سَدوم).. مشهد من الليلة الأخيرة// الشاعر د. ابراهيم الكوفحي

=

 

قال لَهُمْ، وقلبُهُ مكلومُ :
أليسَ منكُمْ رَجَلٌ حكيمُ
أنا أخوكُمْ، فارجعوا عنْ داري
ولا تدقّوا البابَ بالأحجارِ
أخزيتُمُوني..هؤلاءِ ضَيْفي
لوْ أنّ رمحي في يدي أوْ سيفي
ماذا تريدونَ أيا أوغادُ
بفعلِكُمْ أنتنتِ البلادُ
وأطرقتْ خِزياً بها الجبالُ
تبّاً لكُمْ.. أمِثْلُكُمْ رجالُ
تأنفُ منْ فِعْلِكُمُ القرودْ
فقبحُكُمْ تجاوزَ الحدودْ
يا لعنةَ اللهِ على (سَدومِ)
وساكنيها فاقدي الحُلومِ
إبداعُهُمْ في عالمِ الرّذائلِ
لا في فنونِ العلمِ والفضائلِ
إنْ فَخَروا يوماً بشيءٍ في الدّنا
فبالفجورِ والشّذوذِ والخَنا
.. يا (لوطُ) لا تحزنْ فنحنُ رُسُلُ
ربِّكَ، مهما حاولوا لنْ يصلوا
دَعْهُمْ نبيَّ اللهِ..، إنّي (جُبْرلُ)
في زيّ إنسانٍ، وهذا (مَيْكَلُ)
عمّا قريبٍ تخسفُ المدينةْ
وتهطِلُ الحجارةُ اللعينةْ
تاللهِ، لنْ ينجوْ سوى الأطهارِ
فاسْرِ بأهلِكَ.. بلا انتظارِ
اخرجْ..فذي مدينةٌ شرّيرةْ
ستنتهي في أسفلِ المعمورةْ
صارتْ كمثلِ الدمّلِ المُعَفّنِ
إنْ تُركَتْ، تُفْسِدُ كلَّ المُدُنِ
لا بدّ أنْ تُجتثّ، كَيْما تَسلمُ
الأرضُ، وبالعيشِ الكريمِ تَنعمُ

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة