عجلون: الأمطار تمنح فقراء ربيعا يجنون خيراته

مع بدء تشكل البساط الأخضر في محافظة عجلون، جراء تحسن الموسم المطري، أخذت أسر فقيرة بالبحث عن نباتات برية، اعتادوا تناولها كطعام، وبيع الفائض منها لسد احتياجات أسرهم الأخرى.
ورفع توالي المنخفضات الجوية، المعدلات التراكمية إلى أكثر من النصف في أغلب مناطق المحافظة، بحيث تجاوزت الـ330 ملم، وهو ما يشكل أكثر من نصف المعدل التراكمي السنوي البالغ 600 ملم.
ويقول علي عليان، إن أسرا فقيرة اعتادت “التبقل”، بدأت بقطف كثير من أنواع النباتات البرية، كالخبيزة والفطر والحميض والعكوب وغيرها الكثير، إذ تشكل مصدر طعام لهم، ويبيعون الفائض منها بأسعار جيدة لتأمين احتياجاتهم الأخرى.
ويرى اختصاصيون زراعيون ومواطنون، أن تعاقب المنخفضات الجوية وتواصل هطول الأمطار الغزيرة والثلوج على المحافظة، يمهد لبساط أخضر غني بتنوعه، ويسهم بزيادة المخزون المائي، وبما يضمن زيادة الطاقة الإنتاجية لعيون المياه المخصصة للشرب.
وأنعشت الأمطار المستمرة الموسم الزراعي، وساهمت بتحسين المخزون المائي، بحيث يؤكد زراعيون أن تواصل الأمطار، سيوفر ربيعا غنيا بتنوعه النباتي، ويسهم بإنعاش الغابات المتنوعة بأشجارها التي تشكل مساحتها ثلث مساحة المحافظة وقدرها 419 كم2.
وأكد مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، أن تواصل الأمطار سيوفر رطوبة تنعش المزروعات بأنواعها من الحبوب والأشجار والمراعي، لافتا إلى حيوية الأمطار الأخيرة للأشجار الحرجية والمثمرة، وتقليلها من إصاباتها بالأمراض وتعرضها للجفاف، الذي يتسبب بسهولة اشتعال الحرائق صيفا. وأضاف أن كميات الأمطار الهاطلة، ستسهم بإنعاش المحاصيل الحقلية وتسريع إنباتها البطيء، مؤكدا أن تأثير تلك الكميات، ينعكسُ إيجابا على الحراج والزراعات المختلفة والأشجار المثمرة بأنواعها، مات يسهم فعليا بتسريع نمو النباتات البرية وإطالة عمر الربيع، وإنقاذه من الجفاف المبكر، إلى جانب زيادة نسبة رطوبة التربة المفيدة للزراعات البعلية والصيفية.
وأوضح أنَّ انخفاض درجات الحرارة الذي يرافق هطول الأمطار، يفيد الثمار من حيث الكم والجودة، ويثبط حركة الحشرات الضارة، وتفادي آثارها على النباتات ككل.
ودعا المزارعين للاستفادة من الأمطار في تطبيق وسائل الحصاد المائي على مستوى حقولهم وبساتينهم، مثل توسيع الحفر حول الأشجار، وعمل الهلاليات لحجز المياه للاستفادة منها وعدم هدرها، والانتهاء من زراعة الأشجار المثمرة والحرجية.
وتؤكد مصادر مياه المحافظة، أن كميات الأمطار التي تشهدها المحافظة، ستسهم بزيادة جريان الأودية، وتحقق مخزونا لسد كفرنجة وللمياه السطحية والجوفية، ما يرفع كميات مياه الشرب، ويمنع حدوث الأزمات المائية صيفا.
وأكدت أن كميات الأمطار ستسهم برفع المخزون الجوفي والسطحي، وإدامة جريان الأودية، داعية لاستغلال مشاريع الحصاد المائي في المنازل، وحفر آبار تخزين مياه لاستغلالها للشرب والزراعة.
إلى ذلك، اعتاد السكان المحليون وزوار المحافظة، وخصوصا في الأيام الدافئة، بالخروج إلى مناطق التنزه للاستمتاع بحفلات الشواء واللهو بين الأشجار الحرجية، وفي السهول التي تكتسي بالألوان الزاهية.
وبين المهندس الزراعي سامي فريحات، أن مناطق المحافظة تشتهر بوجود العشرات من أنواع النباتات البرية والزهور ذات الألوان المختلفة، ومن أشهرها السوسنة السوداء والدحنون ورجل الحمامة، لافتا إلى أن العديد من تلك النباتات، يستغلها السكان في الطعام، كالخبيزة واللوف والحميض والعكوب.
وأكد مدير سياحة المحافظة محمد الديك، أن المحافظة تشهد خلال فصل الربيع واعتدال درجات الحرارة، إقبالا كبيرا من الزائرين المحليين والعرب والأجانب، بحيث يستمتعون بافتراش سجادة غنية بأنواع النباتات البرية والزهور عديدة الألوان، أو الجلوس على ضفاف ثلاثة أودية دائمة الجريان، هي وادي كفرنجة المشهور بطواحينه القديمة، ووادي راجب الذي تكثر فيه الشلالات، بالإضافة إلى وادي عرجان الغني ببساتينه.
ويقول محمود الخطاطبة، إن السكان اعتادوا الاستفادة من النباتات البرية والطبية التي تنتجها الطبيعة، سواء أكان بتناولها كأطعمة شهية كالخبيزة والحميض والفطر والجعدة واللوف، أو ببيعها في الأسواق لمن لا تتاح لهم، وتوفير مبالغ إضافية لسد حاجات الأسرة.
وتسبب هطل الأمطار الأخيرة بغزارة برفع منسوب المياه في بعض الشوارع والساحات العامة، وإغلاق عدد من خطوط تصريف المياه لتواجد البرك قرب المنازل والشوارع العامة، بحيث تسبب هذه الأمطار الحفر على الطرق الداخلية التي غمرتها المياه، دون أن يكون لمجاري تصريف مياه الأمطار دور فاعل في تصريفها، وارتفاع منسوب المياه إلى مستوى 20 سم في مناطق كفرنجة ووسط عجلون، مثلما جرفت السيول الأتربة والحجارة من مخلفات الإنشاءات. مدير الأشغال الدكتور ماجد العلوان، قال إن المحافظة اتخذت اجراءات واسعة استعدادا لمواجهة الظروف الجوية الأخيرة، مشيرا إلى وجود تنسيق بين مختلف الدوائر المعنية، لتقديم الخدمات للمواطنين.

عامر خطاطبة/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة