سيول وإغلاق طرق.. 6 بؤر ساخنة بالكرك تخشى سيناريو الأعوام السابقة

الكرك- سيول جارفة وانهيارات جبلية وإغلاق طرق بانجراف الحجارة والأتربة، جميعها مشاهد باتت في كل فصل شتاء خلال السنوات الماضية، مألوفة بالنسبة لـ6 مناطق في محافظة الكرك يمكن وصفها بـ”البؤر الساخنة”، ما دفع السكان هناك إلى إطلاق ما يشبه “صفارة الإنذار” على نحو مبكر هذا العام، كون تلك المشاهد تشكل خطرا على حياتهم وممتلكاتهم.

ويطالب سكان باتخاذ إجراءات استباقية من قبل الجهات المعنية، تكون أكثر جدوى وفعالية في منع حدوث ذلك، لا سيما مع تكرار حدوث انغلاقات في عبارات تصريف المياه أو عدم توفرها في حالات كثيرة، ما يتسبب كذلك بتعطل حركة المرور لفترات طويلة أو تعرض مصالح المواطنين للأضرار.

العام الماضي، شهد طريق الأغوار الجنوبية الكرك، وطريق عسال الأغوار، معاناة بسبب الإغلاق لساعات طويلة نتيجة انجرافات كميات كبيرة من الحجارة والطين والرمال بالشارع العام، مثلما شهد طريق الخرزة انهيارات طينية، وطريق الموجب الكرك الذي يتعرض سنويا لإغلاقات، وطريق العينا الطفيلة الذي تلحق فيه السيول أضرارا فيه وفي المزارع وعيون المياه، بالإضافة إلى وادي الكرك الذي تتقطع بسكانه السبل، والقطرانة التي تغرق مناطق واسعة منها بسبب السيول القادمة من الصحراء.
المواطن إبراهيم العشيبات وهو من سكان الغور الصافي، يقول إن منطقته شهدت خلال الموسم الماضي إغلاق الطريق العام الواصل للكرك من الأغوار والقادمين من العقبة باتجاه عمان مرتين، بسبب الانهيارات الصخرية والطينية الكبيرة التي أغلقت الطريق بكميات كبيرة احتاجت الأجهزة المعنية ساعات لفتحها، قبل أن تتكرر الحالة مرة ثانية بعد أقل من شهر.
وبين العشيبات، أن “هناك حاجة فعلية لإجراءات وقائية كاملة وشاملة بإنشاء عبارات تصريف لمياه الأمطار قبل وصولها للجبال المنحدرة باتجاه الأغوار، إضافة إلى إنشاء قنوات تصريف على الطريق العام، وبطريقة سليمة خلافا لما كان ينفذ سابقا من قنوات لا تستوعب أي كميات للأمطار”.
ووفق المزارع ومربي المواشي موسى النعيمات، فإن “منطقة العينا بوادي الحسا تتعرض كل موسم أمطار إلى أضرار شديدة، جراء سيول المياه التي تجتاح المنطقة وخلال فترة قصيرة وبدون سابق إنذار”، مبينا أنه “خلال نهاية شهر نيسان (أبريل) الماضي، تعرضت المنطقة لسيول جارفة خربت كل المنطقة، بينما الحل الوحيد للمشكلة هو إنشاء سد ترابي في أعالي الجبال بالمنطقة الشرقية لحجز المياه المتدفقة من الصحراء”.
ولفت النعيمات، إلى أن “العديد من المزارع تدمرت بنيتها التحتية بشكل شبه نهائي بنهاية الموسم الماضي، إضافة إلى تعرض العديد من الحظائر التي يتم تربية المواشي فيها للخراب”.
بدوره، قال رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة لـ”الغد”، إن “البلدية تقوم طوال موسم الصيف بأعمال صيانة العبارات والقنوات ومجاري المياه بمناطق البلدية المختلفة”، مشيرا إلى أن تلك الأعمال تواجه حالات إغلاق للعبارات بكميات كبيرة من النفايات المختلفة والتي تغلق العبارات والمجاري، ما يتسبب بعمليات الانجراف والسيول ببعض المناطق”.
المعايطة وبهذا الخصوص، طالب المواطنين بعدم رمي نفاياتهم بمجاري الأودية والعبارات، مشيرا إلى أن “البلدية تقوم بمتابعة أعمال الصيانة والتجهيزات في مجرى سيل عين سارة من إعادة تأهيل للمجرى وإعادة صيانة للمجاري في مناطق البلدات بالمنطقة حرصا على سلامة المواطنين، إضافة إلى المناطق الأخرى، خصوصا البلدات التي تقع بمناطق الأودية والسيول”.
رئيس مجلس محافظة الكرك الدكتور عبدالله العبادلة، يؤكد أن “هناك مناطق بالكرك بحاجة إلى إجراءات من قبيل إنشاء عبارات صندوقية كبيرة لمنع الانجرافات والانزلاقات، خصوصا مناطق طريق الكرك الأغوار والخرزة ومنطقة العينا بوادي الحسا التي تعاني من مشكلة الانجرافات والسيول منذ سنوات طويلة”.
وأضاف العبادلة لـ”الغد”، أن “مجلس المحافظة ليس لديه القدرة المالية لتمويل هذه المشاريع، وهو ينتظر تنفيذ وعود الجهات الرسمية وبعض الشركات للعمل على تأهيل هذه المناطق وخصوصا طريق الكرك الأغوار الخرزة”.
وفي تصريحات سابقة له، أكد مدير أشغال محافظة الكرك المهندس خالد العمرو، أن “المديرية تقوم كل عام بعمليات صيانة للمواقع التي تتأثر من الأمطار الغزيرة”، مشيرا إلى أن المديرية تضع بتلك المناطق فرقا وآليات للتعامل مع أي حالة لإزالة العوائق فيها بسبب الهطل المطري”.
وكان وزير الأشغال العامة والإسكان، وزير النقل، المهندس ماهر أبو السمن، أكد قبل يومين خلال لقائه مدراء الأشغال في المحافظات ومدراء الإدارات في مركز الوزارة، ضرورة استكمال الجاهزية والاستعداد لفصل الشتاء المقبل، وأهمية الاستعجال في تنفيذ الأعمال المتعلقة بالموسم المطري، مشددا على أن الاعتماد على التغذية الراجعة للموسم المطري السابق، وجدول النقاط الساخنة التي حددتها مديرية الطوارئ ضروري لتجنب تكرار الملاحظات.
ودعا أبو السمن، كوادر الوزارة إلى التأكد من جاهزية الآليات وتجهيز غرف العمليات في المحافظات والألوية، إضافة إلى غرفة العمليات الرئيسة بالمركز، مشيرا إلى أن الوزارة اعتمدت خطة خاصة لكل محافظة تراعي طبيعتها، إضافة إلى خطة طوارئ مشتركة للجوء إليها في حالة حدوث طوارئ تفوق إمكانات كل محافظة، ولافتا في الوقت ذاته إلى ربط مركز الوزارة بغرف العمليات في المحافظات إلكترونيا بما يؤدي إلى تتبع الفرق والآليات العاملة في الميدان.
وبين أن الوزارة تنسق في هذا الإطار مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، والحكام الإداريين، والأمن العام، وأمانة عمان الكبرى والبلديات، إضافة للقوات المسلحة، لتكون خطة الطوارئ متكاملة وتشاركية مع مختلف الجهات المعنية.

الغد/ هشال العضايلة

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة