ظاهرة استباحة أشجار غابات لواء بني كنانة.. متى تنتهي؟

إربد – مجددا، تعرضت أشجار معمرة في غابة ببلدة حاتم في لواء بني كنانة لاعتداء بالتقطيع من قبل مجهولين، لأغراض تشير التخمينات أنها ربما تكون لغايات تخزينها ومن ثم بيعها كحطب في شتاء العام المقبل.
وما تزال حالات التعدي على الأشجار المعمرة بقطعها من بين أخطر الأمور التي تهدد الغابات على مستوى المملكة، رغم ما شهدته السنوات الأخيرة من تراجع بنسبة حالات التعدي إثر تشديد عمليات المراقبة وتغليظ العقوبة على المعتدين، إلا أنها تتكرر بين الحين والآخر بانتظار الوصول الى أشجار آمنة من التقطيع.
مؤخرا، تفاجأ مجاورون لغابة بلدة حاتم والتي تضم نحو 2900 شجرة حرجية، وأثناء عملية تنزهم بتعرض عدد من أشجار الغابة للقطع الكامل، وأشجار أخرى تعرضت أغصانها للتقطيع، في وقت قاموا فيه بإبلاغ الجهات المعنية عن الحادثة.
وقال وليد جرادات من سكان المنطقة، إن الأشجار الحرجية في بلدة حاتم عادة ما تتعرض بشكل سنوي للاعتداءات من قبل مجهولين، لافتا إلى أن عملية التقطيع تتم في ساعات متأخرة من الليل بعيدا عن أعين الرقابة بواسطة منشار كهربائي كاتم للصوت. وأشار إلى أنه تم إبلاغ الجهات المعنية بالحادثة والتي قامت بدورها بالكشف على الأشجار وتنظيم ضبط حرجي، مؤكدا أنه في حال استمر التعدي على الأشجار فإن الغابة سوف تتحول إلى أراض جرداء خلال السنوات المقبلة.
وأضاف أن الغابة تشهد افتعالا لحوادث الحرائق، ما أدى إلى تدمير أعداد كبيرة من الأشجار الحرجية في المنطقة بهدف تحطيبها مستقبلا، معتقدا أن الحرائق تتم بفعل فاعل أو من قبل متنزهين أثناء قيامهم بعملية التنزه دون قصد، الأمر الذي يتطلب تشديد الرقابة للحفاظ على ما تبقى من أشجار الغابة.
ودعا إلى زيادة عدد طوافي الحراج في المنطقة ودعمهم بآليات حتى يتمكنوا من القيام بواجبهم على أكمل وجه، إضافة إلى ضرورة إزالة الأعشاب الجافة من الغابات في ظل انتشار الحرائق في فصل الصيف.
وقال محمد الضامن إن منطقة حاتم تضم العديد من الأشجار الحرجية في مناطق غير مأهولة بالسكان ومن السهولة قيام أشخاص بعملية تقطيع للأشجار التي يتجاوز عمرها الخمسين عاما، داعيا الجهات المعنية إلى ضرورة تكثيف الجولات الرقابية على الغابة للحفاظ على ما تبقى من أشجار حرجية.
وأشار إلى أن المنطقة يؤمها المواطنون من جميع مناطق المملكة لقضاء أوقات الفراغ خلال عطلة نهاية الأسبوع، نظرا لما تتمتع به من أجواء جميلة ومناظر خلابة خاصة في فصل الصيف وهي قريبة من منطقة أم قيس الأثرية.
وأكد أهمية تشديد الرقابة على المتنزهين الذين يقومون بإشعال النار بهدف الشواء ويتركونها دون التأكد من إخمادها بالكامل، ما قد يتسبب باندلاع النيران في الغابات وخصوصا في ظل انتشار الأعشاب الجافة بكثافة بين الأشجار، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية إزالة الأعشاب وعمل خطوط نار لمنع انتشار النيران.
ولفت إلى أن الغابة تعرضت خلال السنوات الماضية للعديد من حالات التعدي وتقطيع الأشجار بشكل كامل، الأمر الذي يهدد الغابة بتحولها إلى منطقة جرداء في حال لم يتم تشديد الرقابة وكشف الأشخاص الذين قاموا بقطع الأشجار وتحويلهم إلى الجهات المعنية.
بدوره، قال مدير زراعة بني كنانة عبدالإله عبيدات إن المديرية قامت بتحرير ضبط حرجي بتلك الأشجار التي تم تقطيعها وعددها 8 أشجار، مؤكدا أن طوافي الحراج وعددهم 15 يقومون يوميا بجولات صباحية وليلية على الغابات المنتشرة في اللواء لضبط أي حالات تعدي.
وأقر بان حالات التعدي ما زالت موجودة على الأشجار الحرجية في اللواء، غير انها انخفضت نسبتها بمقدار 25 % مقارنة مع السنوات الماضية، مرجعا هذا الانخفاض الى تشديد الرقابة على الغابات من جهة وتشديد العقوبات على الفاعلين وتحويلهم إلى الحاكم الإداري من جهة اخرى.
ويغلّظ قانون الوزارة، العقوبات على المعتدين بالحبس والغرامة المالية، كما اتخذت إجراءات في هذا الإطار، منها تكثيف الرقابة الحرجية وتأهيل الطوافين، والتوجه لتفعيل عمليات المراقبة الالكترونية بإدخال وسائل تكنولوجية حديثة للمراقبة، بالإضافة للطرق التقليدية المتبعة والاستعانة بالخيول وتزويد المحطات الزراعية بها، لاستخدامها في عمليات التنقل بين الأشجار الحرجية ومراقبتها.

احمد التميمي/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة