صدور “اكتشافات الآثار.. السياحة في الزرقاء” للباحث محمد وهيب

– بدعم من وزارة الثقافة صدر كتاب “اكتشافات الآثار.. التراث والسياحة في محافظة الزرقاء” لأستاذ علم الآثار في كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية الباحث الدكتور محمد وهيب.
د. وهيب يقول؛ “الكتاب محاولة جادة لكتابة تاريخ وحضارة محافظة الزرقاء عبر العصور، حيث نشأت أولى الحضارات على جانبي الوادي منذ العصور الحجرية إلى الفترات الحديثة، ولم يشهد وادي الزرقاء أي انقطاع في فترات الحقب التاريخية والاستيطان البشري، وكان الدافع الرئيسي لتأليف هذا الكتاب هو الحاجة الماسة والمتزايدة لنشر المعرفة بأحدث الاكتشافات الأثرية ونتائج المسوحات الميدانية”. وأيضا لحماية الإرث الحضاري في محافظة الزرقاء في وجه حركة العمران والاستثمار النشط في المحافظة على مختلف الأصعدة.
واجهت الدراسة عدة مصاعب تمثلت في ندرة المصادر والمراجع حول موضوع البحث وكذلك صعوبة الوصول إلى بعض المواقع، الأمر الذي تطلب بذل المزيد من الجهد لتأكيد الحقائق العلمية التي تم التوصل إليها، هذا بالإضافة إلى زوال عدد من المواقع الأثرية والتراثية من خلال النشاطات الزراعية خلال العقود الماضية.
وعليه جاءت هذه الدراسة لتضع بين أيدي الباحثين والمتخصصين والطلبة مرجعا علميا في مجال الآثار والسياحة والتراث، وقد اشتمل الكتاب على محافظة الزرقاء والوادي المار في المحافظة وسيعالج الجزء القادم للنشر العلمي المتواصل امتداد نهر الزرقاء في باقي المحافظات وصولا إلى نهر الأردن حيث يلتقي النهران قديما وحديثا.
ومن هنا تم تقسيم هذه الدراسة إلى سبعة فصول على النحو الآتي؛ الفصل الأول يتناول منهجية البحث التي اعتمد عليها المؤلف في هذه الدراسة وخاصة الدراسات المكتبية، والصور الجوية والدراسات الميدانية. وتناول الفصل الثاني لمحة عن وادي الزرقاء من حيث جغرافية وجيولوجية المنطقة، بالإضافة إلى ذكر المصادر التاريخية التي أشارت إلى وادي ونهر الزرقاء من خلال زيارة الرحالة والمؤرخين له.
فيما يتناول الفصل الثالث مراحل الاستيطان في منطقة وادي الزرقاء منذ العصور الحجرية القديمة وإلى الفترات الحديثة، مرورا بالعصر البرونزي والحديدي والكلاسيكي والإسلامي. كما احتوى الفصل الرابع على ذكر أهم المسوحات الآثرية التي جرت في وادي الزرقاء وجواره وأهم المواقع المكتشفة في هذا الخصوص. بينما تضمن الفصل الخامس المحيط التاريخي والطبيعي لحوض وادي الزرقاء والمواقع الآثرية الموجودة على جانبي وادي الزرقاء مع وصف لكل منها، حيث تم تقسيم المواقع إلى محيط مباشر ومجاور للوادي ومحيط غير مباشر ومرتبط بالوادي والنهر من خلال الممرات والمسالك.
فيما حمل الفصل السادس عنوان السياحة في الزرقاء واهميتها، مكملا للفصل الخامس، حيث احتوى على أنواع السياحة المتواجدة في محافظة الزرقاء، مثل السياحة الآثرية والبيئية والثقافية.. حيث أكدت هذه الأنواع على أهمية محافظة الزرقاء بشكل عام وقصبة الزرقاء بشكل خاص، كونه يضم العديد من المعالم الآثرية والتاريخية التي ما تزال صامدة تحكي قصة الماضي والحاضر، فيما اشتمل الفصل السابع على قائمة المصادر والمراجع التي تم الاعتماد عليها خلال اعداد هذا الكتاب ثم الملاحق.
رئيس مجلس محافظة الزرقاء د. أحمد عليمات كتب تقديم للكتاب أشار فيه إلى د. وهيب تناول بالتحليل والدراسة منطقة الزرقاء عبر العصور بدءا من العصر الحجري القديم ثم العصور التي تليه، وخاصة العصر الحجري الوسيط والحديث، والعصر البرونزي، والحديدي، والكلاسيكي، ثم العصر الإسلامي إلى وقتنا الحاضر، وقد يجد وهيب فيه معلومات قيمة تؤرخ للمكان الذي جرت فيه أحداث التاريخ قديما، التي كشفت عنها بعثات التنقيب المتخصصة، وعرضها بأسلوب مبسط، ويمكن للقارئ من تتبع مراحل تطور الحياة البشرية في أحد أهم الأودية في العالم القديم، إلا وهو وادي الزرقاء القادم من عمان عبر مدينة الرصيفة، واستطاع توجيه البحث والنشر العلمي باللغة العربية في منطقة وادي الزرقاء، حيث تزخر محافظة الزرقاء، بالعديد من المواقع المهمة، وأكد أن هذا الوطن هو مهد من مهود الحضارات في العام كله، وعلى مدى التاريح، وأن حضارات وادي الزرقاء هي واحدة من هذه الشواهد النادرة على عمقه التاريخي والحضاري العريق.
وانتهج د. وهيب في وضع هذا الكتاب بمدخل لذكر عدد من الروايات التاريخية التي ذكرها قدامى المؤرخين والرحالة، وانتقل إلى ذكر لمحة عن الزرقاء. مرورا بمراحل الاستيطان منذ العصور الحجرية القديمة إلى الفترات الحديثة، كما تم ذكر أهم المسوحات الأثرية التي جرت في المحافظة.
وتضمن الكتاب وصفا للمحيط التاريخي والطبيعي لوادي الزرقاء والمواقع الأثرية الموجودة على جانبيه، وكذلك الاكتشافات الحديثة في الزرقاء، وإعادة تسليط الضوء ع لى اكتشاف اضخم طائر زاحف في العالم والذي ظهر في الرصيفة، ومما يميز جهد وهيب انه اتبع اسلوبا علميا دقيقا فزود بحثه بصور ومخططات للمواقع الآثرية والتراثية.
وجاءت الخاتمة تؤكد حقيقة أهمية وادي الزرقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، وهي خلاصة البحث المضني الذي استغرق وقتا طويلا في إعداده فهذا الكتاب هو جهد قائم على البحث والاستقصاء فاقترن العمل الميداني عبر سنوات طويلة بالتوثيق والكتابة ليأتي كتابه ثمرة من ثمرات هذا الجهد وفرعا من فروع المعرفة بتاريخ الوطن والأرض عبر قرون ماضية.

عزيزة علي/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة