سفير كازاخستان: العلاقات مع الإمارات أنجح مثال للتعاون الإقليمي والعالمي

أبو ظبي – دشن سعادة/ ماديار مينيليكوف، سفير جمهورية كازخستان

سفير كازاخستان: العلاقات مع الإمارات أنجح مثال للتعاون الإقليمي والعالمي

الكتاب الخاص بمرور ثلاثين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مؤكدا أن الأهداف الطموحة للبلدين والتطلعات المتشابهة والاحترام المتبادل حوّلت العلاقات الكازاخية الإماراتية إلى أنجح مثال للتعاون الثنائي والمثمر، فيما أكد سعادة/ فرحان حسن المرزوقي، مدير ادارة التواصل المؤسسي والمجتمعي- الارشيف والمكتبة الوطنية بدولة الإمارات أن العلاقات المتنامية بين البلدين الشقيقين والصديقين تنطلق من قيم أرساها الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي تقوم على أساس الاحترام المتبادل والعمل المشترك لما فيه مصلحة الشعوب وتقدمها وازدهارها.

وأضاف سعادة السفير/ ماديار خلال مؤتمر صحافي عُقد في مقر السفارة بأبوظبي، بمناسبة تدشين كتاب 30 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وكازاخستان: “لقد فتح مسار السياسة الداخلية والخارجية لكازاخستان الباب لتوسيع التعاون مع الإمارات، وأن العلاقات المميزة بين البلدين ساهمت خلال هذا العام في إنشاء كازاخستان العادلة ذو مجتمع مزدهر ونظام سياسي أكثر حيوية وتنافسية”.

وحول التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين أشار السفير الى بلوغ حجم التبادل التجاري في الفترة من يناير إلى أكتوبر من هذا العام 592 مليون دولار، والصادرات من كازاخستان الى الإمارات – 544.6 مليون دولار، والواردات – 47.4 مليون دولار، مسترشدا ببيانات البنك الوطني لجمهورية كازاخستان للفترة 2005-2021، التي ذكرت بأن إجمالي تدفق الاستثمارات المباشرة من الإمارات إلى كازاخستان بلغ 2.9 مليار دولار أمريكي، ومن كازاخستان إلى الإمارات – أكثر من 1 مليار دولار أمريكي، وفي النصف الأول من عام 2022 بلغ إجمالي تدفق الاستثمار المباشر من الإمارات 128.7 مليون دولار.

وأعرب سعادة السفير ماديا عن قناعته بأن سياسة بلاده الخارجية متعددة الاتجاهات، ستساعد في حل العديد من الأزمات العالمية وتوسيع التعاون الدولي، ومتوقعا بأن عام 2023 عامًا مهمًا لكازاخستان، حيث ستجرى الانتخابات البرلمانية خلال الأشهر الستة الأولى، فيما بدأت بالفعل أحزاب سياسية جديدة في الظهور في الفترة التي تسبق الانتخابات، مما يعزز المنافسة السياسية والتعددية، ولأول مرة منذ 18 عامًا سيتمكن المرشحون المستقلون أيضًا من الترشح في دوائر فردية.

وعّدد السفير بعض الأحداث الهامة التي جرت عام 2022 في كازاخستان، وأبرزها الاستفتاء الوطني في يونيو، حيث تم إجراء الإصلاحات الدستورية التي جلبت قيمًا ديمقراطية جديدة إلى النظام السياسي، بما في ذلك سلطات رئاسية محدودة، وبرلمان قوي، ومحكمة دستورية مستقلة، وإنشاء أحزاب سياسية جديدة، والانتخاب المباشر للمحافظين، وغيرها من التدابير الهامة.

وأضاف السفير: “في نوفمبر أجرت بلادنا انتخابات رئاسية بموجب الدستور الجديد، مما يعني أن جميع رؤساء دولتنا في المستقبل، بمن فيهم الرئيس الحالي فخامة قاسم جومارت توكاييف، سيخدمون فترة ولاية واحدة مدتها سبع سنوات دون الحق في إعادة انتخابهم. وأصبحت الانتخابات التي جرت بنزاهة وشفافية معلما هاما في التطور الديمقراطي لكازاخستان”.

وأوضح: “أثناء تغيير نظامنا السياسي الداخلي، لم ننس التزاماتنا الدولية، ففي أكتوبر استضافت أستانا القمة السادسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا.  قبل شهر من عقد القمة انعقد المؤتمر السابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، وكان البابا فرانسيس وفضيلة الإمام الأزهر من بين المشاركين عددهم أكثر من 100 وفد من 50 دولة وكانت بينهم 5 وفود إماراتية. وكانت زيارة البابا فرانسيس أول زيارة يقوم بها رئيس الكنيسة الكاثوليكية إلى كازاخستان منذ البابا يوحنا بولس الثاني في عام 2001، وخلال نفس الفترة استضفنا الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي كانت زيارته الرسمية إلى كازاخستان أول رحلة خارجية منذ جائحة كوفيد.

وأضاف السفير: “لقد فتح مسار السياسة الداخلية والخارجية لكازاخستان الباب لتوسيع التعاون مع دولة الإمارات، حيث وصل بتاريخ 15 مايو 2022 فخامة قاسم جومارت توكاييف إلى دولة الإمارات لتقديم واجب العزاء شخصياً من رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأفراد الأسرة الحاكمة وشعب الإمارات في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وفي 19-20 سبتمبر 2022 تمت الزيارة الرسمية لرئيس وزراء جمهورية كازاخستان معالي أليخان سمايلوف إلى دولة الإمارات، فيما تمت في 3 نوفمبر 2022 الزيارة الرسمية لمعالي مختار تيلوبيردي نائب رئيس وزراء – وزير الخارجية كازاخستان إلى دولة الإمارات.

وأضاف سعادة السفير:” يواجه العالم التحديات التي تفرضها الصعوبات الجيوسياسية والاقتصادية الحالية، فإن التعاون الوثيق بين كازاخستان ودولة الإمارات أمر ضروري للغاية. تظل كازاخستان ملتزمة بتطوير العلاقات مع جميع البلدان والشركاء. وكما قال الرئيس توكاييف أثناء تنصيبه بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فإن “كازاخستان ستواصل اتباع سياسة خارجية متوازنة وبناءة تهدف إلى حماية المصالح الوطنية. سيكون تركيز الاهتمام ذي الأولوية على قضايا التعاون متبادل المنفعة والشراكة الاستراتيجية مع الدول المجاورة – روسيا والصين والدول الشقيقة في آسيا الوسطى، مع شركاء في جمعيات التكامل. سنبذل قصارى جهدنا لتطوير تعاون متعدد الأوجه مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول آسيا والشرق الأوسط والقوقاز، وكذلك مع جميع البلدان المهتمة”.

وحول الكتاب الخاص بمرور ثلاثين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية كازاخستان ودولة الإمارات، قال السفير ماديار:”لقد تم إعداده بالتعاون الوثيق بين الأرشيف والمكتبة الوطنية بدولة الإمارات وسفارة كازاخستان في أبو ظبي، حيث حولت لأهداف الطموحة للبلدين والتطلعات المتشابهة والاحترام المتبادل كل هذه العوامل العلاقات الكازاخستانية الإماراتية إلى أنجح مثال للتعاون بين منطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط.

ومن جانبه قال سعادة/ فرحان حسن المرزوقي: “لقد سعينا في الأرشيف والمكتبة الوطنية على تجسيد هذه القيم من خلال تعزيز التعاون مع الجهات المعنية في جمهورية كازاخستان والسفارة، وفي هذا الإطار تم توقيع بروتوكول تعاون بين الأرشيف والمكتبة الوطنية ومديرية أرشيف الدولة التابعة لرئاسة الجمهورية، رغبة من الطرفين في المضي بمجالات التعاون بين الشعبيْن إلى آفاقٍ أوسع وأرحب.

وأضاف: “لقد شهدتْ العلاقات المتميزة بين البلديْن، والتي تحتفل بمرور ثلاثين عاما على اقامتها نموا كبيرا حرصا من قيادة البلدين على تطويرها وازدهارها لما فيه خير ورفاهية شعوبها، وقد سعينا في الأرشيف والمكتبة الوطنية الى توثيق هذه العلاقات في كتاب تذكاري يسجل محطات بارزة في العمل المشترك من زيارات ولقاءات جمعت قادتها، هذه اللقاءات التي نقلت مستوى التعاون بين البلدين الى مستوى استراتيجي غدا نموذجا مثاليا في العلاقات بين الدول الصديقة”.

وأشار المرزوقي إلى الكتاب محل التدشين وقال: “يعتبر الكتاب توثيقا هاما لاهم اللقاءات والاجتماعات التي تؤكد عمق العلاقات بين قيادة البلدين وحجم الاهتمام الذي توليه القيادة لتعزيزها على جميع المستويات، الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية وبدورنا نطمح الى تجسيد هذه العلاقات بمزيد من أوجه التعاون وتفعيل بنود بروتوكول التعاون تحقيقا للفائدة التي نرجوها من خلال تبادل المعرفة حول قضايا الرقمنة والتوثيق والبحوث والمعارض وترميم الوثائق وإقامة الأنشطة المشتركة”.

د.عبدالرحيم عبدالواحد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة