حسان الصمادي : عاشق قلعة عجلون ومُحبها ، قصة مُخلص ومُتفان في العمل قل نظيرها

=

ليس لديه الكثير من الوقت للتحدث مع أي شخص  يقابله بطريقه ، تراه دائما مسرعا ومهرولا لإنجاز عمله ، لا يقوم بواجبه فحسب بل تعدى ذلك بكثير ،حتى أنه وبدون مبالغه يقوم بمهام وعمل عدد كبير من عمال الوطن والموظفين  .

 

يصحو في الصباح الباكر ليذهب الى عمله الذي أحبه منذ ما يقارب ال 30 عاما في قلعة عجلون التاريخية ، لا ينتظر بدأ الدوام ليقوم بواجبه بل ينجز الكثير الكثير من الأعمال  قبل بدأ الدوام ليأخذ بعدها إستراحة المحارب لبضعة دقائق يتناول من خلالها عدة كاسات من الشاي ،  ثم يمسح عرقه  ليواصل عمله  في أروقة وساحات القلعة التي أحبها وعشقها .

 

كسب إحترام وتقدير  كل من عرفه سواء من زوار القلعة أو من موظفيها ، ليس لشىء ولكن لأنه دائم العمل  والحركة ، ولا يمكن أن تجده  يأخذ قسطا من الراحة  كباقي عباد الله ، أو أن يشغل نفسه بالحديث مع أي أحد ، وقد جربت شخصيا إشغاله بعض الوقت بحديث جانبي إلا أنه سرعان ما تركني وذهب مهرولا الى عمله .

 

يعرف أدق التفاصيل في  القلعة ، ويصل يوميا الى كل جزء من أجزاءها ، بل يتعدى ذلك بكثير حتى أنه يصل الى محيط وأطراف القلعة ، ولسان حاله يقول لن يهدأ لي بال وجزء من أجزاء القلعة الى بحاجة الى العمل والنظافة .

 

كنت أسال نفسي دائما ما سر هذه النظافة الغريبة العجيبة في القلعة ، وهنا لا نريد أن ننتقص من دور أي موظف فيها فكلهم يقومون بواجبهم على أكمل وجه إلا إن حسان الصمادي نذر نفسه منذ عشرات السنوات  لخدمة القلعة ومحيطها ، حتى أنه يقوم يوميا وقبل وصول اي زائر لها بشطف أدراجها وقاعاتها بالماء ثم يتفقد واقع النظافة فيها من تلقاء نفسه وبدون أي توجيه من مسؤول أو مدير ، فهذا الرجل لا يحتاج الى متابعة وإشراف ، حتى أنني ومن قبيل الممازحة قلت لأحد موظفي القلعة يوم أمس أن يوصي حسان بمتابعة النظافة بعد إنتهاء مهرجان ربيع عجلون الخامس  ، فضحك من أعماق قلبه وقال لي وهل حسان يحتاج الى أي توصية ، بل زادني وكما يقولون من الشعر بيتاً أن حسان  لا يغادر القلعة بعد إنتهاء  الدوام كباقي الموظفين بل إنه يعتبر فترة إنتهاء دوامه هي بعد التأكد من نظافة القلعة ومحيطها .

 

على كل لن نطيل الحديث عن حسان الصمادي فكل زائر للقلعة أصبح يعرفه بهمته ونشاطه  حق المعرفة ، ولن أبالغ إذا قلت أن أمثال حسان في الإخلاص والتفاني أصبحوا عملة نادرة في هذا الزمن ، بل إن الأمر تعدى ذلك بكثير ولا أظن وأنا واثق من ذلك أننا من الممكن أن  نجد  في بلدنا الغالي وفي المنطقة بأسرها يعمل بجد وإخلاص كما يعمل حسان .

 

أخيرا كما قيل لي فقد عمل حسان الصمادي في  بدايات  عمله في قلعة عجلون مع حماره ، حيث كان يصرف لحسان والحمار راتبين منفصلين ، وكما قيل لي أيضا فإن وجود الحمار كان في ذلك الوقت  ضروريا جدا للوصول الى الأماكن البعيدة في القلعة لتحميل النفايات والزوائد والأتربة عليه ، لذلك إستمر عمل حسان والحمار أجلكم الله عدة سنوات .

 

لأمثال حسان الصمادي ترفع القبعات إحتراما وتقديراً  وإجلالا ، فإخلاصه وتفانيه في عمله  وعزة نفسه أصبحت في عصرنا هذا عملة نادرة ، لذلك ولأن هذا الرجل أصبح بينه وبين قلعة البطل القائد صلاح الدين الأيوبي قصة عشق سطرها  بحبات عرق جبينه الطاهر فلا أقل من  أن نطلق عليه أو نسميه  فارس القلعة ومحبها وعاشقها  تقديرا  وتكريما له على عمله وإخلاصه ، فالتكريم لا يكون فقط للقادة الكبار وإنما يكون أيضا لكل مخلص ومتفان في عمله.

 

نسأل الله العلي القدير أن يمن على  هذا الشهم الأصيل حسان الصمادي  بالصحة والعافية وأن يبقيه الذخر والسند لمعشوقته قلعة العز والكرامة قلعة عجلون التاريخية .

 

بقلم/ منذر محمد الزغول

عضو مجلس محافظة عجلون

التعليقات

  1. دكتور موسى الصمادي يقول

    نعم مثله يستحق التكريم

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة