“عجلون بعيون الملك”.. مسار ثقافي جديد بأبعاد سياحية وتنموية

ينشط مهتمون بالشأن السياحي والتنموي في محافظة عجلون، بإبراز المزيد من المسارات السياحية في المحافظة، لتضاف إلى 13 مسارا تنتشر في أغلب مناطق المحافظة، وتشكل عامل جذب سياحيا لآلاف الزوار.

ويؤكد هؤلاء، أن المسارات بأنواعها توفر فرصة للزوار لممارسة أنواع عديدة من السياحة، وفرصة لأبناء المجتمعات المارة بها لتسويق منتجاتهم المحلية، وخلق مئات فرص العمل.
ومؤخرا، أعلنت مديرية ثقافة عجلون ودارة عجلون للتراث والثقافة عن إطلاق المسار الثقافي والسياحي “عجلون بعيون الملك، بهدف الاطلاع على البعد السياحي التنموي والتراثي في المحافظة، وذلك بتنظيم جولة للمجلس التنفيذي ورؤساء البلديات والصحفيين والإعلاميين في المواقع التي سيشملها المسار.
وجاء هذا الإطلاق بمناسبة عيد الاستقلال، برعاية محافظ عجلون نايف الهدايات، وبتنظيم من مديرية ثقافة عجلون ودارة عجلون للتراث والثقافة.
ويقول الناشط محمد الفواز، إن تجربة المسارات السياحية تستدعي المزيد من دعمها، عبر توجيه الوفود السياحية إليها، والترويج لها، ودعم الأسر المنتجة والمجتمعات المحلية بالمنح والقروض لتنفيذ مشاريعهم، وتجويد خدمات البنى التحتية ضمن هذه المسارات، والتفكير جديا باستحداث مسارات جديدة في مناطق لا تمر بها المسارات القائمة حاليا، مؤكدا أن المسارات ما تزال تحتاج إلى تطوير بنائها وتشجيع الاستثمار على امتدادها، وترويجها بشكل ممنهج ومدروس، إضافة إلى استحداث مسارات جديدة، كما جرى مؤخرا.
أما الناشط محمد القضاة، فيرى أن محافظة عجلون ما تزال بحاجة إلى دعم كبير لتنشيط المسارات السياحية القائمة، وذلك بتوفير الدعم للسكان للاستثمار في مشاريع سياحية جاذبة في هذه المسارات، وتأهيل البنية التحتية فيها، مؤكدا أنه رغم أن مديرية سياحة محافظة عجلون استحدثت 6 مسارات سياحية ومتفرعات لها في المحافظة، بهدف تنشيط السياحة وجذب الاستثمارات، إلا أنه ما تزال هناك مناطق سياحية ضمن تلك المسارات بحاجة إلى إعادة تأهيل، خصوصا فيما يتعلق بتحسين البنى التحتية وتوفير المرافق الضرورية.
رفع الوعي في التراث الثقافي
وأكد القائمون على إطلاق المسار الجديد “عجلون بعيون الملك”، أن البرنامج الثقافي السياحي يأتي ضمن مخرجات برنامج التحديث الاقتصادي ولتعزيز الحراك الثقافي والسياحي، بهدف رفع الوعي بالتراث الثقافي وتنشيط الحركة السياحية بما يعود على القطاعات كافة بالنفع.
وبينوا أن هذا المسار الثقافي التنموي السياحي سوف يتواصل خلال الأسابيع والأشهر المقبلة للوصول إلى مناطق المحافظة كافة، لتسليط الضوء على واقع المحافظة التنموي والسياحي والثقافي، والترويج للمحافظة بالطرق والسبل كافة، وبيان أهمية الاستثمار فيها، حيث يولي جلالة الملك وولي العهد هذه القضية أهمية خاصة.
وقال المحافظ نايف الهدايات “إن هذه المسارات تسهم في تعزيز جذب السياحة للمحافظة وتعزيز العلاقة التشاركية مع المؤسسات الوطنية كافة لتقديم الدعم الكامل من بنى تحتية ومرافق تسهم في الترويج للمواقع السياحية والأثرية والتراثية والثقافية والتنموية”، مؤكدا أن المسار السياحي سيطيل من مدة إقامة السائح ويخلق مزيجا متنوعا يجمع الثقافة بالسياحة لعشاق المسارات وروادها من تأمل واستكشاف ومعرفة وإثراء للهوايات.
وأكد أن اهتمام جلالة الملك شخصيا بعجلون جعل من محافظة عجلون القبلة المفضلة للمستثمرين، لافتا إلى أن جلالة الملك يتابع كل كبيرة وصغيرة فيما يتعلق بعجلون واستغلال الميزات الفريدة من نوعها التي تتمتع بها، وهذا الاهتمام الملكي سيجعل من عجلون قصة نجاح كبيرة سينعكس تأثيرها على مناحي الحياة كافة في المحافظة.
وأشاد الهدايات باهتمام الحكومة بعجلون، مؤكدا أن عقد جلسة لمجلس الوزراء خلال الأيام الماضية في المحافظة كان له الدور الأكبر في إيجاد الحلول المناسبة للعديد من القضايا التي تواجه المحافظة بالقطاعات كافة.
بدوره، أكد مدير الثقافة سامر الفريحات أن المسار جزء من سلسلة مسارات ثقافية أطلقتها الوزارة بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والمجتمعية في المحافظات، مشيرا إلى أن المسارات الثقافية جسر للجهود الوطنية الثقافية في مجال إبراز الذاكرة الوطنية والتراث الشعبي والإرث التاريخي والمنتج الوطني الذي يسلط الضوء على الإبداعات الوطنية الثقافية، في سبيل إنتاج أعمال تضيء على المواقع السياحية.
وأضاف الفريحات أن الأردن إرث ثقافي تراثي سياحي، في إطار جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي بين المحافظات الأردنية وتسليط الضوء على المعالم الثقافية التاريخية والطبيعية التي تزخر بها المحافظة، مؤكدا أن الهدف من تلك المسارات هو الاعتزاز بالقيم الوطنية والتراث الأردني ورفع الوعي الثقافي لدى المجتمعات حول التراث الثقافي المادي وغير المادي، ومساهمته في التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب التعرف على المواقع الثقافية والتراثية والطبيعية الموجودة في الأردن.
إلى ذلك، أكد مدير آثار عجلون أكرم العتوم، أن محافظة عجلون تحتوي على مئات المواقع الأثرية، وأن المسار الثقافي السياحي فرصة كبيرة للإضاءة على الكنوز الموجودة في المحافظة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة، بالتعاون مع مجلس المحافظة، جميعها تولي المواقع الأثرية في المحافظة جل اهتمامها، وفي كل عام يتم إجراء أعمال ترميم شاملة لقلعة عجلون وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، وذلك من أجل وضعها على الخريطة السياحية للمحافظة وللمحافظة على هذه الكنوز التي لا تقدر بثمن.
حركة سياحية واستثمارية فريدة من نوعها
من جانبه، أكد مدير سياحة عجلون فراس الخطاطبة، أن محافظة عجلون بدأت تشهد حركة سياحية واستثمارية وفي الوقت نفسه فريدة من نوعها، موضحا أن هناك عشرات المشاريع السياحية قيد التنفيذ في هذه الأوقات، وهناك مشاريع أخرى تم إنجازها وهي تستقبل زوارها، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن نسبة الإشغال في غالبية المشاريع السياحية وصلت إلى 100 بالمائة في أيام العطل ونهاية الأسبوع.
وقدم رئيس بلدية الشفا زهر الدين العرود، شرحا عن الأعمال التي قامت بها بلدية الشفا، والأعمال التي ستقوم بها خلال الأشهر المقبلة لتهيئة البنية التحتية لبعض المواقع التي سيتم الاستثمار فيها، كدير الصمادي الجنوبي والطرق المؤدية لبعض المواقع الأخرى، مؤكدا أن بلدية الشفا لن تدخر أي جهد ممكن للمساهمة في تحقيق الرؤى الملكية لتشجيع الاستثمار في محافظة عجلون من خلال تقديم الخدمات اللازمة للمستثمرين وتوفير البيئة المناسبة لهم.
وأكد عضو مجلس المحافظة ورئيس دارة عجلون للتراث والثقافة منذر الزغول، أهمية المواقع السياحية والتاريخية والثقافية والتراثية في محافظة عجلون، وضرورة العمل على إبرازها بأساليب متنوعة ومتطورة بالترويج الفعلي للمواقع السياحية والثقافية في المحافظة ومنتجات المجتمعات المحلية، مستعرضا النشاطات والبرامج الترويجية للمحافظة التي نفذتها الدارة من خلال تنظيم العديد من المهرجانات والمعارض للترويج سياحيا وثقافيا وتسويق منتجات المجتمعات المحلية.
ولفت الزغول إلى أن المسارات الثقافية التراثية السياحية تهدف إلى التعريف بهويتنا الوطنية، وإبراز ما تمتلكه المحافظات من ثروة حضارية غنية بمواقع سياحية أثرية تراثية، من خلال ربط السياحة بالثقافة التي تتعلق بالتراث الثقافي غير المادي (السياحة الثقافية) وما يرتبط بالمواقع من عادات وتقاليد وحكاية المكان.
وتضمن برنامج المسار جولة على المواقع التنموية والثقافية والتراثية والطبيعية، والمواقع التي سيقام فيها المشاريع، وخاصة تلك التي تأتي من مخرجات المخطط الشمولي للمحافظة، كالمتنزه الوطني والمستشفى العلاجي وقرية دير الصمادي التراثية، التي ستسهم في إيجاد فرص جديدة للاستثمار في قطاع السياحة والثقافة، وإبراز دور المجتمع المحلي في المشاركة في التنمية الشاملة، بالإضافة إلى التعرف على الأماكن التراثية والسياحية التي ترتبط بها مع الحكايات الشعبية والطقوس والممارسات في المجتمعات المحلية، وتنشيط الحراك الثقافي والسياحي للأردنيين والأجانب.
كما زار المشاركون تلفريك عجلون، واستمعوا إلى شرح من المساعد الإداري لمدير منطقة عجلون التنموية عمر الزغول عن المشروع، والأهمية التي ينطوي عليها، والمشاريع المستقبلية الواردة ضمن المخطط الشمولي للمحافظة التي ستسهم في تنمية المحافظة.
كما قدم الزغول شرحا عن عدد زوار التلفريك خلال الأسابيع الماضية، وأبرز ما تقدمه المناطق التنموية بتوجيه مباشر من إدارتها من أنشطة وبرامج مختلفة ترفيهية لاستقطاب الزوار وإطالة مدة إقامتهم في التلفريك، لافتا إلى أن إدارة المناطق التنموية تواصل عملها على مدار الساعة من أجل تحقيق الرؤى الملكية الهادفة إلى الاستفادة من ميزات محافظة عجلون وجلب الاستثمار للمحافظة، لينعكس تأثيره بالنهاية على الوطن وأهالي المحافظة.
كما تمت زيارة منطقة عراق الرهبان الطبيعية وقرية دير الصمادية التراثية والتاريخية ومتحف الوهادنة للتراث الشعبي؛ حيث قدم الباحث محمود الشريدة شرحا عن الموقعين، مشيرا إلى أن متحف الوهادنة يضم 1200 قطعة تراثية تم جمعها، وهناك بعض القطع التي تم التبرع بها من مواطنين من مختلف المحافظات، مبينا أن 4000 شخص زاروا المتحف من أردنيين وعرب وأجانب، حيث يمثل إرثا حضاريا.

 

عامر  خطاطبه/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة