عجلون أمام تحدي الحفاظ على زخم الحركة السياحية خلال الشتاء

يؤكد مهتمون بالشأن السياحي وأصحاب مشاريع سياحية في محافظة عجلون، أن استمرار البرامج السياحية وقدوم الوفود الأجنبية والعربية خلال فصل الشتاء للمحافظة، أصبح ضروريا للمحافظة على جزء من زخمه، في سبيل ديمومة عمل المشاريع القائمة، وضمان عدم دخولها في سبات طيلة الشتاء.

ويرى هؤلاء أن هناك مؤشرات جيدة على استمرار قدوم أعداد جيدة من الزوار خلال هذا الشهر، ما يستدعي مزيدا من الدعم، عن طريق وضع خطط تجعل من المحافظة مقصدا للزوار طيلة الشتاء، عبر توفير البنى المناسبة، وتأهيل المشاريع بما يتلاءم وهذا النوع من السياحة.
حول ذلك، يقول الناشط والعامل في المجال السياحي أحمد عبابنة “يوجد في عجلون مشاريع سياحية، كالأكواخ، فهي أصبحت غير موسمية، وتصلح للإقامة فيها طيلة أشهر السنة”، مؤكدا “أن الإقامة فيها خلال الشتاء وهطول الأمطار، يعد تجربة فريدة ومميزة، فهي مزودة بإطلالات مميزة وتدفئة جيدة، وتتميز بخصوصية، تسمح بممارسة التأمل والشواء خلال الأجواء الماطرة”.
وأضاف “أن أعداد السياح والوفود القادمة للمواقع الأثرية والمشاريع السياحية خلال هذه الأوقات، باتت تبشر بانتعاش السياحة الشتوية التي ستنعكس آثارها على عشرات المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة في المحافظة، ما يضمن لها دخولا جيدة، تستطيع من خلالها الإبقاء على العاملين فيها، وتوفر مردودا معقولا لأصحابها”.
وبحسب الناشط هاشم جميل القضاة، فإنه “رغم الأجواء الباردة هذه الأوقات، إلا أن المحافظة ما تزال تشهد حركة سياحية طبيعية للاستمتاع بالطبيعة الخلابة من خلال التجوال بين الغابات والمسارات السياحية التي تتبع لوزارة السياحة أو مسارات محمية غابات عجلون التي باتت تشكل نقطة فارقة في عجلون نظرا لطبيعة هذه المسارات السياحية البيئية والطبيعية والثقافية”.
ودعا إلى “ضرورة مراجعة جميع الخطط التي تعنى بالسياحة في المحافظة والتي تشهد نقلة نوعية بوجود التلفريك والمشاريع الواردة ضمن المخطط الشمولي وما يتم تنفيذه حاليا من مشاريع من قبل مؤسسة المناطق التنموية”.
الاهتمام بأنماط السياحة
ويرى الناشط الدكتور علي المومني “أن الاهتمام بأنماط السياحة في محافظة عجلون، ينبغي أن تصاحبه إجراءات واستعدادات من شأنها ضمان ديمومة الحركة السياحية خلال فصل الشتاء الذي يمتد لأكثر من أربعة أشهر، وبالتالي عدم توقف أو تراجع أداء عشرات المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة”.
وأكد المومني “أن تأهيل المشاريع لتكون قادرة على استقبال السياح خلال الشتاء، وتوفير أنماط سياحية وخدمات المبيت، وإيجاد برامج وجولات سياحية تتناسب وطبيعة المحافظة وظروف الشتاء، كلها أمور تحتاج إلى دعم وتوجيه رسمي لأصحاب المشاريع، والاستفادة من تجارب دول أخرى في هذا المجال”.
ومن وجهة نظر المستثمر في المجال السياحي، مالك الصمادي، فإنه “رغم دخول فصل الشتاء، ما تزال مشاريع سياحية صغيرة ومتوسطة في محافظة عجلون تستقطب الزوار، لا لمجرد المكوث في ربوع المحافظة خلال ساعات النهار فقط، بل تشجيعهم على الإقامة والمبيت لأيام عدة، وذلك عبر توفير أنماط سياحية جديدة، تجمع بين السياحة الترفيهية والبيئية والأثرية، وخدمات المبيت المتميزة بين أحضان الطبيعة”.
وأكد “أن تنشيط السياحة بالمحافظة لتدر دخلا يستفيد منه المجتمع المحلي والدولة، يحتاج إلى توجيه ودعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة لضمان عملها طيلة العام، بما فيه فصل الشتاء، وذلك بالبحث عن جهات ممولة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لإفادة المجتمع المحلي”.
كما لفت الصمادي إلى “أهمية إقامة مشاريع كبرى سواء كانت للقطاع العام أو الخاص، عبر إنشاء فنادق درجة أولى، واستثمار منطقة سد كفرنجة لأغراض سياحية، ومضاعفة الدعم للمجتمع المحلي ضمن المسارات السياحية”.
ويقول صاحب مخيم راسون السياحي، زهير الشرع “إن مشروعه الذي بدأه قبل سنوات عدة، بات يحقق مردودا جيدا، ما مكنه من تطويره وإضافة أكواخ وخيام جديدة، ومرافق تصلح للسياحة الشتوية، والحفاظ على العاملين فيه على مدار العام”، مؤكدا “أن محافظة عجلون، ورغم الظروف الإقليمية، ما تزال تشهد إقبالا جيدا في أعداد السياح، ما ينعكس إيجابا على جميع أنواع المشاريع السياحية، لا سيما التي تقدم خدمات المبيت التي ارتفعت نسب إشغالها في العطل والأعياد خلال العام الحالي، خصوصا المشاريع الصغيرة والمتوسطة”.
وأشار إلى “أن المناطق السياحية والأثرية والطرق المؤدية للمشاريع السياحية ما تزال بحاجة إلى تطوير البنى التحتية المؤدية لها، الأمر الذي من شأنه أن يشجع أصحاب المشاريع على تأهيلها بما يتناسب والسياحة الشتوية”.
تعزيز البنية التحتية
من جهته، يقول المدير الإداري بمحمية عجلون عدي القضاة “إن محمية غابات عجلون تعد من أنجح الاستثمارات البيئية والسياحية في المحافظة، لما وفرته من بيئة جاذبة للسياحة والإقامة بها طيلة أشهر السنة، وقيمة اقتصادية أفادت المجتمع المحلي عبر تشغيل أبنائه بمرافقها المختلفة”.
وقال رئيس لجنة مجلس المحافظة عجلون المهندس معاوية عناب “إن الحركة السياحية التي تشهدها المحافظة تعكس الجهود المتواصلة في تعزيز البنية التحتية السياحية وتنفيذ المشاريع الداعمة لمسارات السياحة البيئية والتراثية”، مشيرا إلى “أن مجلس المحافظة يضع أهمية خاصة لتنشيط السياحة الشتوية، وللمشاريع التي تخدم القطاع السياحي لتنشيط الاقتصاد المحلي سواء من خلال دعم المجتمعات المحلية لتنفيذ مشاريع صغيرة أو متوسطة أو من خلال تطوير الخدمات الأساسية في المواقع السياحية”.
كما لفت إلى “الارتفاع المستمر في أعداد الزوار للمحافظة والتي كان وجود التلفريك من أهم أسبابها، يشكل حافزا لتسريع تنفيذ خطط المجلس في مجال تحسين الطرق وتطوير الخدمات العامة وتوسعة نطاق التجارب السياحية الريفية التي تبرز وتؤكد هوية عجلون الطبيعية والتراثية والبيئية والثقافية والتاريخية”.
وشدد عناب على “أهمية التعاون بين مختلف الجهات الرسمية والمجتمعات المحلية، فهو ركيزة أساسية لنجاح الجهود المبذولة في تعزيز حضور المحافظة على خريطة السياحة الأردنية”.
إلى ذلك، بين رئيس مجلس إدارة المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والتنموية، صخر العجلوني، أن تلفريك عجلون تجاوز حاجز مليون زائر منذ انطلاقه، مشيرا إلى أنه ومع دخول الشتاء، فقد تم استقبال فريق من شركة Doppelmayr العالمية المصنعة والمشرفة على صيانة منظومة التلفريك، وذلك ضمن برنامج الصيانة المنتظمة التي تجرى مرات عدة خلال العام لضمان استدامة التشغيل. وأضاف أن هذا الرقم يعكس الثقة المتنامية بالمشروع والدور السياحي الحيوي الذي يؤديه في تعزيز الحركة السياحية في محافظة عجلون، مؤكدا أن هذا الإنجاز لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة جهود كبيرة في التشغيل والصيانة والتطوير، إلى جانب ما تتميز به عجلون من طبيعة خلابة تجعل التجربة أكثر جذبا وتميزا، لا سيما أن التلفريك يعد مشروعا سياحيا حيويا يخدم الزوار المحليين والعرب والأجانب، “ونحن مستمرون في العمل لتقديم أفضل الخدمات للزوار”.
وأكد العجلوني أن هناك خططا تطويرية مستمرة لتعزيز البنية التشغيلية وتحسين الخدمات في منطقة عجلون التنموية، مشددا على أن الصيانة والتدريب ليسا خطوتين موسميتين، بل سياسة تشغيلية مستدامة تهدف إلى رفع جودة التجربة السياحية عاما بعد آخر.
استمرار الأفواج السياحية
بدوره، أكد مدير سياحة المحافظة فراس الخطاطبة، أن محافظة عجلون ما تزال تشهد في هذه الأوقات، ومع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار، قدوم أعداد جيدة من الأفواج السياحية والزوار، ما ينبغي استثماره من قبل أصحاب المشاريع السياحية، وذلك بتأهيلها للسياحة الشتوية، لافتا إلى أن المحافظة تمتاز بطبيعتها السياحية الخلابة، إضافة إلى التنوع الموجود في المحافظة من أماكن سياحية وأثرية ودينية، فضلا عن الانتشار الكثيف للغابات ووجود المطاعم والمنتجعات السياحية والمخيمات المميزة في المحافظة، ما يسهم بتسويق المحافظة سياحيا، لتصبح الوجهة المفضلة لكثير من الأردنيين والعرب والأجانب للإقامة والتنزه والاستجمام وقضاء أوقات هادئة في أحضان الطبيعة.
وأضاف أن المحافظة بدأت تنجح بالقدرة على توفير خدمات المبيت للزوار رغم افتقارها لفنادق الدرجة الأولى، وذلك لوجود المطاعم والمنتجعات السياحية والمخيمات والشاليهات المميزة، ما أصبح يسهم بتسويق المحافظة سياحيا، حتى غدت الوجهة المفضلة لكثير من الأردنيين والعرب والأجانب للتنزه والاستجمام وقضاء أيام هادئة عدة في أحضان الطبيعة.
وقال الخطاطبة إن هذا النجاح بالتحول بالمحافظة لتكون مقرا لا مجرد ممر، يعد تجربة ينبغي الاستفادة منها وتعزيزها خلال فصل الشتاء، لافتا إلى ما حققته تلك المشاريع المتوسطة من نجاحات، كأكواخ محمية عجلون، وأماكن النزل والمخيمات والاستراحات والشاليهات السياحية التي توفر جميعها خدمات المبيت والترفيه بأسعار مناسبة، وحتى خلال فصل الشتاء.
وأكد أن تلك المشاريع الصغيرة والمتوسطة أصبحت تحقق نسب إشغال جيدة خلال الموسم السياحي الذي تكون ذروته خلال فصلي الربيع والصيف، بحيث تصل في نهاية الأسبوع وأيام العطل والأعياد إلى نسبة حجوزات 100 بالمائة، ما بات يدر دخلا جيدا لأصحاب تلك المشاريع، ويضمن ديمومة عملها وقدرتها على تشغيل الشباب.

 

 عامر خطاطبة/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة