رغم مضي 9 سنوات على تجهيزه.. هل يحتاج مجمع الكرك لعقد آخر لتشغيله؟

الكرك – لم تكن تسع سنوات وعشرات المسؤولين من وزراء النقل ومديري هيئة تنظيم قطاع النقل البري وغيرهم من مسؤولي المحافظة، كافية لتشغيل مجمع الحافلات العمومية بالكرك والمسمى جديد رغم انه اصبح قديما حاليا ويعتري مختلف مرافقه الاهتراء.
ومع كل تعيين لوزير نقل جديد او مدير جديد لهيئة تنظيم قطاع النقل البري تتوالى الزيارت للمجمع مع حماس بضرورة التشغيل رغم غياب اهم عنصر وهم مشغلو الحافلات العمومية بالكرك الذي يرفضون الانتقال والعمل بالمجمع بحجج كثيرة لم تتمكن الاجهزة المعنية تلبية اهمها، ناهيك عن عدم قدرة هذه الاجهزة على إلزام الحافلات على الانتقال للعمل بالمجمع الجديد مثل غيره من مجمعات النقل العام بالمحافظات الاخرى.
ويتساءل كثيرون من ابناء المحافظة حول اسباب بقاء المجمع على حاله، معتبرين ذلك مؤشرا على عجز ادارات بقطاع النقل العام عن حل مشاكل قطاع النقل بالمحافظة رغم مرور تسع سنوات كانت كفيلة بتغيير الواقع المحزن بالكرك.
ويرفض عدد من مشغلي الحافلات العمومية الخارجية العاملة بالكرك الانتقال الى المجمع الجديد، الا بعد الزام كافة الخطوط على العمل فيه واغلاق كافة المجمعات الفرعية الاخرى بالمحافظة، وهو الامر الذي يعتبر مستحيلا، وفق سائقين واصحاب حافلات عمومية.
وكان المجمع الذي يقع على مساحة 32 دونما وبتكلفة اجمالية بلغت 4 ملايين دينار، قد بدأ العمل بإنشائه في العام 2011، عند المدخل الشرقي لمدينة الكرك، فيما تم انجازه في العام 2013، بهدف العمل على تحسين مستوى خدمات النقل الخارجي بمحافظة الكرك.
ويضم المجمع الجديد عدة مبان بمساحة جيدة لاستخدامات مختلفة، اذ يحوي 67 مسربا للحافلات، بالإضافة الى جميع العناصر اللازمة بأفضل المواصفات العالمية من حيث تجهيز المسارات والساحات والمظلات والمباني الخدمية والجزر وممرات المشاة، علاوة على وجود عدد من المحلات التجارية لخدمة الركاب.
وكان ست محاولات افتتاح قد جرت سابقا لتشغيل المجمع وبرعاية رسمية على مستوى وزراء ومديري في قطاع النقل العام، الامر الذي جعله محل تندر لدى الاوساط الشعبية بمحافظة الكرك، وخصوصا وان افكارا عديدة طرحت لتغيير صفة الاستخدام للمجمع من قبيل تحويله لسوق شعبي او ملاعب مغلقة او سوق مركزي للخضار واللحوم.
وتعرض المجمع طوال السنوات الماضية بعد تركه مهجورا دون استخدام إلى عمليات تخريب واهتراء، منذ ان تم افتتاحه لأكثر من مرة.
ولا يبدو ان ثمة حلولا قريبة لمعاناة مستخدمي وسائط النقل العام في محافظة الكرك، برغم وجود مجمعات نقل، لكنها تعاني من انعدام الخدمات وغياب التنظيم، بخاصة في مجمع الحافلات العمومية الخارجية والداخلية القديم الواقع في مدخل مدينة الكرك.
واكد مدير مكتب حافلات (عمان- الكرك) سالم النوايسة ان مواقف المشغلين بخصوص تشغيل المجمع تختلف بين موافق ورافض، بسب عدم الزام كافة المشغلين الانتقال للعمل بالمجمع واقتصار العمل على حافلات (عمان- الكرك)، مع بقاء العديد من الخطوط الاخرى تعمل على نقل الركاب من خلال مواقع في مختلف ألوية المحافظة، اضافة الى مطالب المشغلين بتوقيع اتفاقية رسمية بخصوص تقديم الدعم النقدي للحافلات.
وبين ان المشغلين يطالبون بإلزام كافة الحافلات بالعمل من داخل المجمع دون استثناء بحيث يتعامل الجميع وفقا للقانون ودون ترك بعض الحافلات تعمل على خطوط المحافظة الخارجية دون ضبط فيما يتم إلزام البقية.
ومع فقدان الأهالي للأمل بإمكانية تشغيل المجمع الجديد، يطالب مواطنون وسائقو حافلات عمومية بضرورة تحسين واقع المجمع القديم الذي يستخدمه آلاف الأهالي يوميا، ومراعاة ظروفهم الصعبة، التي تتطلب على الاقل، توفير مقاعد لرواده بخاصة النساء وكبار السن، بدلا من الجلوس على الحجارة، بانتظار قدوم الحافلات.
وقال مجيد الحمايدة من سكان لواء فقوع ان هناك معاناة حقيقية للأهالي في استخدام وسائط النقل العام، تتثمل بالفوضى اضافة الى غياب مجمع حافلات حديث يوفر كافة وسائل الراحة والنقل الجيد للمواطنين، لافتا الى ان المجمع القديم يفتقر للعديد من الخدمات والمرافق.
ولفت الى غياب الخدمات المختلفة والضرورية للاهالي من مرافق صحية ومتاجر تسوق ومطاعم، ومقاعد للجلوس ومظلات، بحيث يضطر الاهالي للجلوس على الارض او على الصخور القريبة من الحافلات، وهذه الاحتياجات كلها متوفرة بالمجمع الجديد الذي لم يتم تشغيله حتى الآن.
وأشار الطالب بلال احمد علي ان تشغيل المجمع الجديد يوفر على الطلبة بالجامعات المعاناة التي يواجهونها الآن في تنقلهم من والى محافظة الكرك، لافتا إلى أن هناك افكارا عديدة من بينها صندوق الطالب الذي لم ينفذ حتى الآن بسبب غياب المجمعات الحديثة والتي توفر الظروف المناسبة لدعم تنقل الطالب داخل مناطق المملكة وتساهم في تحديث وسائط النقل وضبط مواعيد انطلاق الحافلات.
من جهته، اكتفى مدير مكتب قطاع النقل البري بالكرك علاء الاغوات بالقول إن الهيئة تعمل بشكل دائم على توفير الظروف المناسبة لتشغيل المجمع وتوفير كافة الخدمات اللازمة والواجب توفرها بقطاع النقل للمواطنين، بهدف التسهيل عليهم والحفاظ على سلامتهم، مؤكدا كذلك حرص الهيئة على توفير وسائل الراحة والعمل على تحسين ظروف النقل العام في الكرك.

هشال العضايلة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة