طريق “حريثين” بمادبا.. حوادث متكررة وعناصر سلامة مرورية شبه غائبة

مادبا – في طريق يفتقر لأدنى عناصر السلامة العامة مع ضيق سعته وعدم فصله بجزيرة وسطية، يصبح السير عليه أشبه بخوض مغامرة، وفق تعبير مستخدمين له، قالوا لـ”الغد”: “إن مجرد التفكير باستخدام الطريق يثير القلق في النفوس لكثرة ما شهده من حوادث سير قاتلة”.

الطريق الذي يربط مادبا بذيبان، والمعروف بـ”الحريثين” ويقع ضمن الطريق الملوكي، يشهد العديد من حوادث السير، وقع آخرها قبل نحو أسبوعين، نتج عنه وفاتان و10 إصابات، في وقت أعاد الحادث الذي وصف بـ”المروع”، مطالب ضرورة تأهيل الطريق إلى الواجهة.

يقول سكان ومستخدمون للطريق “يجب وضع حلول جذرية لإنهاء هذه المأساة المقلقة، إذ من غير المعقول أن يستمر تجاهل خطورة الطريق الذي يفتقر لعناصر السلامة المرورية وتكثر فيه الحفر والمطبات ولا يوجد به جزيرة وسطية تفصل بين اتجاهي السير”.
ويعد الطريق الملوكي طريقا حيوياً، يربط بين العاصمة ومناطق الوسط والجنوب ابتداء من محافظة الكرك وغيرها من محافظات الجنوب، كما يعد الممر الرئيس للأفواج السياحية التي تؤم المواقع السياحية والأثرية في لواء ذيبان وما حوله، مثل وادي ارنون (الموجب) والهيدان وتل ذيبان الأثري ومكاور وغيرها.
ووفق أهال بلواء ذيبان، فإن الطريق يشهد حوادث مفزعة بشكل متكرر، نظرا لحاجته الى إعادة تأهيل وفصله بجزيرة وسطية، متسائلين كيف يستمر إهمال مثل هذا الطريق الحيوي.
ويرى مستخدمون للطريق، أن اللوم لا يقع على الجهات المعنية بكامله، موضحين أن بعض الحوادث التي شهدها الطريق كان سببها السرعة الزائدة والقيادة بتهور في طريق خطر، مشيرين بهذا الخصوص الى ضرورة وضع كاميرات مراقبة سرعة لضبط المخالفين.
وقالوا إنه تم التقدم بشكاوى عدة إلى الجهات المعنية من أجل إنهاء مشكلة الطريق، إلا أنهم وجدوا تباطؤا في تجاوب الجهات المعنية.
وأكد المواطن سالم الرواحنة، أن الطريق يشهد من وقت لآخر حادث سير، وتسببت هذه الحوادث بوقوع وفيات وإصابات، فضلا عن الأضرار المادية، متسائلاً عن عدم اتخاذ إجراءات مناسبة رغم استمرار وقوع هذه الحوادث.
ويقول المواطن ليث عبد الحافظ، إن أغلب الناس لا يتقيدون بالسرعة المحددة على الطريق، أما بالنسبة لبنيته التحتية، فهو بحاجة الى صيانة وشاخصات مرورية، وأنظمة مراقبة سرعة المركبات، إضافة إلى تركيب لوحات إنارة في أجزاء من الطريق التي تغيب عنها هذه الخدمة.
وبين أن افتقاد أجزاء من الطريق للإنارة مع غياب جزيرة وسطية، من أهم أسباب وقوع الحوادث ليلا.
وطالب المواطن مسعود حسن، بضرورة أن يكون هناك مزيد من التوعية، وخاصة لفئة الشباب عند استخدام الطريق، موضحا في هذا الخصوص، أنه دائما ما يشهد سلوكيات خاطئة من قبل بعض مستخدمي الطريق، تتمثل بقيادة المركبات بسرعات عالية وبطريقة متهورة.
وأضاف أن الطريق يحتاج إلى تأهيل وجزيرة وسطية، وتكثر فيه الحفر والمطبات، ما يعني أن القيادة بسرعة زائدة تعد إقداما على الانتحار.
وبدوره، قال رئيس بلدية لب ومليح حسين السمارات، إن الشارع هو من اختصاص وزارة الأشغال باعتباره طريقا نافذا، مؤكداً أن البلدية خاطبت أكثر من مرة الأشغال العامة من أجل إعادة تعبيده وتوسعته لتفادي الحوادث التي تقع عليه، وحل بعض المشكلات التي يعاني منها الشارع ولضمان السلامة العامة بزيادة عدد المطبات، علما أن هناك 46 مطبا على الطريق من منطقة مادبا إلى ذيبان، لكن الخطأ في توزيع أماكن تلك المطبات، ما جعلها بلا قيمة.
ولفت إلى أن بعض السائقين لا يبالون بقضية السرعة الزائدة، ولا يأبهون لوجود مطبات وحفر بالطريق.
ومن جانبه، أكد الناطق الإعلامي باسم وزارة الأشغال العامة عمر محارمة، أن أعمال تحسين أوضاع الطريق الملوكي وتوسعته بحاجة إلى مخصصات.
ولفت إلى أن هناك تواصلا مع مجلس محافظة مادبا لوضعه بصورة الخطط والمشاريع المنوي تنفيذها العام المقبل، مشيراً إلى أنه سيتم عمل صيانة للحفر وتعزيز الطريق بعناصر السلامة العامة مؤقتاً لحين توفير المخصصات اللازمة ضمن موازنة مجلس المحافظة العام المقبل.
وأشار عضو مجلس محافظة مادبا عن منطقة لب ومليح سالم الهروط، إلى أن الطريق الملوكي الذي يمتد من مدينة مادبا باتجاه لواء ذيبان ويخدم أبناء لواء ذيبان السياح القادمين لزيارة المواقع السياحية والأثرية والمدينة الصناعية في اللواء، تقدر المسافة التي تقع عليها الحوادث فيه بنحو 4 كلم.
وبين أن هذه المسافة تمتد من جسر وادي الحبيس ولغاية مثلث لب، وهو طريق نافذ يتبع إلى وزارة الأشغال العامة ويحتاج إلى مخصصات مالية من أجل تحسينه وتوسعته بما لا يقل عن مليوني دينار.
وأكد حاجة الطريق لتوسعة مسربيه وفصلهما بجزيرة وسطية، وتأمين خدمة الإنارة على طول الطريق.
وبين أن المجلس قد لا يكون قادرا على تنفيذ هذه الأعمال من موازنته البالغة 8 ملايين دينار مقسمة على 18 قطاعا.
وبين أنه لا يكاد يمضي شهر إلا ويشهد الطريق حادثي سير على الأقل، وهذا الأمر يستوجب العمل سريعا على حل مشاكله وتأهيله بشكل سريع.

أحمد الشوابكة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة