عجلون تتجه لتوفير المبيت للزوار

يرى مهتمون في قضايا التنمية السياحية وأصحاب مشاريع سياحية في عجلون، أن المحافظة باتت على بعد خطوات قليلة لتتجاوز مشكلة عانت منها مطولا، وتتمثل بضعف إقامة السياح فيها رغم أعدادهم الكبيرة، مؤكدين أن الإسراع بجعلها مقرا مثاليا لإقامة الزوار، يتطلب تعزيز المشاريع الجاذبة من مطاعم وفنادق.

ودعوا إلى ضرورة إدراج أي مشاريع على الخريطة السياحية وبشكل فاعل، عبر إعداد برامج للمجموعات السياحية تضمن مبيتهم ولا تكتفي بمرورهم أو قضاء ساعات النهار فقط.

ويتزامن الالتفات لمشكلة عدم إقامة السياح والاكتفاء بالزيارة، في وقت تشير فيه الأرقام الرسمية إلى أن المحافظة بات يزورها أكثر من مليوني سائح سنويا من زوار محليين وسياح عرب وأجانب.
ويشير معنيون في هذا الخصوص، أن المحافظة بدأت تشهد ارتفاعا لافتا في أعداد السياح من جنسيات أجنبية وعربية، إضافة إلى الزوار المحليين، ما بدأ ينعكس إيجابا على المشاريع السياحية القائمة بارتفاع نسبة إشغالها، إلا أن هذا لا يعد كافيا ليشكل قيمة مضافة وتنمية سياحية حقيقية، ما لم يتم التركيز على ضمان إقامة الزائر لعدة أيام.
ويرى رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس المحافظة منذر الزغول، أن نسبة زوار المحافظة ارتفعت بنسبة 50 % خلال الأعوام القليلة الماضية، عازيا ذلك إلى استحداث مشاريع سياحية مؤهلة وجمال الطبيعة والأجواء المميزة التي تتمتع بها عجلون.
وأشار إلى أن ما شهدته المحافظة من قدوم أعداد كبيرة من الزوار والسياح خلال إجازة عيد الفطر الماضي وما بعده، يؤكد أن المحافظة باتت وجهة مفضلة للسياح، إلا أن ما ينقصها هو تعزيز المشاريع وتحديث القائمة، وإقامة مشاريع كبرى كفنادق الدرجة الأولى، لضمان إقامة الوفود السياحية لعدة أيام، وبالتالي تنقلهم بين المشاريع السياحية لتنشيطها وتنشيط الأسواق.
ويؤكد صاحب منتجع سياحي حمزة الشويات، أن وجود منشآت سياحية مميزة جدا في المحافظة كالمطاعم والمخيمات والاستراحات أصبح يشكل نقطة جذب جديدة، لافتا إلى أن الزائر كان قبل عدة سنوات يزور المحافظة ومن ثم يغادرها إلى محافظات أخرى لتناول وجبات الطعام، غير أن الأمور اختلفت تماما، حيث أصبح الزائر للمحافظة يفضل تناول وجباته في مطاعم واستراحات عجلون لجودتها وأسعارها المناسبة.
ويؤكد مشرف على مخيم سياحي عمران الشرع، أنهم بدأوا يستقبلون أعدادا جيدة من الزوار لمشاريعهم، ما ساهم بجني دخول جيدة، معربين عن أملهم باستمرار النشاط السياحي طيلة أشهر الصيف الحالي، وخصوصا بعد افتتاح التلفريك المتوقع أن يكون قريبا.
ويقول الناشط جمال الخطاطبة إن المناطق السياحية والأثرية والطرق المؤدية للمشاريع السياحية تتطلب تطوير البنى التحتية المؤدية لها، مؤكدا أن محافظة عجلون تمتاز بطبيعتها السياحية الخلابة، إضافة إلى التنوع الموجود في المحافظة من أماكن سياحية وأثرية ودينية، فضلا عن الانتشار الكثيف للغابات ووجود المطاعم والمنتجعات السياحية والمخيمات المميزة في المحافظة، ما يسهم بتسويق المحافظة سياحياً، وتصبح الوجهة المفضلة لكثير من الأردنيين والعرب والأجانب للإقامة والتنزه والاستجمام وقضاء أوقات هادئة في أحضان الطبيعة.
وتوقع أن تشهد المحافظة مزيدا من الإقبال من الزوار من داخل وخارج الأردن، خاصة بعد افتتاح مشروع التلفريك الذي سيحدث نقلة نوعية مهمة جدا في مجال السياحة واستقطاب أعداد كبيرة من الزوار.
وقال مدير سياحة المحافظة محمد الديك إن عدد زوار المواقع والمشاريع السياحية والأثرية والغابات الحرجية في محافظة عجلون من المواطنين والسياح العرب والأجانب بدأ بالتزايد سنويا، لافتا إلى أن تقديرات المديرية لأعداد الزوار  تبلغ زهاء مليوني زائر سنويا.
وأكد أن وجود العشرات من المشاريع السياحية من مطاعم ومحمية عجلون والعديد من المخيمات والنزل والاستراحات، إضافة إلى الأجواء اللطيفة واعتدال مناخها التي تتميز به، ساهم بتنشيط الحركة السياحية.
وبين أن الزوار يقصدون المواقع الأثرية والمرافق السياحية والبيئية، كقلعة عجلون الأثرية ومحميتها وأودية راجب وعرجان وكفرنجة ومخيم راسون ومنطقة اشتفينا السياحية، لافتا إلى أن وزارة السياحة ومن خلال برنامج “أردننا جنة” عملت على توفير الدعم للسياح بهدف تشجيع السياحة الداخلية بأسعار مناسبة.
وزاد الديك أن المحافظة تمتاز بتعدد أماكن التنزه والمواقع الأثرية والسياحية والمسارات التي تتبع للسياحة ومحمية غابات عجلون وتزيد على 13 مسارا بيئيا وطبيعيا، مؤكدا أن الحركة السياحية النشطة التي تشهدها الأماكن السياحية والطبيعية لها آثار إيجابية على أصحاب المشاريع والأسواق والمحلات التجارية القريبة منها، والتي تساهم في تحسين المستوى الاقتصادي للمواطن.
يشار إلى وجود زهاء 25 منشأة سياحية مرخصة تعمل في مختلف المواقع لخدمة الزوار، إضافة إلى عدد من المتنزهات العامة التابعة لبلديات المحافظة، فيما تضم المحافظة حوالي 300 موقع أثري.

عامر خطاطبه/ الغد