ستعاني العطش صيفا

برغم أن معدلات الأمطار في محافظة عجلون، تجاوزت في الموسم الحالي معدلاتها العامة والبالغة 600 ملم في أغلب مناطقها، لكن ذلك لا يبدد مخاوف المزارعين من صعوبة ري زراعاتهم مع تقدم الصيف، وزيادة الطلب على مياه الري، وتراجعها تدريجيا في الأودية، وبالتالي تراجع حصصهم في الأقنية.
وأكدوا أنه وعبر تجاربهم السابقة، فإن معدل تساقط الامطار السنوي المرتفع في المحافظة، لم يشفع من حدوث أزمات توفير مياه، يعاني منها مزارعون لري اشجارهم صيفا في ظل غياب مشاريع الحصاد المائي، ما يترك مساحات زراعية واسعة دون استغلال.
وتعد المحافظة الأفقر مائيا، سواء أكان في مياه الشرب أو الري، ما يتطلب مضاعفة دعم الحكومة والجهات المانحة لتوفير مشاريع حصاد مائي، لتسهم بزيادة المساحات المروية التي أصبحت هي الأخرى تعاني العطش وجفاف الأشجار، لتراجع المعدلات المطرية ومنسوب المياه في الأودية والأقنية صيفا، واستثمار سد كفرجة للري.
ويؤكد المزارع أحمد يوسف، أن المعاناة تشتد صيفا مع تراجع جريان المياه في الأودية وتراجع طاقة العيون السطحية، ما يتفاقم مع ندرة ومحدودية وسائل الحصاد المائي، كحفر الآبار والحفائر الترابية وإنشاء البرك وبناء الخزانات، إذ تعاني من محدودية وضعف وسائل الحصاد المائي لدى المزارع العجلوني، لغياب الإمكانات الذاتية، ومحدودية وغياب الدعم الرسمي الكافي.
ويقول محمد عيد إنه يفكر بشراء صهريج مياه، لضمان نقل المياه مما يتبقى منها في العيون والأودية خلال الصيف إلى مزرعته لري الأشجار صيفا، مؤكدا ان هذه الوسيلة ستكلفه آلاف الدنانير، وستحتاج إلى نفقات كبيرة لضمان ديمومة مزروعاته.
ويرى أن المسؤولية تقع على عاتق الجهات الداعمة والمانحة للقروض والمنح لتوفير المخصصات الكافية للمزارعين، لإقامة مشاريع مائية على شكل سدود كبيرة أو سدود ترابية، أو حتى على شكل حفر لاستغلالها لتجميع المياه، بحيث يلجأ إليها المزارعون لري محاصيلهم الزراعية صيفا.
واعتبر المزارع احمد فريحات، أن الموسم المطري لهذا العام، جيد، ما ساهم بانعاش آمال المزارعين، مشيرا إلى دعم مشاريع الحصاد المائي، سيما وأن أراضي المحافظة الزراعية القريبة من سد كفرنجة، ما تزال غير مستفيدة من مياهه لأغراض الري.
واشار المهندس احمد العنانزة، إلى ضرورة استغلال اسطح المنازل شتاء للحصاد المائي ووضعها في الآبار المنزلية، لأنها توفر كميات كبيرة من المياه بإمكانها التقليل من كميات الضخ، وبالتالي التخفيف من آثار اختلالات الطلب والعجز المائي الذي يؤثر على القطاعات كافة.
وطالب الوزارة والجهات المانحة بزيادة حصة المحافظة من مشاريع الحصاد، نظرا لما تعانيه الأراضي الزراعية من نقص في مياه الري، بسبب تراجع منسوب المياه في الأودية، ما يهدد بجفاف المزروعات، خصوصا في الصيف، مطالبا باستثمار مياه سد كفرنجة وجر خط منه لأغراض ري مساحات زراعية تقع إلى جواره.
ويؤكد المزارع حسين الخطاطبة، أن كثيرا من المزارعين يعزفون عن استغلال مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة لنقص مياه الري، ما يضطر بعضهم إلى وضع صهاريج حديدية في أراضيهم وتعبئتها بعد شراء المياه عبر صهاريج نقل خاصة بأسعار مرتفعة، داعيا إلى التوسع بمشاريع الحصاد المائي، وأن يكون الدعم متناسبا مع المساحة المنوي استصلاحها.
وبين أن مزارعين اضطروا وبعد أن تعرضت الأشجار في أراضيهم للجفاف الشديد وتراجع مردودها، للاشتراك بخط المياه المعالجة من محطة تنقية كفرنجة، مؤكدا سلامة المياه وصلاحيتها لري الأشجار الكبيرة من دون ترك أثر سلبي.
ويؤكد مدير زراعة عجلون المهندس حسين الخالدي، اهمية استغلال مشاريع الحصاد المائي في المزارع والمنازل وعمل الآبار، لتخزين المياه لاستغلالها للشرب والزراعة، لافتا إلى أن مشاريع الحصاد المائي التي نفذتها الوزارة سابقا، جاءت على أشكال عديدة منها تقديم منح للمزارعين، لإنشاء خزانات تجميع المياه ليستفيد منها المزارعون في ري أراضيهم صيفا.
وبين أن مديرية زراعة المحافظة، منحت قبل بضعة أعوام للمزارعين مشاريع لإنجاز زهاء 100 بئر لتجميع المياه في مناطق المحافظة المختلفة معظمها من مخصصات الوزارة، كما أعطيت منح عن طريق مشاريع منظمة العمل الدولية لبناء 30 بئرا، بواقع 1200 دينار لكل شخص مستفيد.
كما جرى حينها تخصيص 80 ألف دينار لزراعة عجلون، لبناء آبار لتجميع المياه واستصلاح الأراضي وإعطاء منح لبناء 70 بئر ماء في المحافظة بواقع 900 دينار لكل شخص مستفيد من هذه المنح، بالإضافة لإعطاء منح لاستصلاح أراض بواقع 100 دينار عن كل دونم يستصلح.
وزاد الخالدي، بأنه لم يخصص على موازنة العامين الماضيين، أي مبالغ لاستصلاح الأراضي الوعرة والصخرية، باستثناء 60 ألف دينار، خصصت للحصاد المائي وعمل الآبار، لافتا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد توفير حجم دعم جيد لمشاريع الحصاد المائي.
يشار إلى أن المساحات الزراعية المستغلة في المحافظة تبلغ 100 ألف دونم، فيما تبلغ مساحة الأراضي الحرجية 34 % من مساحة المحافظة البالغة 419 كلم 2، بينما يوجد 82 ألف دونم مزروعة بالزيتون، و21 ألفا بالحمضيات والكرمة والفاكهة.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة