عجلون: تزايد الإقبال على مشاريع المنتجات الريفية.. وآمال بدعم استمراريتها

– يزداد إقبال أسر عجلونية على العمل بالمنتجات الريفية، سواء التي تنتجها من مشاريعها الصغيرة أو ما تزرعه بحدائقها المنزلية، أو أي مساحات زراعية صغيرة متاحة لها، حيث يؤكد أصحابها أنها توفر لهم دخولا إضافية جيدة تساعدهم على تدبير شؤونهم والتزاماتهم المختلفة.

ويرى أصحاب تلك المشاريع ومهتمون وجمعيات خيرية، أن مساعدة هذه الأسر ودعمها عبر توفير المنح والمعدات الضرورية والتسويق ستضمن استدامة مشاريعهم، وتشجيع المزيد من الأسر للاستفادة.
وتشتهر المحافظة بمنتجات شعبية محلية الصنع، كالفطائر والزلابية وأنواع أخرى كالعسل ودبس الرمان والعنب والخروب ومنتجات ذات جودة عالية كالزيت والعسل والثمار المجففة والأعشاب الطبية، إضافة إلى الحرف التقليدية.
ويقول الناشط محمد فواز “إن تجارب الأسر المنتجة في عجلون بدأت تنتشر في مختلف المناطق وبأعداد تقدر بالمئات، بعد أن كانت محدودة”، مؤكدا “أن كثيرا من الأسر حققت نجاحات واستطاع أصحابها إيجاد مصدر دخل جيد مكنهم من الإنفاق على أنفسهم وسد احتياجات عوائلهم، ما يستدعي دعمهم بكل السبل”.
وبين “أن هؤلاء يركزون في مشاريعهم على إنتاج أنواع من الأطعمة البلدية التي تلقى رواجا جيدا، كصناعة مشتقات الألبان والمخللات وأنواع من الخبز والفطائر، فيما تجاوز بعضهم ذلك لإنتاج مشغولات وتحف يدوية، أو بيع ما تنتجه حدائقهم المنزلية من فاكهة صيفية”.
مصدر دخل للأسر
ومن وجهة نظر المواطن سامي فريحات، فإن “استثمار الحدائق المنزلية والمساحات الزراعية الصغيرة بات يوفر للعديد من الأسر مصدر دخل جيدا، وذلك عبر بيع كميات مما تنتجه تلك الحدائق من فاكهة فائضة على حاجات الأسرة، كالعنب وأوراق العنب والتوت والليمون واللوزيات وغيرها”، داعيا إلى “مساعدة تلك الأسر في عمليات التسويق وتوفير معارض دائمة لهم قرب المواقع السياحية، ودعمهم لتنفيذ آبار للحصاد المائي في حدائقهم المنزلية”.
ويؤكد المواطن حسين أحمد أن لديه منزلا ريفيا محاطا بالأشجار المثمرة في منطقة كفرنجة، مبينا أنه بات يقطف الفائض من ثمارها الصيفية ويبيعها بأسعار جيدة لتوفر له دخلا إضافيا جيدا يساعده في تلبية حاجات أسرته وسد نفقات الرعاية للحديقة.
ودعا، الجهات الداعمة والمانحة، إلى “توفير مخصصات لدعم الأسر العجلونية، وذلك بتوجيهها إلى استثمار المساحات المتاحة في الحدائق المنزلية الريفية لتحقيق الاكتفاء للأسرة سواء من المنتجات الزراعية أو الحيوانية، وتسويق الفائض منها”.
ويقول صاحب مشروع منزلي للألبان ماجد الغزو، إنه تمكن من تحسين دخله وتلبية متطلبات أسرته المتزايدة حينما بدأ بمشروع منزلي لتصنيع الألبان ومشتقاتها، حتى تطور، ما مكنه من تأمين دخل ثابت لأسرته في واحدة من قصص النجاح التي تبدأ بمشروع إنتاج متواضع وتصل إلى الريادة في الإنتاج.
وبين أنه بدأ الفكرة بشراء كميات متواضعة من حليب الأغنام والأبقار من المزارعين لغايات تصنيع مشتقات الحليب وبيعها للأقارب، ليطور عمله بعد ذلك، وبات اليوم يشكل له مصدر دخل ثابتا، موضحا أنه بدأ العمل في إحدى غرف المنزل، والآن يمتلك معملا، ويقوم بمساعدة من أفراد أسرته بتصنيع منتجات الحليب كافة.
تطور الأداء والجودة
ووفق الناشط ومنسق عدد كبير من المعارض الإنتاجية للأسر المنتجة في عجلون منذر الزغول، فإن “الأسر العجلونية بدأت تطور من عملها ومنتجاتها، فكل يوم هناك جديد في عمل هذه الأسر، حتى أصبحت منتجاتها تنافس أكبر المنتجات العالمية الطبيعية، وخاصة في الجودة وطريقة التعبئة والتغليف والعرض”، مؤكدا “أن عدد الأسر العاملة في مجال المنتجات الريفية والحرف اليدوية العجلونية بدأ يزداد بشكل لافت جدا، حيث كان عدد هذه الأسر قبل بضع سنوات لا يتجاوز عدد أصابع اليدين، وكنا قبل سنوات نجد صعوبة كبيرة حينما كنا ننظم معارض المنتجات الريفية العجلونية، لأننا لم نكن نجد الأعداد الكافية للمشاركة في هذه المهرجانات، في حين أصبحت حاليا بالمئات، وهو ما حدث أثناء تنظيم تلك المهرجانات في مواقع أثرية وسياحية، كساحات قلعة عجلون ومشروع التلفريك”.
وأوضح “أنه في كل عام، يزداد العدد ويتطور الأداء والجودة، وهذا الأمر يبشر بالخير، لأن ازدياد عدد الأسر العاملة في مجال المنتجات الريفية من شأنه الاستغلال الأمثل لخيرات محافظتنا الجميلة التي لا تعد ولا تحصى، وهذا من شأنه أيضا توفير مئات فرص العمل الجديدة وتحسين دخول هذه الأسر التي في غالبيتها تعاني الأمرين في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة”.
وأضاف الزغول “نتطلع لأن تكون المنتجات العجلونية المقصد الآخر المهم لزوار الأردن والمحافظة كافة”، مؤكدا أن على الجميع دعم هذه الأسر بشتى الطرق، وخاصة من خلال تسويق منتجاتهم وتسهيل إقامة معارض المنتجات الريفية العجلونية داخل وخارج المحافظة، لأن هذا سيسهم إلى حد كبير بدعم هذه الأسر واستمرار عملها على الوجه الأمثل الذي نتطلع إليه جميعا.
ويقول المزارع حمزة عناب “إن هناك الكثير مما تجود به حدائق المنازل الريفية والأراضي الزراعية بمحافظة عجلون من خيرات طبيعية في مختلف مواسم السنة، بحيث يشكل استثمارها والاتجار بها باب رزق، ويستطيع من يعملون بهذا المجال الاعتماد على مردودها في دفع نفقات مشاريعهم، وتلبية احتياجات أسرهم المتزايدة”، مشيرا إلى أن “تسويق منتجاتهم يتم عبر بيعها لتجار الجملة أو من خلال بيعها للسكان بعد عرضها في الأسواق، فيما تباع أغلب الكميات عبر الطلبات المباشرة من المنزل”.
وبحسب الناشطة في العمل التطوعي منى يعقوب، فإن “سيدات وفتيات استطعن إنشاء مشاريعهن المنزلية الخاصة وتطويرها، وتمكن من خلالها من إعالة أنفسهن وأسرهن”، مشيرة إلى أن “بعضهن يعملن في صناعة وبيع المواد الغذائية بأنفسهن أو من خلال الجمعيات، فيما استطاعت أخريات تحويل أجزاء من المنازل إلى مطاعم ريفية تقدم أكلات شعبية من المنتجات المحلية الريفية، بحيث باتت تلقى رواجا وإقبالا من قبل الزبائن، وتدر دخلا جيدا”.
وأشارت إلى أن “مجموعة من الفتيات في المحافظة اندفعن نحو تحسين أوضاعهن، عن طريق الحصول على التدريب في التصنيع الغذائي، مستفيدات من البيئة العجلونية الزراعية المنتجة لمحاصيل زراعية، التي يمكن أن تستغل في التصنيع الغذائي على نحو جيد”، مؤكدة “أن مثل هذه المشاريع تحقق لهن فرص عمل كريمة في منازلهن، وتقيهن الجلوس بلا عمل، ويساعدن أسرهن على تأمين لقمة العيش”.
توفير المعدات والأجهزة
أما الناشط في العمل الخيري محمد سالم، فيقول “إن الجمعية الخيرية التي يرأسها قدمت دعما لعشرات المشاريع الإنتاجية للسيدات بهدف تشجيعهن على تطوير أعمالهن وإعالة أسرهن”، موضحا “أنه تم دعم تلك الأسر بتوفير المعدات والأجهزة التي تحتاجها تلك المشاريع”.
وأكد “أهمية عقد الجهات المختصة، كمعهد التدريب المهني، برامج للتدريب على التصنيع الغذائي، كونها تسهم في خلق مناخ إنتاجي في المحافظة، وتسويق المنتجات الزراعية في إطار جديد، يحقق إقبالا من المواطنين والزوار لما تتميز به المنتجات الزراعية العجلونية من جودة”.
ودعا إلى “الإسراع بإنجاز السوق الريفي في عجلون”، مؤكدا “أنه سيكون له أثر كبير على الأسر المنتجة التي تعاني من صعوبات التسويق، وسيتيح للكثيرين من المزارعين وأصحاب الحرف اليدوية والتقليدية والمنتجات الغذائية مضاعفة تسويق منتجاتهم التي يعتمدون عليها في إعالة أسرهم وإدامة مشاريعهم”، في حين أشار إلى أن “الكثير منهم استفاد في أوقات سابقة من معارض مؤقتة أقيمت لبضعة أيام، إلا أنها لا تقارن بوجود معرض دائم”.
 

عامر  الخطاطبه/  الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة