“صقور الأردن” يضع نقاط الفوز على حروف التأهل بتصفيات المونديال

ضرب المنتخب الوطني الأول لكرة السلة “عصفورين في حجر واحد”، بعدما أنهى مشواره في النافذة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، متصدرا لمجموعته الثالثة برصيد سبع نقاط، إثر تغلبه على لبنان (74-63) وأندونيسيا (94-64)، فضلا عن ضمان تأهله إلى الدور الثاني.
ويختتم “صقور الأردن” مشواره في الدور الأول بمواجهة متجددة خارج أرضه مع منتخبي لبنان وأندونيسيا يومي الأول والرابع من تموز (يوليو) المقبلين، ضمن النافذة الثالثة من التصفيات، على أن يندمج المنتخب الوطني في الدور الثاني مع منتخبات الفلبين ونيوزيلندا والهند، حاملا نقاطه التي جمعها من المرحلة الأولى أمام منتخبات مجموعته، والتي لن يواجهها مرة أخرى.
وستتنافس 6 منتخبات من آسيا وأوقيانوسيا على البطاقات المؤهلة لمونديال السلة، باعتبار اليابان والفلبين من الدول المستضيفة التي تأهلت بشكل مباشر إلى كأس العالم، في الوقت الذي تنخفض فيه البطاقات إلى 5 حال حصول إندونيسيا على أحد المراكز الثمانية الأولى في كأس آسيا، والتي تقام خلال الفترة من 12 إلى 24 تموز (يوليو) المقبل في جاكرتا.
صورة مغايرة
اكتسبت مواجهتا لبنان وأندونيسيا أهمية خاصة للمنتخب الوطني، حتى استعاد اللاعبون إحساس الفوز بعد سلسلة الخسائر التي تعرض لها “صقور الأردن” في البطولة العربية، كما كانت فرصة مناسبة لتجريب جميع اللاعبين، ومنحهم أدوارا أكبر حتى يكتسبوا من خلالها وبشكل متدرج الخبرة المطلوبة، لسد الفراغ في حال حدوث غيابات مؤثرة كما حدث في النافذة الأولى التي تبادل فيها المنتخب الوطني الفوز مع السعودية (68-61) و(64-72).
واقعية “الصقور” أسعفتهم في إدخال المنتخب اللبناني داخل “المصيدة”، خصوصا وأن الأخير تعرضوا لخسارته الأولى بعد سلسلة انتصارات استمرت نحو 19 مباراة، في ظل اعتقاده أن “اللقب العربي” سيشفع له ويمنحه الأفضلية، إلا أن الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة وسام الصوص ومساعديه محمد حمدان والإسباني اغناسيو، حضّر جيدا ووضع الخطط المناسبة لتعطيل مفاتيح الخصم، ليتفاجأ اللبنانيون ويقعوا ضحية لحساباتهم وتقديراتهم الخاطئة.
ومع تناغم العمل في اتحاد السلة، وجد لاعبو المنتخب الوطني كل الإمكانات مسخرة أمامهم لتحقيق هدف طال انتظاره، فجاء الفوز الثاني تواليا أمام أندونيسيا، ليكشف “صقور الأردن” على أنهم رقم صعب، وسط فرحة عارمة من الجمهور الوفي، الذي جاء من مختلف مدن المملكة ليعيش لحظة الحقيقة، ويحيي ليلة فرح أردنية طال انتظارها.
رفع وتيرة التحضير
لا شك أن المنتخب الوطني سيحظى بفترة تحضير مثالية مع بداية الصيف، والتي تتزامن مع نهاية مسابقة دوري CFI الممتاز، وسيكون جميع اللاعبين جاهزين لتمثيل “الصقور” مع اكتمال الصفوف بتفرغ لاعب الارتكاز أحمد الدويري وكذلك المجنس الأميركي دار تاكر ووجود “القائد” زيد عباس، فضلا عن استعادة “المخضرم” موسى العوضي و”المقاتل” هاشم عباس، اللذين أبعدتهما الإصابة عن تمثيل “الصقور” في النافذة الثانية، إلى جانب وجود اللاعبين، فريدي إبراهيم وسامي بزيع وأمين أبو حواس ومحمد شاهر وأحمد عبيد ويوسف أبو وزنة وأحمد حمارشة ومحمود الهزايمة ومالك كنعان، وآخرين قد يتم استدعاؤهم طبقا للرؤية الفنية.
من هنا، فإن المواجهتين المقبلتين للمنتخب الوطني مع لبنان في بيروت وأندونيسيا في جاكرتا، تعدان بالغتي الأهمية، ويجب ألا يتسرب الغرور إلى نفوس اللاعبين بعد الفوز على المنتخبين في عمّان، وفي الوقت ذاته، يتوجب الانتباه إلى أن المنتخبين اللبناني والأندونيسي لا يستهان بهما، وسيكونا في قمة جاهزيتهما الفنية والبدنية، خصوصا وأن نافذة التصفيات، تسبق انطلاقة كأس آسيا 2022 بأيام معدودة فقط.
بلوغ الدور الثاني من التصفيات يفترض أن يكون حدثا عاديا، لأن “صقور الأردن” تواجد في المونديال مرتين، كما سبق وأن نافس بقوة على لقب كأس آسيا حين حل ثالثا العام 2009 في تيانجين، وخسر النهائي بفارق نصف سلة أمام المنتخب الصيني المستضيف في ووهان العام 2011، ومن المؤكد أن أهداف “صقور الأردن” تتجاوز طموح التأهل إلى التحليق عاليا في فضاء المنافسة الآسيوية.
أرقام من المواجهتين
لا بد من مطالعة الأرقام الفنية الرسمية لمباراتي “الصقور” أمام لبنان وأندونيسيا، لمعرفة نقاط القوة والضعف، والتي ربما تفسر بشكل أو بآخر كيف ولماذا فاز المنتخب الوطني في المباراتين، حيث من البديهي أن تقاس نتائج المباريات بعدد النقاط وليس عدد التصويبات الضائعة أو حتى التمريرات والمتابعات الهجومية والدفاعية.
في مباراة المنتخب الوطني أمام لبنان، سجل “صقور الأردن” 16 نقطة من استثمار حالات “التيرن أوفر” مقابل 10 للبنان، و8 مقابل 9 من الفرصة الثانية و24 مقابل 8 من “الفاست بريك”، فيما كانت دكة بدلاء لبنان أكثر فاعلية بتسجيلها 24 نقطة مقابل 3 نقاط فقط للمنتخب الوطني، الذي تفوق في العديد من الأرقام، بعدما قام بإجمالي 44 متابعة مقابل 37، و23 تمريرة حاسمة مقابل 16، و8 ستيل مقابل 7.
وبلغت نسبة نجاح تسجيل المنتخب الوطني من داخل القوس 47.2 % (17 من 36) مقابل 41.5 % للبنان (17 من 41)، كما بلغت نسبة نجاح تسجيل “الصقور” من خارج القوس 26.9 % (7 من 26) مقابل 23.1 % للبنان (6 من 26)، وبلغت نسبة نجاح تسجيل المنتخب الوطني من خط الرميات الحرة 79.2 % (19 من 24) مقابل 68.8 % للبنان (11 من 16).
وفيما يتعلق بأرقام المنتخب الوطني أمام أندونيسيا، سجل “الصقور” 21 نقطة من استثمار حالات “التيرن أوفر” مقابل 9 لأندونيسيا، و16 مقابل 4 من الفرصة الثانية، و21 مقابل 10 من “الفاست بريك”، كما كانت دكة بدلاء المنتخب الوطني أكثر فاعلية بتسجيلهم 35 نقطة مقابل 24 لأندونيسيا، في الوقت الذي استمر فيه تفوق المنتخب الوطني بكافة الأرقام، بعدما قام “الصقور” بإجمالي 50 متابعة مقابل 25، و30 تمريرة حاسمة مقابل 20، و10 ستيل مقابل 5.
وبلغت نسبة نجاح تسجيل المنتخب الوطني من داخل القوس 64 % (27 من 42) مقابل 52 % لأندونيسيا (15 من 29)، كما بلغت نسبة نجاح تسجيل “الصقور” من خارج القوس 32 % (10 من 31) مقابل 31 % لأندونيسيا (10 من 32)، وبلغت نسبة نجاح تسجيل المنتخب الوطني من خط الرميات الحرة 77 % (10 من 13) مقابل 80 % لأندونيسيا (4 من 5).

خالد العميري/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة