سرعة استعادة أراض أوكرانية يحمس الغرب لضخ المزيد من الأسلحة

أثار أعلان الجيش الأوكراني، فرض سيطرته الكاملة على بلدة ليمان الإستراتيجية بمقاطعة دونيتسك، وبدئه التقدم لاستعادة السيطرة على ما تعرف بـ”مدن المثلث”، وهي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك وروبيجني، أهم مدن مقاطعة لوغانسك، شهية الغرب الذي بدأ تحركا لضخ المزيد من الاسلحة المتقدمة لمساعدة المد الأوكراني.
وأكد متحدث باسم الانفصاليين في لوغانسك أن القوات الأوكرانية اجتازت بالفعل الحدود الإدارية لمقاطعة لوغانسك في محور ليسيتشانسك.
ويتزامن هذا مع تصديق مجلس الدوما الروسي أمس على اتفاقيات ضم المقاطعات الأوكرانية الأربع، التي شهدت استفتاءات أيدت وفق الرواية الروسية خيار الانضمام لروسيا.
سيطرة كاملة
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن أول من أمس أن قوات بلاده سيطرت بالكامل على بلدة ليمان الإستراتيجية، واعدا بأن مزيدا من الأعلام الأوكرانية سترفرف في دونباس في غضون أسبوع.
وقال “الجيش الأوكراني يواصل تقدمه. العلم الأوكراني يرفرف الآن في ليمان بمنطقة دونيتسك. القتال ما يزال مستمرا هناك ومزيد من الأعلام سترفرف في دونيتسك في الأيام المقبلة. لا وجود هناك لأي أثر للاستفتاء الوهمي”.
كما أكد زيلينسكي أن قوات بلاده أحرزت تقدما جنوبي البلاد، واستعادت السيطرة على بلدات شمال شرق خيرسون.
نكسة للتعبئة
على الجانب الروسي أُعيد ألوف الروس الذين تم حشدهم للخدمة العسكرية في أوكرانيا إلى بيوتهم وتمت إقالة المفوض العسكري بمنطقة خاباروفسك الروسية في أحدث نكسة للتعبئة الإلزامية الفوضوية التي أمر بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنحو 300 ألف جندي.
وقال ميخائيل ديجاريف، حاكم منطقة خاباروفسك في أقصى شرق روسيا، إن عدة آلاف من الرجال تقدموا للتجنيد في غضون 10 أيام، لكن كثيرا منهم غير مؤهلين.
وأضاف في مقطع مصور نشر عبر تطبيق تليغرام “عاد نصفهم تقريبا إلى منازلهم لأنهم لم يستوفوا معايير الاختيار لدخول الخدمة العسكرية”، مشيرا إلى أن المفوض العسكري في المنطقة أُقيل لكن إقالته لن تؤثر على التعبئة.
دعم ألماني
على صعيد آخر، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت خلال زيارة غير معلنة لمدينة أوديسا الأوكرانية إن برلين ستسلم أول نظام دفاع جوي متطور من طراز “آي آر إي إس تي” (IREST) إلى أوكرانيا.
وأفادت وزارة الدفاع الألمانية بأن ألمانيا والدانمارك والنرويج ستمول شراء 16 مدفع ميدان من طراز “هاوتزر” لصالح أوكرانيا من سلوفاكيا بصفقة تبلغ قيمتها 72 مليون يورو، وهي مدافع يبلغ مداها 40 كيلومترا وقادرة على إطلاق 6 قذائف في الدقيقة الواحدة.
دعم أميركي
من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه يتوقع مواصلة كييف لتقدمها الميداني، مشيرا إلى دعم بلاده محاولات كييف لاستعادة كل أراضيها.
كما أكدت الخارجية الأميركية أن واشنطن ستحترم دائما حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا، وستواصل دعمها سياسيا وعسكريا من أجل استعادة كامل أراضيها.
وقالت إن الوزير أنتوني بلينكن أوصل هذه الرسالة لنظيره الأوكراني دميترو كوليبا خلال محادثات هاتفية بينهما.
وأضافت أن بلينكن وكوليبا بحثا مساعي موسكو غير القانونية لتغيير حدود أوكرانيا بالقوة، وما وصفتها بالفظائع التي ترتكبها القوات الروسية بحق الشعب الأوكراني.
كما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ إن استعادة أوكرانيا السيطرة على بلدة ليمان تُظهر أن بوسعها دحر القوات الروسية، كما تظهر تأثير نشر أوكرانيا للأسلحة الغربية المتقدمة على الصراع.
وأضاف أن “الحلفاء يكثفون دعمهم العسكري لأوكرانيا، وهذه هي أفضل طريقة لضمان أن أوكرانيا قادرة بالفعل على تحرير واستعادة الأراضي المحتلة”.
اجتماع أوروبي
من جهة أخرى، يستعد قادة دول الاتحاد الأوروبي للقاء نظراء لهم من خارج التكتل يومي الخميس والجمعة المقبلين في براغ، للبحث في سبل الاستجابة للتداعيات المأسوية للحرب الروسية في أوكرانيا، بحسب ما أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
وأوضح ميشال أن “الهدف هو الجمع بين القادة على قدم المساواة، وتعزيز الحوار السياسي والتعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، حتى نعمل معا على تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في أوروبا بكاملها”.
وسيناقش الزعماء الحرب الروسية في أوكرانيا والطاقة والوضع الاقتصادي، وكذلك مواصلة تقديم الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي لأوكرانيا، بحسب ميشال.
وفي آخر التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إحباط هجوم عسكري للقوات الأوكرانية نفذته من محاور عدة في آن واحد بميكولايف وكريفي ريه، والقضاء على مئات من الجنود الأوكرانيين.
كما قالت الوزارة إنها دمرت 7 مستودعات أسلحة وذخائر للقوات الأوكرانية خلال قصف استهدف مواقع الجيش الأوكراني في كل من خيرسون وخاركيف وزاباروجيا ودونيتسك وميكولايف.
ونشرت مواقع تابعة للقوات الانفصالية الموالية لروسيا صورا، قالت إنها للقوات الروسية في أثناء استهدافها البنية التحتية التابعة للقوات الأوكرانية في محور خيرسون.
كما بث التلفزيون الروسي أول من أمس مشاهد لقوات روسية وأخرى موالية لها تستعد لتدعيم دفاعاتها في جبهة ليمان في مواجهة القوات الأوكرانية المتقدمة.
من جهته، أعلن الجيش الأوكراني في وقت مبكر من صباح أمس أن القوات الروسية قصفت بالصواريخ والغارات الجوية نحو 25 بلدة أوكرانية خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأكد جهاز الأمن الأوكراني سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في قصف على أحياء سكنية بمنطقة ميكولايف. كما وثقت الشرطة الأوكرانية في المدينة أضرارا لحقت بأكثر من 20 مبنى سكنيا وعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة.
وفي الجانب الروسي من الحدود، أعلن عمدة منطقة بيلغورود الروسية أن امرأة قُتلت جراء قصف مدفعي أوكراني.
وأضاف المسؤول الروسي أن القصف أدى إلى تدمير في وسط قرية جولوفشينو، حيث هرعت السلطات المعنية لتفقد المنطقة المستهدفة.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة