عجلون: البسطات بين كر وفر.. والحلول الجذرية غائبة

=

في ظل غياب الحلول الجذرية للقضاء على ظاهرة انتشار البسطات العشوائية في عجلون، والتعدي على الأرصفة وأجزاء من الطرق لعرض البضائع بأنواعها، تبقى المشكلة قائمة وتتكرر بين الحين والآخر، رغم الحملات الرسمية المتكررة لإزالتها.
ووفق متابعين، فإن الحلول المتبعة حاليا لا يمكن أن تدوم لأكثر من بضعة أيام، وسيبقى أصحاب تلك البسطات بين كر وفر مع الأجهزة الرقابية المعنية، مؤكدين أن القضاء على هذه الظاهرة بشكل جذري لا يمكن أن يتم إلا بتوفير أماكن مخصصة، بحيث تكون مناسبة لعرض البضائع وقريبة من الزبائن، وفي ذات الوقت، تكون بعيدة عن الأرصفة والطرق في الوسط التجاري الضيق بطبيعته.
ومن أهم المقترحات لتجاوز تلك الظاهرة هو الإسراع بتوفير موقع دائم ومؤهل وسط عجلون، بحيث يكون بعيدا عن الطرق التي تشهد اختناقات مرورية تفاقمها تلك البسطات التي تحل مساحات من الطرق، وتشهد اصطفاف المركبات التي تبيع البضائع والخضار.
وأطلقت بلدية عجلون الكبرى أمس، حملتها الواسعة الثانية في أقل من أسبوعين، بهدف إزالة البسطات العشوائية في المدينة حفاظا على البيئة والسلامة العامة وبما يتلاءم وطبيعة المدينة السياحية بحسب نائب محافظ عجلون، ورئيس لجنة البلدية الدكتور علي اللوزي.
في المقابل، يرى متابعون أن تزايد البسطات يأتي على وقع الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها المجتمعات المحلية في المملكة جراء جائحة كورونا، ما تسبب بانتشار الأعمال الفردية كالبيع على الأرصفة والبسطات في الأسواق وأطراف الشوارع، بخاصة مع ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل، الذين يحاولون بمثل هذه الأعمال تغطية جزء من التزاماتهم.
وبينوا أن سلبية أشد تتزامن مع انتشار هذه البسطات، وهي أن بعض أصحاب المحلات التجارية أيضا، يمارسون عمليات اعتداء على الأرصفة والشوارع والطرقات، لعرض بضائعهم، وحجز مساحات امام محالهم لمنع الأهالي من صف سياراتهم فيها، بحجة ان هذه المساحات تخصهم وحدهم فقط.
ويقول خالد القضاة إن هذه الظواهر تتسبب بازدحام الشوارع والاسواق، وخلق حالة من التنافس غير السليم بين باعة البسطات والمحلات التجارية، وبين أصحاب المحلات أنفسهم، ما يدفع بالبلديات إلى تنفيذ حملات بين الحين والآخر لإزالتها ومنعها، دون إيجاد حلول جذرية للانتهاء منها، والتخلص من تبعاتها.
وأشار الى أن وسط المدينة قريب من المجمعات السكنية التي تضم مكاتب وعيادات، يرتادها الاهالي، لقضاء حوائجهم، لكن وجود البسطات يتسبب بحالة ازدحام، تعوق حركتهم، وتسبب بإزعاجات حادة للقاطنين وللأهالي المجاورين، جراء مناداتهم على بضائعهم بمكبرات الصوت، لجذب الزبائن.
ويرى ثائر الصمادي، أن الأرصفة والشوارع هي ملكية عامة، ولا يحق لأحد الاعتداء عليها، وتعد من المظهر الجمالي والثقافي للمدن والبلدات، بخاصة في المناطق السياحية، مؤكدا أن ظواهر الاعتداءات على الارصفة والشوارع، تشوه المشهد الجمالي والسلوكي للمدن، وتخلق أزمات مرورية حادة.
وشدد على عدم السماح لتلك البسطات بالانتشار على النحو الذي أصبح مؤرقا للأهالي وأصحاب المحال وللبلدية نفسها، اذ يرفع من اعبائها ومضاعفة جهودها في تنظيف الوسط من النفايات وصيانته، وتخفيف الفوضى المرورية فيه.
ويطالب السكان بإنهاء هذه الظاهرة، عن طريق اتخاذ إجراءات لإزالة تعديات باعة البسطات على شوارع وسط المدينة، وإزالة بسطاتهم التي تعوق حركة مرور المشاة والسيارات، ووضع حد للحواجز التي يضعها أصحاب المحال لمنع اصطفاف السيارات أمام محالهم، وتعرض حياة المواطنين للخطر لإعاقتها حركة المشاة.
وأكدوا أنه لا بد أن تنظر البلدية للأمر من زوايا مختلفة، بحيث تنتبه فيها الى أن باعة البسطات يعتاشون من وراء عملهم فيها، لذا يجب أن تخصص موقعا لسوق البسطات، يخفف العبء عن الوسط التجاري ومجمع عجلون، ما يحد من المخالفات التي يرتكبونها بحق الأهالي ويخفف الضغط على بينة الأرصفة والشوارع، ويوقف التعديات على حقوق المحلات التجارية، ويسهم بتنشيط الأسواق.
إلى ذلك، يبين اللوزي أن كوادر بلدية عجلون الكبرى ومنطقة عجلون نفذت على مدار يومين ماضيين حملة لإزالة البسطات العشوائية وجميع الاعتداءات على ساحات مجمع باصات النقل العام في مدينة عجلون، لافتا الى أن كوادر المنطقة، تعمل بما ينسجم مع متطلبات السلامة العامة والحفاظ على جمالية المدينة.
وأكد أهمية تعاون المواطنين بعامة وأصحاب البسطات مع البلدية لإدامة أعمال النظافة وإنهاء كافة المظاهر العشوائية المتسببة بالتلوث البصري وإعاقة حركة المرور للمشاة والمركبات، مبينا أن الحملة ستطال جميع المناطق.
مدير منطقة عجلون حمزة الصمادي، أكد أن إطلاق الحملة في المدينة جاء لتعزيز نهج المشاركة والحفاظ على البيئة التي هي جزء من ايماننا وتعزيز وترسيخ السلوكيات الإيجابية اتجاه البيئة وسلامة وصحة الانسان الذي من حقه ان يعيش في بيئة نظيفة، لافتا الى القيمة والميزة الطبيعية والبيئية للمدينة التي يجب العناية بها، مؤكدا ستكون هناك متابعة يومية للتأكد من التزام أصحاب البسطات بالمواقع التي تم تحديدها لهم من قبل المنطقة بكافة أقسامها.
ومن بين الحلول، أوضح رئيس قسم الاسواق في البلدية وصفي الصمادي، أنه تم العمل على تنسيق اعمال ازالة الاعتداءات بعد ان تم توجيه انذارات وإشعارات مسبقة قبل عدة أيام لأصحاب تلك البسطات، مشيرا إلى أنه تم تقسيم المساحة التي تم تخصيصها كمنطقة بيع مؤقت لأصحاب بسطات الخضار والفواكه، حيث جرى تخطيط وترقيم المساحة المخصصة للبسطات وترقيمها ليتم تسليمها للباعة.
كما أكدت رئيسة قسم الصحة والسلامة العامة في البلدية صفاء القضاة، ان البلدية تسعى للحفاظ على البيئة والسلامة العامة، مشيرة لقيام المنطقة بتوفير مكان مخصص ودائم للبسطات والباعة المتجولين وأن هناك تكثيفا وزيادة الرقابة على تلك الأسواق حفاظا على السلامة العامة وسلامة المواطنين.
وكان مساعد رئيس لجنة البلدية محمد القضاة، أكد أن هذه الحملات، تأتي لتنفيذ خطة البلدية المرورية، ولتنظيم حركة السير ومعالجة الاختناقات المرورية في وسط المدينة.
وبين أن الرصيف والشارع الأمامي للمحال التجارية، ليس من حق التجار أو الباعة المتجولين، وأن البلدية ستمنع المعتدين على الشوارع والأرصفة من المخالفين، أكانوا يضعون حواجز حديدية أمام محالهم أم يعرضون بضائعهم أو يضعون ثلاجات لبيع المشروبات، أو وضع مقاعد أو ما شابه على الأرصفة، منوهاً بأن القانون لا يسمح لصاحب المحل بعرض أي شيء بعد باب المحل.
وزاد أن البلدية، تستقبل شكاوى من الأهالي حول اعتداءات أصحاب بسطات الخضراوات والفواكه على الشوارع على نحو مستمر، يحتاج الى أن يلقى العناية من البلدية والجهات المعنية، واخذ تلك الشكاوى بالاعتبار.

عامر خطاطبة/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة