عجلون.. الأنظار تتجه إلى تشغيل مشاريع المياه الكبرى لإنهاء ضعف التزويد

عجلون- ما يزال المواطنون في محافظة عجلون يترقبون، منذ عامين، الانتهاء من تنفيذ مشاريع المياه الاستراتيجية التي يجري العمل على تنفيذها، مؤكدين أنها الحل الوحيد لأزمات مياه الشرب خلال الصيف، وحتى في هذه الآونة من فصل الشتاء.
وطالبوا بمعالجة ضعف التزويد المائي في معظم مناطق المحافظة، الذي ما يزال قائما، والإسراع في تنفيذ المشاريع المائية، وزيادة الحصص من محافظات أخرى، لحين الانتهاء من تنفيذ وتشغيل تلك المشاريع، التي تتمثل بالخط الناقل من سد كفرنجة.
ووفق المواطن أحمد الخطاطبة، فإن مناطق شاسعة في محافظة عجلون، كعنجرة وعجلون وعين جنا وعين البستان، ما تزال تعاني من شح المياه وتأخر الأدوار لثلاثة أسابيع، معربا عن أمله بأن يتم الانتهاء من تنفيذ المشاريع المائية في مواعيدها المحددة من دون تأخير أو تعثر، لحل مشاكلهم.
وأكد الناشط محمد الفواز، أن هذه المشاريع التي وعدت بها الحكومة، وفي حال إنجازها، ستكون نوعية وقادرة على تجاوز أزمات المياه التي تعاني منها المناطق طيلة العام. معربا في الوقت ذاته، عن تفاؤله بأن تجد من مختلف الجهات المعنية كل الدعم والتسهيلات لضمان إنجازها بمواصفات جيدة.
وأضاف أن توفر مياه الشرب بشكل كاف سيتحسن مستقبلا مع تشغيل مشاريع مائية كبيرة تنفذ حاليا في المحافظة، سواء أكانت من موازنات مجلس المحافظة أو من خلال موازنات وزارة المياه والري أو المنح الدولية، لافتا إلى أن مشروع الخط الناقل للمياه، الذي يجري العمل به حاليا بدءا من سد كفرنجة إلى منطقة القاعدة في عنجرة، سيزود المحافظة، وكما هو معلن، بـ350 مترا مكعبا في الساعة.
تراجع الطاقة الإنتاجية
وبحسب الناشط منذر الزغول، فإن مدنا وقرى وأحياء واسعة في محافظة عجلون ستبقى تعاني فقرا في مياه الشرب وتأخرا في الأدوار يمتد لأكثر من ثلاثة أسابيع، بانتظار إتمام هذه المشاريع المائية، مبينا أن الخط الناقل سيغذي مناطق عنجرة وعين البستان والعامرية والصفا وعين جنا وعجلون، ومناطق أخرى في المحافظة، تتغذى حاليا من آبار اشتفينا، ما يعني أن هذه المناطق ستتغذى من الخط الناقل الجديد، وستتجه كميات المياه المتوفرة في آبار اشتفينا إلى مناطق أخرى في المحافظة، كمناطق الجنيد والروابي وأجزاء من عين جنا وعجلون ومناطق أخرى في مناطق خيط اللبن.
يذكر أن رئيس الوزراء جعفر حسان، أكد خلال جلسة لمجلس الوزراء عقدت في المحافظة، أنه ستتم معالجة الشكاوى المتعلقة بوصول المياه إلى المواطنين من خلال حزمة من المشاريع خلال العامين الحالي والمقبل، منها توريد وتمديد الخط الناقل من محطة سد كفرنجة إلى خزان القاعدة في عنجرة، وإعادة هيكلة وتأهيل شبكات المياه في عنجرة وعين جنا وغيرهما، للحد من فاقد المياه.
وبينت مصادر في مياه عجلون، أن المحافظة تعتمد في مصادرها المائية حاليا على مصادر داخلية، وهي: آبار زقيق (1 و2 و3 و4)، ونبع عين القنطرة والتنور، وآبار عين جنا، والصفصافة، ونبع راسون، واشتفينا، ومصادر مائية أخرى، تشكّل مجتمعة ما نسبته 80 % من التزويد المائي، مؤكدة أن إنشاء الخط الناقل ومحطة التحلية سيوفر للمحافظة كميات كافية من مياه الشرب، حيث يمكن لها تزويد مدن عدة كبيرة، بحاجتها كاملة من دون الحاجة إلى تزويدها من المصادر الخارجية والمصادر الداخلية التي تتراجع طاقتها الإنتاجية خلال الصيف، ما سينهي مشكلة مياه الشرب في المحافظة بشكل جذري.
