زلزال الدنيا وزلزال الآخرة / الداعية نائلة هاشم صبري

=

قال تعالى: « إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا « سورة زلزلة –الآية 1.
الزلزلة الكبرى
تلك الزلزلة التي ذكرها الله – عزوجل – في كتابه الكريم « إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا» وتصف لنا كتب التفسير هذه الزلزلة بأنها شديدة وعنيفة وأنها تلفظ بسببها ما في بطن الأرض، وذلك عند النفخة الثانية نفخة البعث حين تزلزل وتلفظ أمواتها أحياءً فيقول الكافر من بعثنا من مرقدنا؟ ويقول المؤمن هذا ما وعد الرحمن.
وعند قيام الساعة وعند النفخة الأولى التي ينفخها اسرافيل –عليه السلام- ترتجف الأرض ارتجافاً وتضطرب اضطراباً وتهتز وتنخلع على أثرها القلوب من الفزع والرهبة قال تعالى: « إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا» سورة الواقعة- الآية4.
ويوم القيامة تزلزل الأرض زلزالاً عنيفاً وتتحرك تحركاً قوياً وتضطرب اضطراباً شديداً حتى ينهدم كل بناء عليها. فإن الزلزلة تكون قبل يوم القيامة أي قبل قيام الناس من قبورهم وهي شرط من شروط الساعة.
إن الآيات الكريمة تذكرنا بما رأيناه وما نراه في حياتنا الدنيا من حدوث زلازل وبراكين ويعزو العلماء أن سبب الزلازل التي حدثت في كثير من مناطق العالم مثل اليابان وكاليفورنيا والمكسيك وفنزويلا وأمريكا الوسطى وكولومبيا واكوادور وإيران وزلزال مدينة أغادير في المغرب وزلزال مدينة الأصنام في الجزائر وزلزال هايتي التي ضرب العاصمة (بورث اوبرنس) في البحر الكاريبي ووقع آلاف القتلى وانهارت مستشفيات ومنازل بلغت قوته سبع درجات.
وسبب هذه الزلازل هي انفجارات تحت الأرض ولها علاقة بالبراكين وأن الأرض عبارة عن كرة من الحمم المنصهرة تغطيها قشرة رقيقة من الصخر وأن البراكين نوع من صمام الأمان فعندما تفقد هذه البراكين نشاطها تغلق صمامات الأمان فتتحرك الحمم المنصهرة الى داخل الممرات بسبب الضغط فتحدث الزلزلة.
أما زلزال الآخرة فتخرج الأرض ما في جوفها وتخرج ما يثقلها من أجساد ومعادن وكنوز. وزلزال الدنيا لا يوازي زلزال الآخرة، فزلزال الآخرة تمور فيه الأرض يوم القيامة موراً وتلفظ ما في جوفها.
فالإنسان الذي عاصر وشاهد الزلازل والبراكين في دنياه حين يرى زلزال يوم القيامة لا يجد هناك شبهاً فهو أمر جديد… إنه أمر هائل مروع مفزع لا يوجد له نظير.
وبعد: فإن زلازل الدنيا تعدّ هزة عنيفة للقلوب الغافلة من كبوتها وتلفت نظر منكري البعث أن يتدبروا ويفكروا بعقولهم … فإذا كانت الأرض وهي جماد تضطرب وتهتز فأحرى بهؤلاء أن يتخلوا عن عنادهم وأن يؤمنوا قبل أن تزلزل الأرض الزلزلة الكبرى. وأن هذا الكافر كان لا يؤمن في الدنيا بيوم البعث وسيحاول أن يمسك بأي شيء فلا يستطيع. فيا أبناء الإنسانية المشهد رهيب رهيب تهتز على أثره الأقدام ويخيل اليكم أنكم تتأرجحون وتترنحون على الأرض التي تهتز بكم فتنخلع على أثرها قلوبكم فالله هو القادر المقتدر.
اللهم هل بلغت …اللهم فاشهد

الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة