عجلون: اختناقات مرورية تتفاقم في العطل والأعياد.. ولا حلول مجدية

عجلون – في حالة متكررة خلال مواسم العطل والأعياد، باتت الاختناقات المرورية في محافظة عجلون تؤرق السكان، وربما تتسبب في نفور الزوار الذين بدأت أعدادهم بالتزايد بشكل لافت، ما يستدعي، وفق ناشطين، إيجاد حلول جذرية وفاعلة لهذه المشكلة.
ويقول سكان وناشطون إن وسط ومداخل ومخارج المدن، كعجلون وعنجرة وكفرنجة وغيرها، هي أكثر ما تتأثر بوجود آلاف المركبات القادمة للمحافظة للسياحة والتنزه، إضافة إلى الطرق المؤدية للمشاريع السياحية والمواقع الأثرية، مؤكدين أن الحل الأمثل يكمن في إيجاد طرق دائرية.
ووفق الناشط مهند الصمادي، فإن زوار محافظة عجلون وسكانها يعانون من مشاكل في الاختناقات المرورية، خصوصا وسط المدن وفي المناطق السياحية والقرى القريبة من المحافظة، مبينا أن هذه الاختناقات تتسبب في صعوبة التنقل داخل المحافظة وخارجها، ما يؤثر على تجربة السياح ويشكل تحديا للسكان المحليين.
وبين أن عوامل عدة تتسبب في هذه الاختناقات، مثل زيادة عدد الزوار خلال مواسم السياحة، وتوفر المواقع السياحية المتعددة مثل قلعة عجلون، محمية عجلون الطبيعية، وادي الطواحين وشلالات زقيق، بالإضافة إلى ارتفاع عدد السكان في المحافظة وتوسع العمران، لافتا إلى أن المناطق الأكثر تضررا هي المدخل الرئيسي للمحافظة، والطرق المؤدية إلى المواقع السياحية الشهيرة، مثل الطريق المؤدي إلى قلعة عجلون ومدينة عجلون.
إيجاد طرق دائرية في المحافظة
ويقول المواطن أحمد القضاة، إن الحلول المقترحة تشمل إيجاد طرق دائرية في المحافظة، وتحسين البنية التحتية للطرق وتوسعتها، وتوفير مواقف سيارات كافية، وتنظيم حركة المرور، وتوفير وسائل مواصلات عامة فعالة، وتقديم معلومات دقيقة عن حركة المرور للزوار.
أما المواطن وصفي الزغول، فيقول إنه ومع بدء رصد أرقام كبيرة في أعداد المتنزهين والزوار والوفود السياحية التي تقصد المواقع الأثرية والسياحية الترفيهية في محافظة عجلون خلال العطل ونهاية الأسبوع، بات ملاحظا للجميع أن هذه الأعداد المتزايدة لا يمكن لواقع الطرق الحالي استيعابها، لا سيما أثناء المرور بمدنها وقراها، من دون حدوث اختناقات مرورية تسبب الإزعاج للسكان، وقد تكون منفرة للزوار، ما يستدعي البحث عن حلول جذرية، وعلى رأسها إحياء فكرة الطريق الدائري.
وأضاف أن هذه الأعداد غير المسبوقة، التي قدرتها الجهات المعنية بما يزيد على 150 ألف زائر خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتتضاعف خلال الأعياد، توزعت في مختلف أرجاء المحافظة، بحيث تملأ المركبات والحافلات الطرق كافة المؤدية للمواقع السياحية والأثرية، وتستمر حتى ساعات المساء، محدثة في مواقع عديدة ازدحامات مرورية، رغم جهود رجال السير لتنظيمها.
من جهته، يقول عضو مجلس المحافظة منذر الزغول “إن الحركة السياحية النشطة التي بدأت تشهدها محافظة عجلون، لا سيما بعد تشغيل التلفريك، أصبحت لافتة جدا وتتضاعف يوما بعد آخر”، مؤكدا أن هذا الإقبال الكبير جدا على زيارة المحافظة والأماكن السياحية فيها يحتم علينا البحث بشكل جدي عن الحلول المناسبة للقضايا والمعوقات التي تواجه القطاع السياحي في المحافظة، خصوصا في مجال تجويد الطرق، لتشجيع السياح على زيارتها مرة أخرى.
وأضاف الزغول، أن دراسة ميدانية رصدت 20 موقعا من مواقع التنزه وسط الغابات، بحيث سيتم تزويدها بالخدمات كافة، وعلى رأس ذلك الوحدات الصحية والحاويات وتوزيع البروشورات التوعوية، وتنظيم حملات نظافة مستمرة، إضافة إلى أنه من الممكن تخصيص عدد من عمال النظافة للغابات وأماكن التنزه.
وبينت الدراسة أن أهم المعوقات التي تم رصدها تتعلق بحدوث الأزمة المرورية الخانقة التي شهدتها مدينة عجلون وبعض الأماكن السياحية الأخرى، وخاصة فيما يتعلق بالشارع المؤدي من وسط مدينة عجلون إلى القلعة ومدخل القلعة والطريق المؤدي لمحطة التلفريك رقم (2)، واصطفاف زوار التلفريك في طوابير من دون وجود أي مظلات تحميهم من أشعة الشمس، كما أن الكثير من الطرق المؤدية للمواقع السياحية في المحافظة ما تزال بحاجة ماسة جدا إلى إعادة تأهيل، وخاصة في مناطق الصفا وراجب وحلاوة وكفرنجة والشفا والعيون والكثير من المواقع الأخرى.
يذكر أن توصيات ودراسات عدة لفعاليات مجتمعية في مدينة عجلون اقترحت حلولا لتخفيف أزمة وسط عجلون، وتمثلت في عمل طرق بديلة، لا سيما الطريق الدائري، ونقل بعض الدوائر الحكومية، كدائرة الأراضي والأحوال المدنية، التي تشهد باستمرار حركة كثيفة إلى مناطق أخرى في عجلون بعيدة عن وسط المدينة، إضافة إلى فتح صرافات آلية للبنوك في مناطق المحافظة كافة، وجعل شارع القلعة من وسط عجلون إلى مبنى مديرية الصحة باتجاه واحد، وإيجاد المكان المناسب لأصحاب البسطات ومركبات الخضار.
ودعا رئيس غرفة تجارة عجلون، عرب الصمادي، الجهات المعنية، إلى توفير المخصصات الرأسمالية الكافية لإحياء الطريق الملوكي والطريق الدائري، خصوصا أن القطاع السياحي في المحافظة بدأ يشهد نموا متزايدا مع تشغيل مشروع التلفريك، واستكمال المشاريع الأخرى المرافقة له، مطالبا بإيجاد الحلول المناسبة لقضايا البنية التحتية في المحافظة، وخاصة في مجال تحسين مداخل المحافظة، وإعادة إحياء الوعود الحكومية السابقة بعمل الطريق الدائري، في حين أكد أن المستثمرين وأصحاب المشاريع القائمة يطالبون بضرورة تحسين الطرق.
ويؤكد مدير سياحة عجلون، فراس الخطاطبة، أن المحافظة أصبحت وجهة للسياح والمتنزهين المحليين والعرب والأجانب، خاصة أنها تتمتع بالعديد من المواقع الأثرية والسياحية المهمة، كقلعة عجلون ومار إلياس ومحمية غابات عجلون والأودية والينابيع والغابات دائمة الخضرة، إضافة إلى السياحة الترفيهية في تلفريك عجلون والمحمية، متوقعا زيادة كبيرة في أعداد الزوار، ما يستدعي الاستمرار في تحديث وتطوير البنى التحتية وإيجاد طرق جديدة.
تضاعف أعداد المركبات والحافلات
من جهته، أقر رئيس مجلس المحافظة، عمر المومني، أن سكان المحافظة بدأوا بملاحظة تضاعف أعداد المركبات والحافلات السالكة وسط مدينة عجلون باتجاه التلفريك، مبينا أن وسط المدينة يشهد اختناقات مرورية في أوقات عديدة، وأن إنشاء الطريق الدائري مطلب تكرر عرضه لأكثر من مرة خلال السنوات الماضية أمام المسؤولين نظرا لأهميته، إلا أنه لم يتخذ أي إجراء حتى الآن، بحجة أن إنجاز طريق بحجم الطريق الدائري أو الملوكي يحتاج إلى دراسات فنية متأنية وتوفير مخصصات رأسمالية كافية لا يمكن أن تتاح من مخصصات مجلس المحافظة.
وأكد أن المجلس يعطي أولوية للمناطق التي يرتادها السياح من حيث توفير المخصصات الكافية لتجويد الطرق وعموم البنى التحتية، مشيرا إلى أن المجلس يسعى دائما لبحث احتياجات المحافظة والتركيز على المشاريع المهمة والضرورية والملحة منها، وهو يولي قطاع الأشغال العامة أهمية خاصة، ويتضح من خلال استحواذها على المخصصات الكبرى من بين مختلف القطاعات في كل عام.
وأضاف المومني “أن الطريق الدائري يعد من المشاريع الحيوية، إلا أنه يحتاج إلى مخصصات مالية مرتفعة، حيث إن موازنة المجلس لا تكفي لذلك”، لافتا إلى دور المجلس في التعاون مع منظمات وجهات دولية مانحة لتنفيذ مشاريع كبرى من شأنها أن تسهم في دفع عجلة التنمية والسياحة في المحافظة.
بدوره، قال رئيس بلدية عجلون، حمزة الزغول، إن البلدية تعي تماما حجم الزيادة في أعداد الزوار مع تشغيل التلفريك وقدوم الآلاف بشكل يومي، مقرا بأهمية توفير الدعم اللازم والمخصصات الرأسمالية لإنشاء الطريق الدائري، مؤكدا أن كوادر البلدية تعمل، باستمرار، وبالتعاون مع قسم السير في المحافظة وعلى مدار الساعة، على تنظيم عملية المرور، وخاصة وسط السوق التجاري، وضبط التجاوزات في سبيل تسهيل الحركة المرورية.