طريق الطواحين بعجلون: 6 كم خطرة تنتظر منذ سنوات تأهيلها

مع انقضاء السنة الرابعة من عمر مجلس المحافظة، وانتهاء دورته في الخامس عشر من الشهر الماضي، ما يزال طريق “وادي الطواحين” وهو الأخطر في محافظة عجلون، على حاله وبلا توسعة إو إعادة تأهيل، ينتظر تنفيذ تطويره، في وقت أعد المجلس دراسة مؤخرا بهذا الشأن، لكنها بقيت حبيسة أدراج وزارة الأشغال العامة، وموعد تنفيذها ما يزال غامضا.
وتكمن خطورة الطريق في سعته الضيقه، وكثرة منعطفاته، واستمرار انهيار أجزاء منه خلال مواسم الأمطار، وتردي بنيته، وحاجته المستمرة للصيانة، وغياب اهتمام الجهات المعنية به.
أهالي المحافظة، وعابرو الطريق من زوار المحافظة ومرتادي مواقعها السياحية، يرون في هذا الإغفال للطريق الخطر الذي يزيد عمره على 18 عاما، ومماطلة الجهات المعنية في تنفيذ مشروع يطوره، ويحقق الأمان لعابريه، استهتارا بالأرواح، ومعوقا للتنمية في المحافظة، وتعطيلا لربط أكبر تجمعين بشريين فيها، هما لواء كفرنجة ولواء قصبة عجلون ببعضهما.
وقالوا إنه وبرغم تخصيص مجلس المحافظة قبل 3 أعوام، مليون دينار لإعادة تأهيله، ليكون طريقا آمنا، وحيويا يحقق الهدف المرجو منه، في مشاريع المحافظة الاستثمارية والتنموية، إلا أن الأمل بحل عقدة الطريق لم يتحقق.
المواطن ايهاب فريحات، تساءل حول هذا الإهمال الذي لحق بالطريق، وإلى متى سيظل على حاله برغم النداءات المستمرة لتأهيله وتوسعته، وإعادة تخطيطه لتخفيف منحنياته، وجعله آمنا.
ولفت فريحات إلى أن الطريق يشهد حوادث خطرة باستمرار، مشيرا إلى أن الوعود الحكومية حول إجراء دراسة فنية لتأهيله، وتنفيذ مشروع بهذا الخصوص، كثيرة، ولم نر ما يشير إلى جدية في تحديد العوائق التي تجعله طريقا آمنا، ومعالجة مسارب المياه وخطوطها فيه ومواقع الانزلاقات والانهيارات والمنحنيات وغيرها من المشاكل التي تشكل بالإضافة إلى خطورتها على مستخدميه، ضررا للمزارع والمشاريع المجاورة له.
الناشط المجتمعي جاسر سعود، قال إن مجلس المحافظة، خصص في موازنته لمعالجة الطريق قبل 3 أعوام مليون دينار، لكن أهالي في المحافظة، فوجئوا بأن هذه المخصصات أعيدت الى دائرة الموازنة العامة، لعدم طرح عطاء التأهيل في موعده.
ولفت سعود إلى أن التعهدات الحكومية حول إعادة تأهيل الطريق الذي يبلغ طوله 6 كم وتوسعته، ومعالجة منعطفاته الخطرة التي تشكل سببا رئيسا لوقوع الحوادث عليه، وغيرها من الأمور التي تتعلق بالمقاطع الصخرية التي تتسبب بانهيارات مستمرة فيه اثناء الشتاء، بقيت مجرد تعهدات فقط.
يذكر أن مجلس المحافظة، أوضح سابقا، أن ما رصد لمعالجة الطريق جاء من مخصصات الفوائض والمناقلات للعام 2018، لكن لم يجر الاستفادة منها، ما يثير تساؤلات الأهالي حول هذا العجز في معالجة طريق لا يتعدى طوله الـ6 كلم، برغم مطالبهم بذلك منذ سنوات.
أما الناشط محمد الخطابي، فبين أن الطريق بوضعه الحالي، لا يمكنه استيعاب حركة السير المتزايدة عليه في ظل وجود المنعطفات، بخاصة في فصلي الربيع والصيف، اذ يشهد فيهما حركة تنزه نشطة، جراء انتشار الشلالات وطواحين المياه والمواقع الأثرية العديدة في منطقته.
وأكد الخطابي أن الطريق عمليا، متضرر، فأجزاء عديدة منه، تحتاج للصيانة، ولكن الصيانة ليست حلا، بخاصة وان تلك المناطق المتضررة، تتشكل فيها البرك المائية، جراء الهبوطات الاسفلتية، لذا، فإن الحاجة ملحة للإسراع بإعادة تأهيله كاملا، عن طريق توسعته وتعبيده وفق مواصفات عالمية.
ولفت إلى أن هذا الطريق يعاني الإهمال وعدم إدخال أي تحسينات عليه منذ إنشائه، أي قبل 18 عاما.
من جهتها، أكدت مصادر مديرية أشغال المحافظة، أن الطريق سيكون دائما على سلم أولويات عملها، لتنفيذ ما يحتاجه من توسعة وتعبيد، مقرة بأنه يعتبر من أكثر الطرق خطورة في المنطقة، وهو يربط عجلون وكفرنجة، ما يكسبه أهمية كبيرة للأهالي وزوار المحافظة، من الذين يقصدون المنطقة للتنزه والسياحة.
ويقول رئيس مجلس المحافظة المنتهية دورته مؤخرا عمر المومني، إن المجلس خصص من موازنته العام الحالي 65 ألف دينار، ووضعت دراسة لتأهيل الطريق، رفعت الى وزارة الأشغال، مؤكدا أن تنفيذ التأهيل للطريق يحتاج الى “منحة” ومبلغ يصل إلى مليون ونصف المليون دينار.
وأشار المومني إلى مجلس المحافظة، خصص 200 ألف دينار لإنشاء عبارات صندوقية للطريق، لافتا إلى أن المبلغ خصص من موازنة العام الحالي، تلبية لمطالب الاهالي المتكررة ومرتادي الطريق، لحل مشكلة تجمعات مياه الأمطار في الشتاء، إذ عادة ما يشهد ارتفاعا في منسوب المياه، وهذا بدوره يشكل خطورة على السلامة العامة.
وكان المجلس ناقش مؤخرا موازنة المحافظة للعام 2022 والتي بلغت 7 ملايين و833 ألف دينار، وتوزعت على القطاعات التنموية والخدمية؛ بحيث تضمنت 67 مشروعا.

عامر خطاطبة/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة