عبين عبلين… حملة وقائية متكاملة لحماية الأطفال من المكورات الرئوية وتعزيز الوعي الصحي المجتمعي
خاص عبين عبلين – تقرير منيب عبدالله القضاه
مع أولى أشعة الشمس في صباح هذا الشهر، امتلأت قاعة مركز صحي عبين عبلين بأهالي الأطفال، الذين قدموا بدافع الحرص على صحة أبنائهم، حاملين أسئلة وشكوكًا وفضولًا حول أمراض قد تهدد مستقبل أطفالهم. لم يكن هذا التجمع مجرد اجتماع روتيني، بل كان مساحة تواصل مباشر بين المعرفة الطبية والخبرة المجتمعية، بين القلق الطبيعي للأهل وحلول الوقاية العلمية.
افتتحت الدكتورة ألاء المومني، رئيسة مركز صحي عبين عبلين، اللقاء بكلمة شددت فيها على أهمية الوقاية الصحية، قائلة: “الوقاية خير من العلاج. أي جهد يبذله المجتمع لتعزيز الوعي الصحي ينعكس مباشرة على صحة أطفالنا ومستقبلهم”. وأكدت أن سلسلة هذه المحاضرات تهدف إلى تزويد الأهالي بالمعلومات الدقيقة والعملية حول الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وتمكينهم من حماية أطفالهم بوعي ومسؤولية.
ولم يقتصر اللقاء على الكوادر الطبية فقط، بل كان للدكتورة هيفاء طيفور، عضو لجنة صحة مجتمع عبين عبلين ومديرة مدرسة متقاعدة، حضور محوري ومؤثر. إذ تلعب الدكتورة هيفاء دورًا كبيرًا في تصميم وتنفيذ برامج التوعية الصحية في المجتمع، مستفيدة من خبرتها التربوية والمجتمعية لتعزيز المشاركة المجتمعية. وشاركت الدكتورة هيفاء في اللقاء بتوجيه الأهالي نحو أهمية التعاون بين المدارس ومراكز الشباب والشابات ومراكز تحفيظ القرآن الكريم لضمان وصول الرسالة الوقائية إلى جميع الأطفال، مؤكدة أن نجاح أي حملة صحية يعتمد على تضافر جهود الأسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية والدينية.
تضمنت الفعالية محاضرات علمية قدمتها الممرضة القانونية والقابلة القانونية وطبيب المركز الصحي. ركزت الممرضة القانونية على تعريف المكورات الرئوية، الأمراض المرتبطة بها مثل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والتهابات الدم، وطرق انتقال العدوى عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس أو التلامس المباشر. وأكدت أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة وأن الالتزام بالجدول الوطني للتطعيمات هو الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية.
أما القابلة القانونية، فقد ركزت على صحة الأم والطفل خلال فترة الرضاعة، وأهمية تعزيز مناعة الطفل بالمطعوم للحد من خطر العدوى، مقدمة نصائح عملية حول النظافة الشخصية والتغذية السليمة، وتهيئة بيئة صحية للأطفال، موضحة أن الوقاية اليومية جزء لا يتجزأ من روتين الحياة.
وعرض طبيب المركز الصحي مميزات مطعوم المكورات الرئوية، موضحًا فوائده في الحد من المضاعفات وتقليل الحاجة لزيارة المستشفيات، ومطمئنًا الأهالي بأن أي آثار جانبية عادة ما تكون طفيفة ومؤقتة. كما خصص وقتًا للإجابة على جميع استفسارات الأهالي حول أمان المطعوم وتوقيت الجرعات وطرق الوقاية اليومية، مما عزز من وعي الأهالي وأكد على ضرورة الالتزام بالوقاية والمتابعة المنتظمة للتطعيمات.
وشهد اللقاء تفاعلًا كبيرًا من الحضور، الذين طرحوا أسئلة حول توقيت الجرعات وأمان المطعوم وأعراض الأمراض المرتبطة بالمكورات الرئوية، فيما وزعت اللجنة مطويات وكتيبات توعوية لتكون مرجعًا دائمًا للأهالي وتعزز وصول المعلومة بشكل مستمر. كما شددت اللجنة على غسل اليدين بانتظام، تجنب الأماكن المزدحمة، مراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض، والحفاظ على بيئة صحية للأطفال.
وأكدت الدكتورة ألاء المومني أن برنامج المحاضرات والتوعية مستمر على مدار الأسبوعين القادمين، وسيشمل المدارس ومراكز الشباب والشابات ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، في إطار خطة شاملة تهدف إلى توسيع دائرة التأثير والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال والأهالي. وأشارت إلى الدور الكبير الذي تقوم به الدكتورة هيفاء طيفور في قيادة وتنسيق هذه المبادرة، مؤكدة أن جهودها أسهمت في تنظيم الحملات بشكل يضمن وصول الرسالة الوقائية بشكل فعال وواسع.
وأضافت المومني أن نجاح هذه المبادرات يعكس الالتزام المجتمعي المشترك نحو مستقبل صحي أفضل للأطفال في عبين عبلين، وأن الاستثمار في الصحة الوقائية هو استثمار مباشر في مستقبل المجتمع. وأكدت أن كل جهد يبذله الأهالي أو الكوادر الصحية يبني مجتمعًا أقوى وأكثر وعيًا، وأن مثل هذه الحملات تعكس قدرة المجتمع على مواجهة التحديات الصحية بالمعرفة والوقاية وليس بالاعتماد على العلاج فقط.
بين قاعات المحاضرات وتجارب الأهالي، بدا واضحًا أن عبين عبلين مجتمع واعٍ يدرك أهمية الصحة الوقائية، وأن المبادرات التي تقودها لجنة صحة مجتمع عبين عبلين بقيادة الزميل وصفي المومني رئيس لجنة صحة مجتمع عبين عبلين واعضاء اللجنة ومشاركة الكوادر الصحية، ليست مجرد نشاط توعوي عابر، بل مشروع متكامل لبناء مجتمع صحي قادر على حماية أطفاله من الأمراض والتمتع بحياة أكثر أمانًا
#لجنة_صحة_مجتمع_عبين_وعبلين