وأوضحت أن تزويد المواطنين بالمياه بعد إنجاز الخط الناقل سيكون من الخزان بشكل انسيابي، وسيوفر 350 مترا مكعبا في الساعة، مشيرة إلى أنه ينفذ على أربع مراحل، وهي: إنشاء محطة تحلية بعد سد كفرنجة، وإنشاء محطات رفع، وإنشاء خزان تجميعي في منطقة القاعدة في عنجرة بالقرب من متنزه عين جارا بسعة ستة آلاف متر مكعب، ومد الخطوط الناقلة للمياه من بعد سد كفرنجة إلى موقع الخزان التجميعي.
يشار إلى أن الخط الناقل الذي تم تنفيذه بسعة 12 إنشا، وبطول نحو 16 كيلومترا، يبدأ من محطة التحلية في موقع سد كفرنجة وصولا إلى منطقة القاعدة في عنجرة، ويحتوي على خمس محطات ضخ تتوزع على طول الخط، بدءا من السد ومرورا بكفرنجة وعين البستان وعنجرة، وصولا إلى الخزان التجميعي في منطقة القاعدة.
ووفق التقديرات الرسمية، فإن حاجة المحافظة من المياه تبلغ 800 متر مكعب في الساعة، في حين أن المتوفر حاليا 450 مترا مكعبا.
إلى ذلك، أعلنت شركة مياه اليرموك مؤخرا، أن المشروع الاستراتيجي للمياه في محافظة عجلون يتوقع تشغيله قبل صيف العام المقبل، لتزويد المحافظة بكميات إضافية من المياه من سد كفرنجة تقدر بنحو 350 مترا مكعبا في الساعة، ضمن جهود تحسين التزويد المائي ومواجهة التحديات خلال فترات الذروة.
تدني كميات الأمطار
جاء ذلك، خلال جولة تفقدية لرئيس هيئة المديرين في شركة مياه اليرموك، أسامة المحيسن، لإدارة مياه محافظة عجلون، للاطلاع على الواقع المائي في المحافظة وخطط التعامل مع موسم الصيف المقبل.
واستمع المحيسن إلى إيجاز قدمه مدير إدارة مياه محافظة عجلون، مالك الرشدان، أوضح فيه أن المحافظة شهدت صيفا صعبا نتيجة تدني كميات الهطول المطري، مما أدى إلى انخفاض إنتاجية المصادر المائية الداخلية بنسبة تجاوزت 45 %، مشيرا إلى أن تضافر جهود الكوادر الفنية والتشغيلية، ساهم في تجاوز التحديات وضمان استمرارية التزويد.
كما قدمت مديرة إدارة التخطيط والمشاريع، دلال عليوة، إيجازا حول المشروع الاستراتيجي، مبينة أنه جرى الانتهاء من تنفيذ الخط الناقل، فيما يتبقى استكمال محطات الضخ والخزان الرئيسي، تمهيدا لوضع المشروع في الخدمة قبل صيف العام المقبل.
وفي إطار متصل، التقى المحيسن والعمايرة محافظ عجلون نايف الهدايات، حيث جرى استعراض مشاريع وخطط وبرامج الشركة، الهادفة إلى تحسين التزويد المائي وتقليل فاقد المياه، من خلال منظومة متكاملة من المشاريع قصيرة وطويلة الأمد.
وأكد المحيسن حرص الشركة على تعزيز كميات المياه المخصصة لمحافظة عجلون وتقليل دور المياه، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
واختتمت الجولة بلقاء مع المقاولين والاستشاريين القائمين على تنفيذ المشاريع، حيث جرى تأكيد أهمية الالتزام بالجداول الزمنية والمواصفات الفنية المعتمدة، قبل تفقد عدد من المشاريع المنفذة في المحافظة، من بينها مشروع سد كفرنجة الممول بمنحة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية، ومشروع استبدال العدادات، إلى جانب الدعوة إلى الإسراع في حفر آبار جديدة لتعزيز المنظومة المائية.
وسبق أن أكد المحيسن خلال اجتماع عقد في مركز الشركة مؤخرا، المشاريع المنفذة في محافظة عجلون ومنطقة صخرة، إضافة إلى مشاريع الخطوط الناقلة من سد كفرنجة إلى خزان القاعدة، التي تهدف إلى تحسين أداء الشبكات وتخفيض نسبة الفاقد المائي.
وأشار المحيسن، إلى أن رسالة شركة مياه اليرموك تتمثل في تحقيق أعلى درجات الكفاءة في إدارة خدمات المياه والصرف الصحي بشكل مستدام وفعال، وبما يضمن العدالة والشفافية في تقديم الخدمة للمواطنين.

