عجلون: آلاف الأشجار المعمرة.. ودعوات لاستثمارها سياحيا

– يرى عجلونيون أن وجود آلاف الأشجار المعمرة من الزيتون الرومي في المحافظة يعد ثروة وطنية تستحق من الجهات المعنية توفير الدعم لأصحابها لرعايتها وحمايتها من الجفاف، واستثمارها سياحيا وذلك بوضعها على الخريطة السياحية، باعتبارها تاريخا يحكي قصص الأجداد عبر مئات وآلاف السنين.

وسلطت “مبادرة تطوعية” انطلقت الأسبوع الماضي الضوء على المئات من تلك الاشجار المنتشرة بمواقع مختلفة من المحافظة، حيث ارشفت لها عبر التقاط الصور والاستماع من مختصين حول أعمارها الممتدة وأهميتها لسكان المنطقة ماضيا وحاضرا، موصية بأن يتم ادراجها على الخريطة السياحية للمحافظة، لاسيما وأن أعمارها تماثل أو ربما تزيد على اعمار الكثير من المواقع التاريخية والأثرية.

وجاء انطلاق مبادرة الأردن بعيون مصوري عجلون الخميس الماضي احتفالا بعيد الاستقلال ومئوية الدولة الأردنية حيث جابت “مسار الزيتون الرومي المعمر” المقترح في منطقتي الهاشمية والوهادنة الذي تزيد اعمار اشجار الزيتون الرومي فيه وفق خبراء على 2000 عام وذلك بالتشارك مع دارة عجلون للتراث والثقافة ومديرية ثقافة عجلون ومديرية سياحة عجلون.

وأكد منسق المبادرة منذر الزغول، أن الهدف من اطلاق المسار هو توثيق هذه الأشجار المعمرة وحمايتها ووضعها على الخريطة السياحية للمحافظة والاستفادة منها لتنشيط الحركة السياحية، مشيرا إلى أن فريق المبادرة ودارة عجلون للتراث والثقافة والشركاء يسعون إلى فتح وايجاد آفاق جديدة لتنويع المنتج السياحي في المحافظة إضافة لما هو موجود من مقومات نسبية.

وزاد أن الهدف الآخر من وراء إطلاق مسار الزيتون الرومي المعمر هو لتشجيع الأهالي وأصحاب مزارع الزيتون المعمر والجهات الرسمية المعنية لزيادة العناية فيها وتقديم أفضل خدمة ممكنة للحفاظ عليها وحمايتها من الإزالة بغرض البناء مكانها، لافتا الى أن هذه الأشجار تعتبر الأقدم على مستوى العالم وهي كنز حقيقي يجب الحفاظ عليه بشتى الطرق والسبل.

وأكد الزغول، أن فعاليات إطلاق مسار الزيتون الرومي ستتواصل في المحافظة من خلال زيارة وتوثيق الأشجار المعمرة في كافة مناطق المحافظة، إضافة الى إقامة برامج وفعاليات أخرى على هامش إطلاق المسار ومن أهمها إقامة يوم تراثي عجلوني خلال الايام القادمة بعد الحصول على الموافقات اللازمة، بحيث يتضمن إقامة معرض للأكلات والمنتجات الشعبية والحرف اليدوية العجلونية في ساحة مديرية سياحة عجلون.

وبين أن الفريق قام بزيارة هذه الأشجار المباركة المعمرة والتقاط صور ولقطات فيديو وتوثيقها من خلال تقارير إخبارية سيتم نشرها عبر مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول عضو فريق المبادرة الزميل علي القضاة، إن تلك الغراس التي نقش حفيراتها الأجداد بأهداب عيونهم، ورووها بعرقهم، ما تزال تقف تيجانا وأكاليل على أكتاف عجلون وربواتها، متحدية كل العواتي، لتحكي للأحفاد قصصهم في الكفاح من أجل لقمة العيش، وتبث في أرجائها رائحتهم الزكية وعبق التاريخ الموغل في القدم، ولتبقى تمنحهم كل عام حبات الخير والبركة، وكأن لسان حالها يقول: هي الدنيا ” زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون”.

وزاد أن تلك الأشجار المرابطة أصبحت تئن وتستغيث من وطأة زحف عمراني وجور أحفاد من غرسوها فسيلة، لكن من دون مجيب، فغدت الصامدات الباقيات منها تذرف دموعا وهي ترى شقيقاتها تتهاوى بوحوش آلات لا ترحم، ليغرسوا مكانها قصورا وبيوتا من الصخور صماء، ما يستدعي اجراءات حازمة لحمايتها ودعما كافيا لرعايتها، وإدراجها على الخريطة السياحية للمحافظة باعتبار أعمارها تماثل تاريخ كثير من المواقع الأثرية والتاريخية وارتبطت بوجودها.

ويرى الباحث محمود الشريدة من بلدة الوهادنة، أن عمر هذه الأشجار يصل الى حوالي 2000 عام، مشيراً إلى أن زيتون الوهادنة يشبه كثيرا زيتون منطقة الميسر في الهاشمية وقد يكون زرع بنفس الفترة التاريخية التي زرع فيها زيتون الوهادنة.

وبين أن الآباء والأجداد كانوا يملأون سيقانها بالتراب والحجارة للحفاظ عليها من أشعة الشمس ومن التلف، ما ساهم في الحفاظ على هذه الأشجار التاريخية من أي أذى ولفترات طويلة.

وأشار إلى أن أشجار الزيتون الرومي، تنتشر بكثرة في مناطق كفرنجة وعنجرة والوهادنة وحلاوة والهاشمية وتعتبر مصدر رزق للكثير من الاسر حيث توفر لهم مؤونتهم من الزيت والزيتون، وبيع الفائض منها لسد احتياجاتهم.

كما أكد مدير ثقافة عجلون سامر الفريحات أن ثقافة عجلون ستقدم كل أشكال الدعم والمساندة للجهات القائمة على مثل هذه المبادرات للحفاظ على هذا الكنز والإرث التاريخي الكبير، الذي تتميز فيه محافظة عجلون عن غيرها من المحافظات الأردنية، معربا عن شكره وتقديره للجهات القائمة على هذا المسار الذي سيشكل علامة بارزه في تنشيط السياحة في المحافظة.

وأعرب مدير سياحة المحافظة محمد الديك، عن تقدير واعتزاز المديرية بأي افكار ومبادرات من شأنها دعم القطاع السياحي في المحافظة، مشيدا بهذه الفكرة التي من شأنها استثمار الزيتون الرومي في الترويج السياحي، ودعم المبادرة.

ويقول رئيس قسم الحراج في مديرية زراعة المحافظة المهندس حاتم فريحات، إن أشجار الزيتون التاريخية تمثل قيمة وطنية وتراثا حضاريا يجب المحافظة عليه، لاهتمام وزارة الزراعة وتعاونها مع المزارعين للحفاظ على هذا النوع من الأشجار ذات القيمة العالية، لافتا إلى أن قوانين وتعليمات الوزارة تمنع إزالة مثل هذه الأشجار لأهميتها إلا ضمن ظروف خاصة .

وأوصى عدد ممن حضروا جانبا من فاعليات المبادرة، رئيس جامعة عجلون الوطنية الأستاذ الدكتور محمود الروسان ونائبه الأستاذ الدكتور علي الزعبي، ورئيس مجلس المحافظة عمر المومني وعدد من مديري الدوائر الرسمية على ضرورة توفير أفضل وأنجع السبل للحفاظ على هذه الثروة الوطنية الكبيرة، وخاصة في مجال وضعها على الخريطة السياحية للمحافظة وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لأصحاب مزارع هذه الأشجار للحفاظ عليها.

 

الغد / عامر الخطاطبه

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة