طريق وادي الأردن.. 70 عاما يحصد الأرواح بانتظار الحد من خطورته

وادي الأردن-رغم مضي أكثر من 70 عاما على إنشائه، ما يزال طريق وادي الأردن الدولي يشهد العديد من الحوادث المرورية المروعة التي تسفر عادة عن خسائر بالأرواح والممتلكات نتيجة حركة السير الكثيفة والسرعات الزائدة التي لا تتناسب وبنية الطريق المتهالكة وسعته الضيقة بمسرب واحد لاتجاهين.
ففي ظل تزايد عدد السكان وزيادة النشاط الزراعي والتجاري على امتداد الوادي، بات من الملح العمل على توسعة الطريق الذي ما يزال منذ انشائه بمسرب واحد باتجاهين، رغم حركة السير الكثيفة خاصة للحمولات الثقيلة ومركبات النقل والآليات الزراعية التي اسمهت على مدى عقود بانهاك بنيته التحتية.
ويرى نواش العايد الطريق الدولي وخاصة المسافة بين ديرعلا وحتى الشونة الجنوبية يعاني من بنية تحتية متردية إذ تكثر فيه الحفر والمطبات ولا يوجد اطاريف ما تسبب في احيان كثيرة بحوادث سير مميتة، مشيرا إلى أن إغلاق طريق العارضة زاد من حجم الضغط على بنية الطريق خاصة من المركبات المحملة بالمنتوجات الزراعية والشاحنات التي تقل البضائع من معبر الشيخ حسين الى العاصمة عمان.
ويضيف أن الطريق الذي أنشئ سبعة عقود ما يزال منذ ذلك الوقت بمسرب واحد باتجاهين ورغم الوعود المتكررة بتأهيله وتوسعته الا انها لم تترجم على أرض الواقع إلى الآن، موضحا أن أقصى ما يتم عمله منذ ذلك الوقت لم يرق إلى مستوى طموحات أبناء الوادي إذ أن أعمال الصيانة اقتصرت على ترقيع الحفر بين الفينة والأخرى.
ويؤكد العايد أن الطريق بوضعه الحالي وفي ظل تزايد حركة السير عاما بعد آخر يعتبر غير لائق فنيا ويشكل خطورة كبيرة على مستخدميه، لافتا إلى أن غالبية الحوادث المرورية تحصل نتيجة السرعات الزائدة سواء للمركبات الصغيرة أو المتوسطة التي تنقل المنتوجات الزراعية إلى سوق عمان المركزي.
ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية لحوادث السير إلا التقديرات تشير إلى حدوث ما يزيد على 35 حالة وفاة نتيجة حوادث سير خلال العقدين الماضيين.
ويوضح أحد سائقي سيارات النقل الزراعي أن أخطر ما يتعرض السائقين خلال استخدامهم للطريق هو عدم وجود أطاريف تسمح للسائق بالخروج عن المسرب في حال اضطر لذلك ما تسبب بكثير من الحوادث المرورية، لافتا إلى أن المخاطرة بالخروج عن المسرب يزيد من احتمالية انقلاب المركبة كما حصل في كثير من الحوادث.
ويشير محمد طلال أن الطريق يربط شمال وادي الأردن بجنوبه ويعد الممر الرئيس للمعبر الحدودي مع إسرائيل ويشهد على مدار الساعة حركة سير كثيفة، مبينا أن المسافة بين لواء ديرعلا والشونة الجنوبية والبالغة حوالي 40 كم تعتبر الأخطر كونها تشهد حركة سير مضاعفة مع استخدامها من قبل مركبات النقل الزراعي التي تورد المنتوجات إلى العاصمة والمدن الرئيسة وغالبيتها تسير بسرعات جنونية رغم احمالها.
ويضيف أن الطريق يخترق مناطق وتجمعات سكانية ويوجد عليه عدد كبير من المداخل والمخارج ما يتطلب العمل على توفير متطلبات السلامة المرورية اللازمة، بدءا من صيانته وتأهيله بشكل عاجل ووضع الاشارات التحذيرية ورسم خطوط فسفورية على جوانبه لتفادي خروج المركبات خاصة وأن الطريق لا تتوفر فيه اضاءة لمساعدة السائقين.
ويؤكد المزارع وليد الفقير أنه يجب العمل على توسعة الطريق وتأهيله بشكل كامل بمسربين منفصلين للحد من الحوادث المرورية المتكررة وبما يتناسب مع حركة السير الكثيفة، لافتا إلى أن الطريق الذي مضى على انشائه ما يقارب من 70 عاما لم يعد يلبي الحاجة لان عدد المركبات حاليا تضاعف كثيرا مقارنة مع ستينيات أو سبعينيات القرن الماضي.
من جانبه يبين مدير أشغال البلقاء المهندس عامر الدباس توسعة الطريق الدولي يحتاج إلى مخصصات كبيرة، مبينا ان الوزارة تقوم سنويا بصيانة الأماكن التالفة من ديرعلا إلى الشونة الجنوبية والتي تشكل خطورة على سالكي الطريق للحد من وقوع المزيد من الحوادث المرورية.
وأضاف الدباس انه تم تعبيد جزء كبير من الطريق الذي يربط الشونة الجنوبية بمنطقة الكرامة، وسيتم خلال العام الحالي تعبيد حوالي 6 كم من منطقة الكرامة باتجاه الشمال على موازنة مجلس المحافظة، مؤكدا أن تعبيد وتأهيل الطريق وضع على سلم الالويات خلال المرحلة المقبلة حال توفر المخصصات اللازمة.

حابس العدوان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة