ضعف جاهزية المواقع الأثرية والبنى التحتية تحرم عجلون من تطوير سياحتها

=

ما تزال مسألة النهوض بالسياحة في محافظة عجلون بمختلف جوانبها؛ البيئية والطبيعية والتاريخية والأثرية والمغامرة، تراوح مكانها، في وقت تزخر المحافظة فيه بطبيعتها الجذابة ومواقعها المهمة.
وهذا ما اتفق عليه ناشطون في المجتمع المحلي العجلوني، لكنهم طرحوا تساؤلات ومقترحات عدة حول هذا الجانب، وإمكانية رفد محافظتهم بموارد تنهض بالمجتمع المحلي بجعلها وجهة سياحية واستثمارية محليا وإقليميا.
ودعوا لدفع عجلة النهوض بالاستثمارات وتيسير إجراءاتها، وإطلاق مبادرات تفتح أبواب تنويع المشاريع السياحية ودعمها، وتطوير بنى المحافظة التحتية، لتتمكن من استقطاب المستثمرين والسياح الداخليين والخارجيين، وبالتالي خلق مناخ حيوي ينهض بها.
وأشاروا الى أن النهوض بعجلون سياحيا، يتطلب خطوات حقيقية على أرض الواقع، كرفدها بالدعم الحكومي ورفع مخصصات مجلسها، ومراجعة تصنيفات أراضيها كجزء من الإجراءات الميسرة للاستثمار، وخلق فرص عمل جديدة عبر تقديم مقترحات لمشاريع صغيرة ومتوسطة، ودراسة إمكانيات تطبيقها بما يطور المنطقة، ويعزز الاستثمار فيها.
النائب الدكتورة صفاء المومني، ركزت على إعادة النظر في تصنيف الأراضي لتسهيل الاستثمار، ومراجعة الإجراءات المتعلقة بتراخيص المشاريع البيئية والسياحية.
وشددت على أن بينة الطرق في المحافظة، غير مؤهلة لتطوير السياحة، لأنها تفتقر لأدنى المقومات الخدمية، وهي أساسا غير مصممة لخدمة المشاريع الاستثمارية الصغرى والكبرى السياحية.
ولم يبتعد رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، عن هذا التصور، حين دعا إلى أن يضع المجلس ضمن موازنته مخصصات كافية، لا تخفيضها وبالتالي تعطيل كثير من المشاريع.
ولفت ناشطون، من بينهم زاهر السوالمة وعلي الشرع ومحمود الخطاطبة، إلى أن غالبية مشاريع المحافظة السياحية غير مرخصة، جراء واقع الطرق الموصلة للمواقع السياحية، لأنها خارج المواصفات المعتمدة، ونسبة المؤهل منها غير مرضية، ما يعوق منح التصاريح للمشاريع.
ولفتوا إلى أن حل قضية الطرق، يقع على عاتق الجهات المعنية، داعين للمباشرة بإيجاد دعم لتطويرها وتوسيعها للنهوض بالسياحة العجلونية، ووضع تصور عملي لمساراتها السياحية الـ13 وطرقها، لتحقق المردود منها، وتعديل التشريعات الناظمة المتعلقة بهذا الجانب.
ولفت الناشطون الى أن المحافظة التي تتمتع بمزايا بيئية وسياحية فريدة، ما تزال بعيدة عن الاهتمام الذي يحقق لها مكانتها، متسائلين حول تخفيض مخصصاتها السياحة، مع أن الجميع يدرك أن قطاع السياحة يحتاج لمزيد من المخصصات، لتطوير بناه التحتية، ليحقق المرجو منه.
وبين المواطن بدر الصمادي، أن الدعم ورفع مخصصات تطوير السياحة في عجلون، سيمكن من تفعيل مشاريعها، لافتا الى أن السياحة في المحافظة تواجه تحديات كبيرة، تعوق نمو مشاريعها القائمة والمقترحة، أبرزها صعف جاهزية المواقع الأثرية التاريخية من ناحية الصيانة والترميم، وتراكم النفايات في مواقع التنزه، وعدم جاهزية البنى التحتية، وافتقارها للطرق الواسعة والمضاءة.
ومن جانب آخر، طالب الناشط زهير الشرع، منح السياحة في عجلون الاهتمام، ذاك أن أهاليها، يأملون منذ عقود بإدراج ملف محافظتهم السياحي والتنموي على سلم أولويات الحكومة.
وقال إن عجلون التي تفتقر للكثير من العناية، تتطلع في حال انصب التوجه للنهوض بسياحتها، لتحقيق تنمية حقيقية تنعكس على مجتمعها المحلي، وهذا يتطلب ترجمة الخطط والبرامج الرسمية لأفعال، وتسويقها وتنفيذ مشاريع سياحية كبرى فيها.
مدير سياحة المحافظة محمد الديك، قال إن المحافظة تضم 250 موقعا أثريا، وتمتاز بتنوع أنماطها السياحية (بيئية وطبيعية ومغامرة، وديني وآخر تاريخي أثري، إضافة للتراثي)، وفيها مسارات سياحية، وكل هذا الثراء السياحي، ينقصه توفير مزيد من الدعم لغايات الاستثمار.
وكان زار المحافظة، أول من أمس، لتفقد سير العمل في “التلفريك” (محطة الوصول) ونسبة الإنجاز فيه، وأكد أن هذا المشروع “سيكون إضافة نوعية للمنتج السياحي في المحافظة”، معربا عن أمله بالانتهاء منه منتصف العام المقبل.
وخلال زيارته، افتتح الوزير مركز الزوار بحلته الجديدة بعد تحديثه وتحديث مبنى مديرية سياحة المحافظة، إذ شمل التحديث إعادة تأهيل أكشاك بيع التحف في مبنى المديرية، وتأهيل المكاتب والوحدات الصحية، ليكون جاهزا لاستقبال زوار المحافظة وقلعة عجلون، وبلغت كلفته الإجمالية 70 ألف دينار.
كما افتتح فندقا لمستثمر عربي في منطقة عبين، يتكون من 12 جناحا، وقاعات اجتماعات ومحاضرات، إذ سيشمل تطوير المشروع في مرحلته الثانية، إضافة طابق ثالث بسعة 20 غرفة فندقية وفي مرحلته الثالثة طابقا رابعا يشمل 18 شقة فندقية وذلك في العام الحالي.
وفي هذا النطاق، قدم النائب الدكتور بلال المومني عرضا بشأن معوقات السياحة في المحافظة، مؤكدا ضرورة استثمار الميزات النسبية والطبيعية والتاريخية والتراثية فيها لإقامة مشاريع كبرى، تسهم بتشغيل الأيدي العاملة وتحد من الفقر والبطالة.
وطالب بسرعة العمل على تأهيل واستثمار منطقة المقاطع الأثرية ذات القيمة التاريخية لإضافة منتج سياحي جديد يخدم المحافظة.

الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة