شهيد بمواجهات مع الاحتلال.. وإضراب شامل في جنين

عمان- في حين تتواصل المطالب الدولية بتحقيق شامل في استشهاد شيرين أبو عاقلة عقب القرار الإسرائيلي إغلاق الملف نهائياً؛ فقد ارتكبت قوات الاحتلال، أمس، جريمة جديدة بإعدام فتى فلسطيني خلال مواجهات عنيفة بجنين، في الضفة الغربية، وسط دعوات فلسطينية بتصعيد المواجهة والرّد على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
جريمة الاحتلال الجديدة في مخيم جنين، الذي شهد إضراباً شاملاً على روح شهيد الوطن المحتّل، جاءت على وقع تجديد الإدارة الأميركية لدعوتها أمس لإجراء تحقيق “شامل وشفاف” في استشهاد أبو عاقلة، بعدما أعلنت سلطات الاحتلال عدم فتح تحقيق رسمي في الواقعة خوفاً من “إثارة البلبلة والجدل الخطير في صفوف الجيش والداخل الإسرائيلي”، بحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
وعمّ الإضراب الشامل، أمس، محافظة جنين ومخيمها، حداداً على روح الشهيد الفلسطيني الفتى أمجد الفايد (17 عاماً)، الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات عنيفة، عقب اقتحام مدينة جنين ومخيمها، وإطلاق الأعيرة النارية باتجاه الشبان الفلسطينيين الذين تصدّوا لعدوانه.
وشيعت جماهير غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني جثمان الشهيد الفايد، كما انطلقت مسيرة شعبيّة حاشدّة بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية، وسط ترديد هتافات منددة بجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، لاسيما عدوانه المتواصل على جنين ومخيمها، داعية الى تعزيز الوحدة الوطنية من أجل التصدي لجرائم الاحتلال المستمرة، وإعداماته المتواصلة بحق الشعب والأرض والمقدسات الدينية.
وأكد الفلسطينيون في هتافاتهم الغاضبة أن جرائم الاحتلال بحق أبناء جنين ومخيمها لن ترهب أبناء الشعب الفلسطيني، مشددين على استمرارهم في المقاومة حتى دحر الاحتلال.
وأعلنت الفصائل الفلسطينية عن الإضراب الشامل في جنين، وذلك حداداً على روح الشهيد الفايد، وسط مطالبات بالانتقام ومواصلة التصدي لقوات الاحتلال.
وفي وقت سابق من يوم أمس؛ اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها، ودارت مواجهات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين، أطلق الجنود خلالها الأعيرة النارية باتجاه الشبان، مما أدى إلى استشهاد الفتى الفايد، وإصابة آخر بجروح حرجة.
واندلعت اشتباكات مسلحة بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت جنين، في إطار عمليتها العسكرية الموسّعة التي تنفذها منذ فترة لقمّع الغضب الفلسطيني ضد عدوانها المستمر.
وباستشهاد الفايد؛ يصل عدد شهداء جنين، منذ بداية العام الحالي إلى 20 شهيداً، إضافة إلى اثنين من مناطق أخرى استشهدوا على أرض المخيم، مثل الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة.
من جانبها؛ نعت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) – كتيبة جنين، في بيان عسكري عقب استشهاد الفايد، أحد عناصرها، خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال في مخيم جنين.
وقالت إن الفايد “ارتقى شهيداً في ساحة المواجهة والتصدي لقوات الاحتلال الخاصة التي حاولت نصب الكمائن والتسلل صوب أطراف الجهة الغربية لمدينة جنين ومخيمها، ولكن المقاومة تصدت لهم وأمطروهم بالرصاص والعبوات المتفجرة وإفشال مخططهم”.
وأكدت “سرايا القدس” مواصلة المقاومة ضد الاحتلال حتى تحرير الأرض والمقدسات.
من جانبها؛ أكدت حركة “حماس”، أن اغتيال الشهيد الفايد بدم بارد جريمة ستزيد الشعب الفلسطيني إصراراً على تصعيد المقاومة والاشتباك مع الاحتلال بكل الوسائل، حتّى ردعه وزواله عن الأرض الفلسطينية.
وقالت “حماس”، في تصريح أمس، إنَّ “استهداف الاحتلال الصهيوني، الفتى فايد بالرّصاص الحيّ فجر أمس في جنين، وتركه ينزف حتّى ارتقى شهيداً، وإطلاق النّار بشكل مباشر على الأهالي ومركباتهم، تعد جريمة بشعة، وإرهاباً متصاعداً يفضح وحشية الاحتلال، ويكشف حالة الارتباك والرّعب الذي يعيشه قادته وجنوده، بفعل حالة التلاحم الشعبي والمقاومة في جنين وعموم الضفة الغربية المحتلة”.
بدوره؛ قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إن المحتلين لا يتوقفون عن ارتكاب جرائمهم ضد الفلسطينيين في جنين، والتي كان آخرها قتل الفتى الفايد وإصابة فتى يبلغ من العمر (18 عاماً) برصاصة في البطن.
وحذر اشتية من التبعات الخطيرة لتلك الجرائم المتكررة، داعياً المجتمع الدولي لإدانتها ومحاسبة مرتكبيها.
وفي الأثناء؛ جددت الولايات المتحدة الأميركية، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، دعوتها لإجراء تحقيق “شامل وشفاف” في استشهاد أبو عاقلة، مشدداً، على أن مثل هذا التحقيق ينبغي أن يتضمن تحديد المسؤول عن القتل.
تزامن ذلك مع قيام 56 نائباً في مجلس النواب الأميركي بتوقيع رسالة تطالب وكالة المباحث الفدرالية الأميركية “الإف بي آي” بإجراء تحقيق في ظروف استشهاد أبو عاقلة.
من جانبه؛ رحب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، بدعوة وزارة الخارجية الأميركية “بإجراء تحقيق شامل وشفاف في عملية اغتيال أبو عاقلة، وذلك بعد قرار إسرائيل إغلاق ملف التحقيق الخاص بهذه القضية”.
وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية كشفت بأن جيش الاحتلال لن يفتح تحقيقاً رسمياً في جريمة استشهاد أبو عاقلة، تحسباً من أن “استجواب قواته سيثير البلبلة والجدل الخطير في الجيش والمجتمع الإسرائيلي”، وفق قولها.
وطبقاً للصحيفة الإسرائيلية؛ فإن الجيش الإسرائيلي يدعي عدم وجود اشتباه في ارتكاب قواته للجريمة، مرجحاً أن يثير قرار عدم فتح تحقيق جنائي باغتيال أبو عاقلة، الذي لم يتم الإعلان عنه رسمياً من قبل جيش الاحتلال، انتقادات من الإدارة الأميركية، التي طالبته باستنفاد إجراءات التحقيق حول الحادث.

نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة