عجلون: الطلب على “الشاليهات” يصل 100 %

شهدت جميع المشاريع السياحية في محافظة عجلون، لا سيما “الشاليهات”، توافد أعداد كبيرة من الزوار، بحيث وصلت نسبة الحجوزات فيها إلى 100 بالمائة، في حين لم تتمكن أسر كثيرة قدمت للمحافظة من الحجز.
كما شهدت المواقع السياحية والأثرية الرئيسة، كقلعة عجلون وموقع مار إلياس والتلفريك ومحمية غابات عجلون والمسارات والمتنزهات العامة، قدوم آلاف الزوار.
وأكد معنيون وأصحاب مشاريع سياحية أن كثيرا من الراغبين بالحجز في مشاريعهم لم يتمكنوا لامتلائها، لافتين إلى وجود حجوزات مبرمجة لعدة أيام مقبلة.
وقال أحد المواطنين صلاح حسن، إنه حاول أن يحصل هو وأسرته على شاليه في محافظة عجلون لقضاء يوم الجمعة الماضية، إلا أنه لم يتمكن بسبب حجوزات تقدم بها الزوار منذ عدة أيام، مشيرا إلى أنهم اضطروا لقضاء يومهم بالتنزه في الغابات التي كانت هي الأخرى تغص بالمتنزهين.
ووفق صاحب شاليه سياحي رائد الشويات، فإن مشروعه المكون من 4 شاليهات سياحية، والذي افتتحه مؤخرا، شهد نسبة حجوزات كبيرة وممتدة لعدة أيام مقبلة، لافتا إلى أن الراغب بالحصول على منتجع أو شاليه، يحتاج للحجز قبل أسبوع على أقل تقدير، خصوصا إذا أراد ذلك في أيام العطل.
زوار محليون وعرب وأجانب
وقال الناشط محمد القضاة “إن غابات اشتفينا وقلعة عجلون والتلفريك والمحمية وشلالات راجب والسوس والاستراحات والأكواخ والمنتجعات ووادي كفرنجة والمسارات، تشهد حركة سياحية كبيرة، بحيث كان للسياحة الخليجية وبخاصة الأشقاء السعوديون النصيب الأكبر”.
يشار إلى أن موقع مار إلياس الأثري شهد حَجّا من قبل أتباع الكنيسة الكاثوليكية، بحيث تجاوز 500 حاج وفدوا من عجلون وكافة مناطق المملكة بحافلات بدعم من هيئة تنشيط السياحة لإحياء ذكرى مرور اليوبيل الفضي 25 عاما لاعتماد الموقع من قبل الفاتيكان.
ويقول المشرف على أحد المخيمات السياحية عمران الشرع، إن محافظة عجلون تشهد في هذه الأوقات حركة سياحية نشطة من الزوار المحليين والعرب والأجانب، وهي تتركز في مواقع التنزه والطبيعة والغابات ومناطق راجب واشتفينا ومحمية غابات عجلون وقلعة عجلون وموقع مار إلياس، لافتا إلى أن المحافظة تتميز بالعديد من المعالم السياحية والأثرية والطبيعية والتراثية والبيئية المهمة، ما جعلها منطقة جذب فريدة على مستوى المملكة وتشهد إقبالا كبيرا من الزوار محليا وإقليميا وأجنبيا، وبما ينعكس إيجابا على أصحاب المشاريع التي تشهد نسب إشغال مرتفعة.
ووفق القائمين على محمية غابات عجلون، فإن المحمية شهدت نسب إشغال مرتفعة خلال عطلة نهاية الأسبوع، فهي تُعد موطئا للتنوع البيولوجي الغني، حيث تضم مجموعة متنوعة من النباتات والأشجار والحيوانات البرية النادرة، ما يُمكن الزوار من الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة والتنزه في المحمية والتعرف على الحياة البرية، مؤكدين أنها تتميز كأحد أبرز مواقع السياحة البيئية، والتي تستوعب أكواخها زهاء 150 مقيما، ويمكن لزوارها الاستمتاع بوجود العبّارة الهوائية وقرية المغامرة والمرجيحة العملاقة، إلى جانب تعدد مساراتها السياحية وعددها 6 مسارات.
تنويع المنتج السياحي واستدامته
وبحسب رئيس لجنة السياحة والآثار النيابية النائب وصفي حداد، فإن عجلون تُعد من المحافظات الغنية بالمقومات الطبيعية والتراثية، مشيرا إلى أن تعزيز الاستثمار في المسارات السياحية يعكس التوجه الحكومي نحو تنويع المنتج السياحي واستدامته.
وأضاف حداد، أن اللجنة تدعم الجهود الرامية إلى تطوير السياحة في عجلون، وتشيد بالتكامل بين الجهات الرسمية والأهلية في تنفيذ المبادرات السياحية، خصوصا تلك التي تركز على المجتمعات المحلية ودعم المشاريع الريفية.
من جهته، أكد رئيس مجلس المحافظة المكلف المهندس معاوية عنانبة، أن المجلس يُولي اهتماما خاصا بالمشاريع التي تدعم السياحة المستدامة، لافتا إلى أن وجود المشاريع السياحية والمسارات يمثل أداة فعالة في تسويق المحافظة وإبراز ميزاتها التنافسية.
وشدد عنانبة على دعم المجلس للبنية التحتية، وتعزيز الشراكة مع المجتمعات المحلية لإطالة مدة إقامة الزوار وتوفير تجارب سياحية متكاملة تتضمن المشي في الطبيعة والاطلاع على المواقع التراثية والتفاعل مع الثقافة المحلية.
وقال مدير سياحة المحافظة فراس الخطاطبة، إن الحركة السياحية في المحافظة شهدت حركة عالية الفعالية ونشطة جدا، وشملت قطاع المطاعم والمنشآت الفندقية والمتنزهات والاستراحات السياحية في كافة المواقع السياحية والأثرية والوجهات في المحافظة، مشيرا إلى أن كوادر المديرية تتابع كافة المواقع للتأكد والاطلاع على الالتزامات والاشتراطات الواجب توفرها في المنشآت المختلفة لخدمة الزوار.
وأضاف أن المناطق الأثرية والسياحية والشلالات والينابيع تشهد طيلة الصيف حركة تنزه نشطة، نتيجة للأجواء اللطيفة في المحافظة، مبينا أن مناطق وادي كفرنجة وسد وادي كفرنجة، تشهد ارتفاعا ملحوظا في حركة التنزه، وكذلك هو الحال في أودية راجب وحلاوة وعرجان، في حين لفت إلى أن المحافظة تُعد من أهم نقاط الجذب السياحي على مستوى المملكة، نظرا للميزات النسبية التي تتمتع بها، حيث أصبحت قبلة للسياحة الداخلية والخارجية.
مصدر دخل رئيس للعائلات
وأكد الخطاطبة أن نظرة المجتمع الأردني للسياحة تغيرت، فقد تعددت بيوت الضيافة في المحافظة، وأصبحت هناك نقلة نوعية في هذا القطاع، من وجود المطاعم المصنفة والاستراحات والمنتجعات، حيث أصبحت مصدر دخل رئيس للعائلات، ما يستدعي تنفيذ العديد من المشاريع السياحية الكبرى، سواء من مؤسسات أهلية أو كبار المستثمرين.
يشار إلى أن مصادر معنية بالقطاع السياحي، تؤكد أن عدد الشاليهات والأكواخ في المحافظة يبلغ زهاء 300 شاليه، منها 38 كوخا في محمية غابات عجلون، وما تبقى موزعة في مختلف مناطق المحافظة، حيث باتت الشاليهات مصدر جذب للسياحة، نظرا لما توفره من خدمات للزائر وفق أعلى المواصفات وبأسعار تناسب مستخدميها.
يذكر أن التزايد المطرد في أعداد الزوار والمتنزهين والوفود السياحية القاصدة محافظة عجلون كوجهة سياحية مفضلة، دفع عددا من المواطنين لإقامة المزيد من المشاريع السياحية، كالشاليهات والمنتجعات والمطاعم، والتي بدأت وفق أصحابها، تدر عليهم دخولا جيدة.
ويؤكد هؤلاء أن ما شجعهم على الاستثمار في قطاع السياحة، هو وصول نسب الإشغال في جميع المشاريع القائمة إلى مائة بالمائة، وتزايد الطلب على الحجوزات، ووعود الحكومة بإيجاد الحلول لجميع المشاكل التي تواجه القطاع، من تجويد البنى التحتية وتسهيل عملية التراخيص. وإيجاد مشاريع كبرى جاذبة اقترحتها الحكومة على الخريطة الاستثمارية للمحافظة.
عامر خطاطبه/ الغد