سوق الخميس بالبقعة.. باب رزق تشوهه الفوضى والتجاوزات

البلقاء- رغم استمرار الشكاوى حول وجود فوضى وتجاوزات في ما يعرف بـ”سوق الخميس”، أو “سوق الخردة”، في مخيم البقعة بمحافظة البلقاء، إلا أن السوق يزداد سوءا بانتظار اتخاذ إجراءات تنظمه وتضبط أعماله، وفق ما يؤكده سكان.
وقال هؤلاء السكان لـ”الغد”، إن السوق الذي يمتد من نهاية سوق الخضراوات حتى مقبرة المخيم القديمة، يزدحم بالبسطات بشكل كبير ويعيق ذلك حركة سير المركبات وكذلك المشاة، مشيرين إلى أن حجم الإزعاج فيه كبير أيضا، خصوصا أن عددا من الباعة يستخدمون مكبرات الصوت دون مراعاة لوجود منازل محيطة.
كما تطرقوا إلى أن واقع النظافة في السوق يزداد سوءا يوما بعد يوم بسبب الإلقاء العشوائي للنفايات بمختلف أشكالها وأنواعها على الشوارع والأرصفة، واصفين المكان بأنه يكون في بعض الأحيان أقرب إلى “المكرهة الصحية”.
الشاب أحمد سليمان يقول إن السلوكيات السلبية لا يمكن تعميمها على جميع العاملين في السوق، إلا أن هناك فئة يمكن اعتبارها منفرة وترتكب سلوكيات تثير الاستياء، أبرزها افتعال المشاكل والنزاعات، لا سيما مع عاملين آخرين على بسطات سعيا منهم للسيطرة على السوق.
وأضاف سليمان، أن تلك الفئة أيضا جردت فكرة السوق من مفهومها البسيط بوصفه مكان رزق لكثيرين، وشوهت صورته بلجوئها لبيع “ممنوعات ومسروقات”، مشيرا إلى أن السوق كان في بداياته يقتصر على قيام عمال وطن بتجميع كل ما يمكن بيعه من الحاويات والشوارع، ليقوموا ببيعها بأسعار زهيدة فيه.
أما الستيني سعيد خضر، فأشار إلى أن هناك كثيرين باتوا يتجنبون المرور من السوق خشية الاحتكاك بأحد ممن دأبوا على إثارة المشاكل، لافتا في الوقت ذاته إلى “قيام البعض بالتلفظ بألفاظ نابية وغير لائقة دون مراعاة وجود نساء أو فتيات على سبيل المثال أو سكان مجاورين”.
وقال خضر، إن أوضاع النظافة في السوق متردية جدا، بسبب تراكم النفايات وانبعاث الروائح الكريهة، لافتا إلى أن السوق كان قبل عقود يقتصر على يومي الخميس والجمعة، إلا أنه وفي الوقت الحالي يمتد من الثلاثاء حتى الجمعة.
ومن وجهة نظر خضر، فإن الحل يكمن بفرض رقابة متواصلة غير منقطعة تطال مختلف السلوكيات السلبية والتجاوزات، أو إيجاد مكان بديل للسوق يكون ملائما وليس في منطقة مكتظة سكانيا وتشهد حركة سير مستمرة.
واعتبر الشاب فراس أبو راشد، أن نقل السوق إلى مكان آخر هو الحل الأمثل، بحيث يكون بعيدا إلى حد ما عن التجمعات السكنية، ويكون مهيأ للأعداد الكبيرة من البسطات بشكل منظم وليس عشوائيا.
وقال أبو راشد، إن السوق يعد مصدر رزق لكثيرين وأسرهم ممن لا يجدون فرص عمل أو مصدر دخل آخر سوى عملهم فيه، مشددا بهذا الخصوص على الدعوة لنقل السوق وليس إغلاقه وقطع أرزاق العاملين فيه.
وأضاف، أنه وفي المقابل، يجب أن تكون هناك رقابة مكثفة على السوق من جميع الجوانب، لا سيما من حيث الالتزام بالنظافة وضمان عدم التسبب بالإزعاج، وعدم ارتكاب أي شكل من أشكال السلوكيات السلبية الخارجة على القانون أو المنافية للأخلاق.
من جهته، قال مصدر مطلع في متصرفية اللواء إن هناك تنسيقا بين لجنة خدمات مخيم البقعة، ودائرة الشؤون الفلسطينية ومتصرفية لواء عين الباشا، لإيجاد الحلول المناسبة التي تحد وتمنع وجود أي مظاهر أو سلوكيات سلبية داخل السوق.
وأضاف المصدر لـ”الغد”، إن متصرف اللواء بشار الدبوبي، قام مؤخرا بزيارة ميدانية إلى السوق واطلع على واقع الحال فيه، مشيرا إلى أنه من المرتقب أن يتم خلال الفترة المقبلة اتخاذ عدد من القرارات والإجراءات المتعلقة بتنظيم السوق.
وقال إن “مشكلة السوق قديمة متجددة، وعادة ما كانت الجهات المعنية تتخذ إجراءات كإزالة البسطات المخالفة أو المتعدية على الأرصفة والشوارع، إلا أن الأمر يعود لاحقا إلى ما كان عليه”.

محمد سمور/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة