“صحي البقعة”: شكاوى من اكتظاظ ونقص أطباء اختصاص وأدوية

البلقاء- يشكو مراجعو مركز صحي البقعة الرئيسي من تكرار نقص الأدوية، لا سيما أدوية الأمراض المزمنة كالضغط والسكري، مثلما يشكون أيضا مما سموه “سوء التنظيم”، ونقص أطباء الاختصاص.
وقال عدد منهم لـ”الغد”، إن المركز الصحي، بحاجة لدعم أكبر، ليتمكن من خدمة المراجعين، مشيرين إلى أنه يعجز عن تقديم الخدمة لأنه يحاول تغطية الأعداد الكبيرة من المراجعين من سكان مخيم البقعة في محافظة البلقاء.
المواطن أنور دبيس، يؤكد أن مشكلة الاكتظاظ يلمسها منذ سنوات طويلة كلما احتاج إلى الذهاب للمركز، مطالبا بإجراءات تنظيمية أفضل، لتحول دون حدوث اكتظاظات، وكذلك تعزيز كوادر المركز.
وأضاف دبيس، إنه في كل مرة ذهب فيها للمركز، يقضي أكثر من ساعة حتى ينتهي من هدف مراجعته، التي قال إنها تكون عادة بسبب تعرض أحد أطفاله لعارض صحي.
وتطرق إلى أن اكتظاظ المراجعين، يؤثر سلبا على حق كل منهم في نيل التشخيص الكافي وفي الوقت المعقول، معتبرا بأن وجود أعداد كبيرة، قد يدفع كوادر المركز للعمل بدون دقة كافية في التشخيص.
وتحدث المواطن الخمسيني تيسير النشاش، عما وصفه بـ”المعاناة” التي عاشها عندما أراد تحويلا من المركز الصحي إلى أحد المستشفيات الحكومية لإجراء عملية “فتاق”، فطلب منه الحصول على إعفاء طبي، ليتمكن من دخول المستشفى، كونه غير خاضع لتأمين وزارة الصحة، مشيرا إلى أنه جرى تحديد موعد له بعد عدة أشهر.
وأضاف النشاش، أن الأمر ذاته حصل معه لاحقا عندما أراد إجراء عملية قسطرة، مجددا انتقاده لتأخر المواعيد التي يجري تحديدها لمراجعة المستشفيات أو إجراء عمليات.
أما المواطن محمد ياغي، فيقول إن الكثير من أبناء المخيم، باتوا يلجأون لمركز صحي عين الباشا، برغم اكتظاظه أيضا، مشيرا إلى ضرورة معالجة الضغط على الكوادر التمريضية والطبية في مركز صحي البقعة، بسبب الكثافة السكانية في المخيم.
وأضاف ياغي، أن المراجعين أيضا يعانون من نقص الأدوية، ما يضطرهم برغم ظروفهم المادية الصعبة إلى شرائها من صيدليات القطاع الخاص، لعدم توافرها في المركز كأدوية الضغط والسكري.
وتقول أم سامح التي تراجع المركز شهريا، بغية الحصول على أدويتها الخاصة بمرض السكري، لكنها في بعض المراجعات لا تجد تلك الأدوية متوافرة، وأنها تضطر لشرائها على نفقتها الخاصة، مشيرة إلى أن ظروفها المادية صعبة، وهذا الأمر يضيف عبئا عليها وعلى عائلتها.
يشار إلى أن مركز صحي البقعة الرئيسي الذي يتبع لإدارة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التي تذكر عبر موقعها الإلكتروني أن “المركز يتكون من 5 مبان منفصلة تخدم أكثر من 80 ألف لاجئ فلسطيني في مخيم البقعة، أكبر المخيمات في الأردن”.
وبحسب “الأونروا”، تم تمويل بناء مركز صحي البقعة الرئيسي وتوسعته من الحكومة الأميركية بقيمة تمويل بلغت 1.75 مليون دولار.
مصدر مسؤول في المركز، قال إن سبب الاكتظاظ يعود بالدرجة الأولى إلى الكثافة السكانية التي يشهدها المخيم، مشيرا إلى اعتماد غالبية السكان على خدمات “الأونروا” الصحية نظرا لظروفهم المادية الصعبة وعدم قدرتهم على مراجعة منشآت القطاع الصحي الخاص، وشراء الأدوية أيضا من صيدليات القطاع الخاص.
وقال المصدر، إن أعداد المراجعين تزداد عاما بعد عام، لكن المركز يسعى بكل طاقته إلى تقديم الخدمات المطلوبة منه بكفاءة ضمن ما تتيحه الإمكانيات، مشيرا بهذا الصدد إلى أن “الأونروا” هي مؤسسة إنسانية وليست ربحية، وتعتمد في مواردها على التبرعات الطوعية التي تتفاوت وبعضها “غير مضمون” على حد وصفه.

محمد سمور/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة