شارع الخضر بالسلط.. مقصد عشاق التراث ومعرض للمنتجات اليدوية

يعد شارع الخضر في مدينة السلط، أحد المقاصد البارزة للزوار والسياح القادمين إلى المدينة، والذي يمتد من ساحة العين مرورا بالعديد من الأدراج التي تربط الأحياء السكنية بشارع الحمام، حتى يصل إلى آخر شارع الميدان، في حين يشكل الشارع “ساحة رزق” للعديد من السيدات المنتجات اللاتي يعرضن فيه مشغولاتهن اليدوية في ذروة الموسم السياحي.
وسمي الشارع بذلك الاسم نسبة إلى مقام الخضر عليه السلام؛ حيث يوجد فيه كنيسة الخضر التي تقع في الشارع العلوي فيه، وكذلك كنيسة الروم الأرثوذكس، فيما يضم الشارع مجموعة كبيرة من المحلات التجارية المتلاصقة، ذات الطابع الشرقي القديم، وأغلبها مستأجرة منذ عشرات السنين، ويعمل غالبية أصحابها في مهن قديمة، وبعضهم في مهن حديثة.
ورصدت “الغد”، إقبالا ملحوظا من الزوار إلى شارع الخضر خلال الفترات الماضية وما يزال مستمرا، بوصفه معلما سياحيا لعشاق العراقة والأصالة والتراث القديم، لا سيما أنه يتميز بجمال حجارة البيوت الصفراء، وأجواء تراثية جاذبة.
ويساهم مركز الخضر بجهد كبير في استقطاب الزوار والسياح إلى الشارع وأطلق مؤخرا وسم (#ادعموا السياحة بشارع_الخضر) عبر منصات التواصل الاجتماعي، فيما ينظم المركز عادة دورات تدريبية على حرف ومنتجات عديدة، وكيفية التعبئة والتغليف للمنتجات وأهميتها وكيفية عرضها، وغير ذلك من النشاطات ذات الطابع السياحي والتراثي.
ويشهد شارع الخضر إقامة بازار كل يوم جمعة، من الساعة 12 ظهرا حتى الساعة 8 مساء، وتقدم فيه العديد من السيدات المنتجاب فعاليات ذات طابع تراثي بينها رسم الحناء بطريقة إبداعية وإمكانية الزوار لبس “الخلقة السلطية”، بالإضافة إلى عمل أكلات تراثية، بينما يقوم عدد من آخر من السيدات بعرض منتجاتهن للبيع بينها مأكولات ومشغولات يدوية.
في هذا الخصوص، يقول مدير سياحة محافظة البلقاء، محمود عربيات، لـ”الغد”، إن أهمية شارع الخضر تتجلى باحتوائه على كنيسة رقاد السيدة العذراء (كنيسة الروم الأرثوذكس) والمدرسة التابعة لها والتي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، بالإضافة لمقام الخضر وهو مقام ديني مقدس بني على كنيسة يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر.
وأضاف، “ينحدر من شارع الخضر الرئيس شارعان فرعيان، الأول يقع في البداية وأطلق عليه اسم (شارع الخياطين)، وهو شارع (الشوام) سابقا، وسمي بذلك لتواجد الخياطين من الشام، أما الثاني فهو شارع (الإسكافية) وهو عبارة عن سوق للأحذية وسمي بذلك نظرا لطبيعة الحرف السائدة فيه وهي تصليح وصناعة الأحذية على غرار الأسواق الشامية التي تتميز بتجمع أصحاب الحرف الواحدة في مكان معين”.
ووفق عربيات، “من أهم ما يميز الشارع هي الحركة الملتوية بين الدكاكين وتفاوت أعمار المباني وتعدد النشاطات التعليمية والدينية والتجارية والسكنية، إضافة إلى أهميته التاريخية، إذ يحتوي على العديد من البيوت التراثية القديمة والتجارب السياحية الحديثة التي أضافت تجربة ذات نوعية فريدة تروي قصة المكان”، لافتا إلى عدد من تلك التجارب وهي “بيت جدي، دار الحرف، تجربة المكارم، الخلقة السلطية، الحناء، العرس البلقاوي، بازار الخضر، بيوت الضيافة (بيت فامة الزعبي، بيت هالة قاقيش).
وأكد أنه تم توجيه المجموعات السياحية لزيارة المشاريع والتجارب السياحية في شارع الخضر، للمساهمة في دعم المشاريع الريادية والتجارب السياحية فيه ضمن “مسار الوئام”.
وأضاف عربيات، أنه رافق بعض المجموعات السياحية في ذلك المسار قبل أيام، لزيارة التجارب والمشاريع السياحية في هذا الشارع، حيث شملت الجولة زيارة كنيسة الخضر ومركز الخضر للتدريب ومشروع دار الحرف ومحلات الحرف اليدوية والصناعات التقليدية من “دكان جدي” و”بساط العين” و”مرح الروزنا” و”دار بلقيس للفنون”، وغيرها من التجارب السياحية، لتشجيع المجموعات السياحية لزيارة المشاريع والتجارب الريادية في الشارع.
وبشأن تنفيذ حفريات في الشارع ضمن مشروع تمديدات شبكة المياه، وأثره على النشاط السياحي، قال عربيات إن العمل ما يزال جاريا على تنفيذها منذ ما يقارب الأربعة أشهر، مما أدى إلى ضعف الحركة السياحية والتأثير سلباً على هذه المشاريع، مستدركاً أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات مع كافة الجهات المعنية لمعالجة أي تحديات، وضمان تنشيط الحركة السياحية في ذلك الشارع.

محمد سمور/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة