روسيا تبحث زيادة عدد عسكرييها إلى 1.5مليون

في حين ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو تبحث زيادة عدد العسكريين إلى 1.5 مليون، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا ساهمت في رفع أسعار الوقود عالميا.
واضاف بوتين أن العقوبات وجهت ضربة خطيرة ضد الاقتصاد العالمي بأكمله، مؤكدا أن هذه العقوبات أدت لارتفاع أسعار الكهرباء والوقود والمواد الغذائية في أوروبا والولايات المتحدة.
وأضاف خلال مشاركته في اجتماع حكومي لمناقشة القضايا الاقتصادية، أن روسيا رفعت إنتاج النفط في العام 2022 رغم العقوبات بنحو 2% ليصل إلى 535 مليون طن.
إلى ذلك قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد سيقدم ٣ مليارات يورو لدعم قطاعي التعليم والصحة في أوكرانيا، مضيفة لن نتراجع عن دعمنا لأوكرانيا ويجب محاسبة روسيا على جرائمها، وأنه لن يكون هناك إفلات من العقاب في أوكرانيا.
وقالت أن أوروبا نجحت خلال أقل من عام في تقليل اعتمادها على الوقود الروسي وسيطرت على الأسعار.
وفي موسكو قال الكرملين إن موسكو لا تستبعد إمكانية عقد لقاء جديد بين مديري الاستخبارات الخارجية الروسية ونظيرتها الأميركية.
وبشأن زيادة عديد العسكريين إلى 1.5 مليون، نقلت وكالة تاس عن وزارة الدفاع الروسية أن موسكو تبحث زيادة عددهم، مضيفة أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أمر كذلك بزيادة القدرات القتالية للقوات البحرية والجوية والقوات الإستراتيجية.
وقال الكرملين من جهته إن “زيادة عدد القوات الروسية تأتي بسبب الحرب التي يشنها الغرب بالوكالة ضدنا”.
إلى ذلك عبرت مقدونيا الشمالية عن الخشية من أن تتوجه روسيا عسكريا في المستقبل نحو دول غرب البلطيق، وحذر رئيسها ستيفو بنداروفسكي من أن دول غرب البلقان هي النقطة الأضعف في أوروبا، “وأخشى أن تتوجه روسيا عسكريا في المستقبل نحوها”.
إلى ذلك كشف متحدث عسكري أوكراني عن خريطة السيطرة الميدانية في مدينة سوليدار الإستراتيجية بإقليم دونباس شرقي البلاد.
وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات إن القوات الروسية سيطرت على مساحات صغيرة جدا قرب مدينة سوليدار.
وأضاف إهنات أن الجيش الأوكراني دمر كثيرا من الوحدات الروسية ومن وصفهم بمرتزقة مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة.
وتابع أن القوات الروسية دفعت ضريبة عالية من أرواح جنودها خلال محاولتها السيطرة على سوليدار التي تقع في منطقة دونيتسك بالقرب من مدينة باخموت، التي يحاول الروس منذ أشهر الاستيلاء عليها.
وفي المقابل، أكدت سلطات ما تسمى “جمهورية دونيتسك الشعبية” -المعترف بها من قبل روسيا أمس مجددا أن القوات الروسية “حررت” مدينة سوليدار.
وتأتي تصريحات الطرفين بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية ومجموعة فاغنر العسكرية الخاصة أن قواتهما سيطرت على هذه المدينة الصغيرة التي كان يقطنها قبل الحرب نحو 10 آلاف شخص، وتشتهر بتعدين الملح، ويعتقد أن شبكة أنفاق تمر أسفلها.
وفي مقابل التصريحات الروسية، ما تزال كييف تؤكد أن قواتها تسيطر على سوليدار وباخموت مع تواصل المعارك حولهما.
وكانت وزارة الدفاع البريطانية قالت أول من أمس الاثنين -في تقييمها الاستخباري اليومي للتطورات في أوكرانيا- إن القوات الأوكرانية تحتفظ بشكل شبه مؤكد بمواقعها في مدينة سوليدار الإستراتيجية وتتصدى للهجمات المستمرة من مجموعة فاغنر.
كما قالت إن القتال العنيف ما يزال مستمرا بين القوات الأوكرانية والروسية في منطقتي كريمينا وباخموت بالجانب الشرقي.
وأضافت أن روسيا وأوكرانيا حققتا مكاسب صعبة، لكنها محدودة في مواقع مختلفة خلال الأسابيع الستة الماضية.
من جهته قال المحلل العسكري الأوكراني أوليه زدانوف قوله في مقطع نشره على موقع “يوتيوب” (YouTube)- إن معارك عنيفة جدا تدور حول مدينتي باخموت وأفديفكا في دونيتسك.
وأشار زدانوف إلى أن القوات الروسية تشن هجمات على مدار الساعة وخاصة خلال الليل، وقال إن القوات الأوكرانية تحاول التمسك بمواقعها وتحتاج إلى معدات الرؤية الليلية.
وفي تطورات ميدانية أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن حصيلة قتلى القوات الأوكرانية في جنوب دونيتسك بلغت 30 قتيلا، وتحدثت عن مقتل 75 آخرين في محور ليمان بمنطقة لوغانسك التي تشكل مع دونيتسك إقليم دونباس.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية أول من أمس إن القوات الروسية قصفت 25 مدينة وقرية حول مدينتي باخموت وأفديفكا في دونيتسك، كما قصفت عشرات البلدات والقرى في خاركيف (شمال شرق) وخيرسون.
وفي خضم المعارك المستمرة بمحاور عدة، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مقر تجمع القوات الروسية المعروف باسم قوات الشرق في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن شويغو استمع إلى القيادات العسكرية بشأن الوضع الحالي والتقدم في تنفيذ المهام القتالية الرئيسية، مضيفة أنه أولى اهتماما خاصا لتنظيم الدعم الشامل للقوات المشاركة في “العملية العسكرية الخاصة”، وكذلك عمل الوحدات الطبية والخلفية.
وفي دنيبرو (جنوب) ارتفع عدد قتلى الهجوم على مجمع سكني بالمدينة إلى 40 قتيلا من المدنيين بالإضافة إلى عشرات المفقودين.
من جهته، قال بوريس فيلاتوف عمدة دنيبرو إن عدد ضحايا القصف الروسي الذي استهدف مبنى سكنيا مرشح للارتفاع، لكنه أكد أن البحث عن ناجين محتملين لا يزال مستمرا رغم مرور يومين على وقوع الهجوم.
وبينما نفى الكرملين مسؤولية قواته عن الهجوم وحمّل المضادات الأوكرانية المسؤولية، قالت كييف إن ما حدث في دنيبرو ناجم عن استهداف روسي متعمّد.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي قصف المبنى السكني في دنيبرو بجريمة حرب تندرج ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، كما نددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشدة بالقصف.
من جهة أخرى، حث الرئيس الأوكراني الدول الغربية على الإسراع في إرسال شحنات الأسلحة لمساعدات القوات الأوكرانية على صد الهجمات الروسية.
وأضاف أنه يتوقع اتخاذ قرارات بشأن شحنات أسلحة أخرى من المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي انطلق أول من أمس الاثنين، ومؤتمر مجموعة الاتصال الأوكرانية في رامشتاين المقرر أن ينعقد يوم الجمعة المقبل في القاعدة الجوية الأميركية في ألمانيا.
وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس قد أعلن عن حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا تشمل دبابات قتالية ومئات العربات المصفحة والذخيرة.
في هذه الأثناء، وصل 100 جندي أوكراني إلى قاعدة عسكرية أميركية في ولاية أوكلاهوما، في إطار برنامج لتدريب القوات الأوكرانية على استخدام صواريخ نظام باتريوت.
وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي إن التدريب القتالي الجديد والموسع للقوات الأوكرانية بدأ الأحد الماضي في ألمانيا، مشيرا إلى أن الهدف هو الدفع بـ500 عسكري أوكراني إلى جبهات القتال في الأسابيع الخمسة القادمة.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة