عجلون.. أوضاع الطرق تحد يتجدد أمام الجهات المعنية كل شتاء

عجلون– يرى مواطنون أن العديد من المواقع والطرق في محافظة عجلون، تحتاج بشكل دوري إلى معالجة المواقع الخطرة والبؤر الساخنة، وما قد ينجم عنها من مخاطر، ما يستدعي من الجهات المعنية وضعها في الحسبان في إطار استعداداتها للشتاء، وتشكيل لجان فنية وفرق لتحديدها ومعالجتها.
وأوضحوا أن بعض الطرق تحتاج إلى إصلاح قنوات تصريف الأمطار وتزويدها بأغطية، وإزالة الصخور المهددة بالسقوط مع تساقط الأمطار، وبعض أغصان الأشجار التي تحجب الرؤية وتتشابك مع أسلاك الكهرباء، وإزالة أعمدة كهرباء من وسط الطرق، ومنع المقالع الحجرية من ترك الحفريات العميقة دون إعادة تأهيل، كونها تهدد السلامة العامة.
ويقول الناشط سمير الصمادي إنه ومع دخول الشتاء، فإن مشكلة الانهيارات الترابية تتزايد جراء الانحدارات الشديدة في المحافظة وطبيعتها الطبوغرافية، وقد تؤدي إلى وقوع حوادث خطرة تتضرر جراءها مصالح المواطنين وطرقاتهم وأرواحهم، ما يستدعي تحديد هذه المواقع ومعالجتها مسبقا.
وأكد أهمية توفير المخصصات الإضافية لمعالجة الكثير من المواقع الخطرة الواقعة على مناطق منحدرة، وما يستجد منها، إذ تشكل تحديا يتكرر كل شتاء، لا سيما خلال الهطولات المطرية الغزيرة التي تكشف عيوب البنى التحتية أو عدم كفايتها والحاجة إلى تحديثها وصيانتها باستمرار، مشيرا إلى فيضان قنوات تصريف مياه الأمطار لعدم قدرتها على استيعاب كميات الأمطار الهاطلة، وارتفاع منسوب المياه على الطرق إلى حدود يتعذر معها مرور المركبات والمشاة، وحدوث انهيارات ترابية وانهدام الأسوار والسلاسل الحجرية، ومداهمة المياه لبعض المنازل، وتضرر مزارع وكروم مجاورة جراء فيضان الأودية دائمة الجريان.
وطالب المواطن عيسى الخطاطبة بإنشاء قنوات تصريف مياه الأمطار وصيانة المتوافر منها على نحو دائم، وإنشاء جدران استنادية في كثير من المواقع المعرضة للانهيار، وتشديد الرقابة لمنع طرح الأنقاض على جوانب الطرق.
وأضاف أن شدة ميل بعض الطرق تحتاج إلى إعادة إنشاء قنوات تصريف مياه الأمطار لتكون أكثر فاعلية وقادرة على استيعاب كميات الأمطار والسيول التي تتسبب بإتلاف الطرق وحدوث الانهيارات.
أما المواطن سيف فريحات، فطالب بإيجاد حلول واتخاذ إجراءات فاعلة لمعالجة مواقع تفتقر إلى وسائل السلامة المرورية من حواجز معدنية أو إسمنتية وعواكس ليلية، وإزالة أعمدة كهرباء تتواجد في منتصف بعض الطرق داخل القرى، ووجود مناطق لتجمع المياه على شكل برك، وافتقار بعض قنوات تصريف مياه الأمطار والمناهل لأغطية أو وضعها بشكل غير مناسب.
ضيق كثير من الطرق
وأكد أهمية هذه المطالب، خصوصا مع تزايد أعداد الزوار المحليين والعرب والأجانب لمختلف مناطق المحافظة، والذين لا يكون لهم سابق معرفة بطبيعة هذه الطرق وخطورتها، إضافة إلى ضيق كثير من الطرق المصنفة بالقروية والزراعية التي تسلكها مركبات المتنزهين.
ودعا يوسف المومني إلى إيجاد حل جذري لتجمع المياه على الطريق الرئيس في منطقة الإشارة في عبين، مؤكدا أنه في حال الأمطار الغزيرة والمتواصلة فإنها تتسبب بإغلاق الطريق جراء ارتفاع منسوب المياه رغم وجود ماتورات شفط.
ويقول ماهر عريقات: إن العديد من الطرق في محافظة عجلون ما تزال موحشة أثناء المسير بها ليلا، لافتقارها للإنارة والعواكس الليلية، مشيرا إلى أن الخطر يتزايد في حال وجود عوائق في الطريق كالأشجار والأعمدة أو مرورها بمناطق سحيقة وشديدة الانحدار، داعيا إلى إزالة أغصان الأشجار التي تتشابك مع أسلاك الكهرباء وتحجب الرؤية أمام السائقين.
من جهته، أكد رئيس لجنة مجلس المحافظة المهندس معاوية عنانبة حاجة العديد من الطرق في المحافظة لتعزيز وسائل السلامة المرورية، خصوصا مع طبيعة المحافظة ذات الانحدارات الشديدة، مبينا أنه سيتم مراعاة هذه المشكلة عند إقرار الموازنات، في حين دعا إلى ضرورة تعزيز الجهود التشاركية ما بين المجلس وكافة الجهات المعنية لتحقيق العمل والإنجاز الذي يصب في خدمة المصلحة العامة.
وأقر بأن طبوغرافية عجلون الصعبة تتطلب تكثيف الجهود من أجل تسيير حركة المواطنين ومتابعة الملاحظات والشكاوى، والتي من أبرزها تجمع الأمطار على مثلث عبين الذي يشكل بؤرة ساخنة كونه يتسبب بإغلاق الطريق حال ارتفاع منسوب المياه ويعرقل حركة السير، مبينا أن مديرية أشغال عجلون أنشأت محطة على مثلث عبين لرفع المياه، كما أن هناك خططا مستقبلية تدرس في الوقت الحالي لمعالجة هذه المشكلة بشكل جذري.
وكان متصرف لواء كفرنجة بكر الكعابنة قد اتخذ مؤخرا إجراءات إدارية وقانونية بحق أصحاب 3 مقالع غير مرخصة تعمل بصورة مخالفة، وذلك في أعقاب شكاوى مواطنين متكررة بشأن المقالع الحجرية في منطقة كفرنجة بمحافظة عجلون التي تعمل دون ترخيص، وأخرى مرخصة تترك دون إعادة تأهيل، وما ينتج عنها من تخريب الطرق من قبل القلابات، وانتشار الأتربة والغبار بشكل كثيف، وما يسببه ذلك من إزعاج وأضرار بيئية للمواطنين.
تنسيق وتكامل في العمل
ومؤخرا، اطلع مجلس تنفيذي المحافظة على استعدادات البلديات والدوائر ذات العلاقة لفصل الشتاء من خلال استعراض الخطط التي تم وضعها من قبلهم.
وأكد محافظ عجلون نايف الهدايات، أهمية الاستعداد لفصل الشتاء ورفع الجهوزية بفتح وتجهيز غرف العمليات والتنسيق مع غرفة العمليات الرئيسة لتمرير أي معلومة، مؤكدا أهمية التنسيق والتكامل في العمل بين جميع القطاعات وضرورة تفقد مراكز الإيواء في المحافظة للوقوف على استعداداتها وتجهيزها سواء كانت في المدارس أو معسكر الحسين أو المساجد.
من جهتها، قالت مدير مكتب شركة الكهرباء المهندسة دينا شحرور إنه وبالتنسيق مع الزراعة فقد تم إزالة أغصان الأشجار التي تتعارض مع الشبكة الكهربائية في عديد من المناطق، مبينة أن فرق المكتب على جاهزية كبيرة لمواجهة أي طارئ.
وأشارت مديرة الأشغال المهندسة رحاب العتوم إلى جهود المديرية وخطتها لفصل الشتاء، مبينة أنه تم فتح جميع العبارات ومجاري الأودية ضمن اختصاص المديرية بنسبة %100 واستئجار 22 آلية إضافة إلى ما هو موجود من آليات لدى المديرية وإجراء أعمال الصيانة اللازمة لها.
وقال رئيس لجنة بلدية عجلون الكبرى المهندس محمد البشابشة إن كوادر البلدية قامت على مدار الشهر الحالي بحملات مستمرة في مناطق البلدية الخمسة بإزالة الطمم وأي مخلفات في سعة الشوارع وفتح العبارات ومناهل ومقاطع تصريف مياه الأمطار في الشوارع ومعالجة البؤر الساخنة.
وبحسب رئيس لجنة بلدية الشفا المهندسة باسمة العموش، فإن العمل جار في مناطق البلدية وهي الهاشمية وحلاوة والوهادنة ودير الصمادي لمعالجة كافة البؤر الساخنة وفتح قنوات وعبارات تصريف مياه الأمطار والتوسع في خدمات النظافة بصورة تظهر جمال المناطق التابعة لها.
وأكد رئيس لجنة بلدية الجنيد الدكتور أحمد قوقزة، أن العمل مستمر يوميا بصورة مكثفة بإزالة المخلفات من الأحياء والشوارع وتنظيف مقاطع تصريف مياه الأمطار وكذلك العبارات، لافتا إلى جهود كوادر مجلس الخدمات المشتركة في كافة المناطق، مبينا أن البلدية تعمل على إعادة تأهيل منطقة البيادر لضمان تسريب آمن لتجمعات مياه الأمطار في المواقع وبناء جدران حجرية لحماية الشارع المحاذي من الانهيار.
إلى ذلك، تابع رئيس لجنة بلدية كفرنجة إسماعيل العرود خلال جولة ميدانية في منطقة كفرنجة قنوات وعبارات تصريف مياه الأمطار في مختلف أنحاء مدينة كفرنجة، واطلع على واقع البنية التحتية لضمان جاهزيتها خلال فصل الشتاء.

