عجلون: السياحة الشتوية بلا جدوى لضعف البنى التحتية

تبقى السياحة الشتوية في محافظة عجلون غير مجدية في كثير من المشاريع السياحية التي تعد غير مؤهلة أساسا لهذا النوع السياحي، بالإضافة إلى غياب الطرق المناسبة المؤدية إلى تلك المشاريع، والتي يجد الزوار صعوبة في سلوكها خلال الصيف والربيع.
وفي ظل غياب هذه السياحة، تضطر تلك المشاريع إلى تعطل أعمالها طيلة فترة الشتاء التي تمتد لـ5 أشهر تقريبا، ما يجعل أصحابها يعانون من تراجع الإيرادت بنسبة تزيد على 80 %، وبالتالي توقف فرص العمل للأيدي العاملة، ما يستدعي توفير دعم رسمي بتحسين البنى التحتية وتوجيه الدعاية لهذا النوع من السياحة، وقيام أصحاب تلك المشاريع بتأهيلها لتتناسب والسياحة الشتوية.
وأكد سكان وأصحاب مشاريع ومعنيون بالشأن السياحي في محافظة عجلون، أن افتقار المواقع الأثرية والمشاريع السياحية للبنى التحتية المناسبة لموسم الأمطار، يسهم بتراجع الإيرادات السياحية، إذ تضيع 5 أشهر من عمر الشتاء من دون مردود حقيقي لأصحاب تلك المشاريع.
وطالب صاحب استراحة سياحية ابو هاشم، بتحسين البنى التحتية المؤدية الى مشروعه، ليكون بمقدوره تأهيله بما يتناسب وديمومة الحركة السياحية طيلة الشتاء، وتوفير الدعم من قروض ومنح لأصحاب المشاريع، لتطوير استثماراتهم بما يتلاءم والسياحة الشتوية.
ويقول مستشار مركز “إرادة” في المحافظة علي يوسف المومني “إن إقامة المشاريع السياحية في المحافظة، يعد أحد أساسيات التنمية فيها، ليس لدورها الاقتصادي المهم حسب، بل لأن المنطقة ذات طبيعة ملائمة ومناسبة لإنجاح هذه المشاريع، التي تحقق مردودا متزايدا في الاقتصاد، وتشغيل الأيدي العاملة، وهذا ما يؤكد أهمية دور الحكومات ووزارة السياحة بتشجيع وتمويل هذه المشاريع في المحافظة”.
وزاد “إن الحديث عن تطوير هذا القطاع، يأتي في مقدمته السياحة الشتوية، لتكون أمرا مهما لزيادة أيام عمله، وضرورة العمل على ذلك لتحقيق أهداف تنموية أخرى، وتكون بيئة ملائمة لاستيعاب الزوار للمنطقة في مختلف الأوقات، بخاصة بعد تشغيل التلفريك”.
ويقول إيهاب فريحات، إن أجواء الشتاء يجب أن تجذب آلاف المتنزهين للاستمتاع بالمناظر الجميلة، ومشاهدة الأودية والينابيع المتفجرة، وتجمع المياه في سد كفرنجة وحتى خلال تساقط وتراكم الثلوج، ما يستدعي تسليط الضوء على المواقع السياحية، التي يمكن أن تقام فيها استثمارات سياحية جاذبة للزوار خلال الشتاء، وتوفير المنح والقروض لإقامة المشاريع الملائمة للشتاء.
ويقول صاحب مخيم راسون السياحي زهير الشرع، إن البنى التحتية داخل وخارج المعسكر لا يمكنها استقطاب السياح في فصل الشتاء الذي تتراجع فيه الإيرادات بشكل كبير.
ودعا إلى تحسين البنى التحتية من طرق مؤدية الى المشاريع السياحية، وتوفير المنح والقروض لأصحابها، لتحسين بناها التحتية وتطويرها، بما يشجع على الزيارة خلال الشتاء.
ولفت إلى أنه أقام سابقا شاليهين في المعسكر لاستقبال السياح شتاء، كما يعمل حاليا على إضافة 3 أخرى، داعيا لتوفير الدعم من منح وقروض لتطوير مشروعه، وبما يضمن ديمومته شتاء؛ كإقامة صالة زجاجية يمكن للسائح أن يشاهد عبرها تشكل الضباب وهطول الأمطار والثلوج.
يشار إلى أن آلاف الزوار من خارج المحافظة، يغتنمون تساقط الثلوج على مناطق المحافظة شتاء، للقدوم مع اسرهم والاستمتاع بالأجواء.
ويقول علي القضاة، إن طبيعة عجلون في الشتاء، لا تقل جمالا عنها خلال أشهر الربيع والصيف، ما يستدعي من القطاعين العام والخاص، ضرورة اغتنام فترة الشتاء في السياحة الشتوية، بتوفير مخيمات سياحية مؤهلة، ومواقع للإقامة وسط الغابات تكون آمنة خلال تساقط وتراكم الثلوج، وتخصيص مواقع مؤهلة ومحددة ومجهزة بوسائل السلامة والأمان لممارسة رياضة المغامرة، والتزلج على الثلوج على غرار كثير من الدول.
ويؤكد مدير سياحة المحافظة محمد الديك، أهمية تنشيط الحركة السياحية شتاء، وإيجاد برامج وأنشطة ملائمة، مشيرا إلى أن هذه السياحة تلقى رواجا محدودا في المحافظة، ما يتطلب تجاوز العوائق التي تتلخص بعدم توافر البنى التحتية المناسبة.
ولفت إلى أن قلعة عجلون، وهي المعلم الأبرز في المحافظة، لا يعقل أن تصل إليها طريق واحدة بسعة 12 مترا وتمر وسط عجلون، فيما يصبح المسير عليها خطرا خلال تساقط الثلوج وتشكل الجليد.
وأكد أن المحافظة، تشهد قدوم وفود سياحية أوروبية ومجموعات سياحية بين شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (اكتوبر)، لزيارة المسارات السياحية، ما ينعكس إيجابا على مشاريع الإيواء وبيوت الضيافة والمطاعم.
وأضاف إن المديرية وبهدف تنشيط السياحة الشتوية، تنظم فعاليات مختلفة تتضمن تسويق المنتجات في مركز الزوار، وعمل فقرات ترفيهية واجتماعية، مؤكدا أن إنجاز مشروع “التلفريك”، سيشجع على السياحة الشتوية، وينهض بالمحافظة سياحيا على مدار العام.
ويؤكد مسؤولون أن إنشاء “تلفريك عجلون”، يهدف الى تطوير المحافظة، وتحفيز وجذب الاستثمارات السياحية، ودعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة