عجلون.. تشديد الرقابة يخفض الاعتداءات على الغابات

يرجع معنيون ومهتمون بالشأن البيئي في محافظة عجلون أن تناقص عدد الضبوطات الحرجية العام الحالي إلى 37 ضبطا ومصادرة زهاء 17 طنا من الأحطاب، مرده زيادة عمليات المراقبة، والجهود التوعوية التي تنفذها جهات تطوعية.
واعتبروا أن تراجع حالات التعدي على البيئة والغابات بالمحافظة مؤشر على نجاعة إجراءات الحماية التي تنفذها الجهات المعنية من “زراعة وبيئة”، وهو ما يستدعي تعزيزها لضمان الحماية التامة لهذه الثروة الوطنية.
وكانت ضبوطات التعدي على الأحراش تصل إلى زهاء 200 ضبط في سنوات سابقة، فيما أسهم وجود 7 أبراج لمراقبة الغابات و50 طوافا و8 دوريات، تعمل على مدار الساعة، تساندها آليات من إطفائيات وتنكات مياه وتراكتورات وآليات أخرى تعمل لخدمة الحراج، على تراجع الضبوطات، وفق ما يؤكده مدير الزراعة بالمحافظة المهندس حسين الخالدي.
ويقول المختص والناشط البيئي المهندس خالد عنانزة إن حماية الحراج والتنوع الحيوي من التعديات والحرائق ومخلفات التنزه، يحتاج للمزيد من تكثيف التوعية، وتعزيز امكانيات وزارة الزراعة والأجهزة المعنية بمراقبتها وحمايتها.
وأكد أن خير طريقة لحماية هذه الثروة هو بتكثيف الحملات التوعوية وزيادة أعداد الطوافين وعمال الحماية، والتوسع بإنشاء الأبراج والطرق في الغابات، لحمايتها من التعديات والحرائق، وأثرها السلبي على الغابات والبيئة والتنوع الحيوي والأشجار المعمرة والغطاء النباتي، سيما وأن هناك نباتات نادرة ومهددة بالانقراض.
ويقول عضو مجلس المحافظة منذر الزغول إن الحفاظ على الثروة الحرجية، والحد من الحرائق، سيما ونحن مقبلون على الصيف وحركة تنزه نشطة، هي مسؤولية تشاركية من الجميع، ما يستدعي ضرورة الإبلاغ عن المتسببين بقصد أو غير قصد، لافتا إلى دور البلديات، ومؤسسات المجتمع المدني وأندية حماية البيئة المدرسية والمراكز الشبابية، في تنفيذ الأنشطة والبرامج التوعوية والأيام التطوعية، للحفاظ على البيئة والثروة الحرجية من أي اعتداءات كالتقطيع أو إشعال الحرائق ورمي النفايات عشوائيا.
ودعا المحامي جمال الخطاطبة إلى زيادة اعداد الطوافين وعمال الحماية، والتوسع ببناء الأبراج لمراقبة الغابات، وزيادة كوادرها من الموظفين، ومنحهم مكآفات تشجيعية، وزيادة التنسيق بين الجهات المعنية بحماية الغابات والبيئة والفاعليات التطوعية، بحيث يكون هناك تناغم في العمل وتكامل بين الجهود، لإنجاز المهمات المطلوبة، بالإضافة للتوسع في أعمال التشجير للمساحات الخالية.
يذكر أن مساحة الغابات في المحافظة تبلغ 134 ألف دونم موزعة على منطقة عجلون 43748 دونما، وكفرنجة 62490 دونما، وعنجرة 70211 دونما، وعين جنا 41115 دونما، وصخرة 19365 دونما، وعبين عبلين 14172 دونما، وعرجان 18578 دونما، وباعون 7187 دونما، وأوصرة 7550 دونما، والهاشمية 16155 دونما، وراسون 16411 دونما وحلاوة 11530، دونما والوهادنة 50803 دونمات، وراجب 44042 دونما، وسامتا ورأس منيف 15258 دونما، والشكارة 7806 دونمات، ولستب 2117 دونما، ودير البرك 4192 دونما.
رئيس شعبة المراعي والحصاد المائي من مديرية زراعة عجلون المهندسة رهام المومني أوضحت الجهود التي تبذل للحد من التحطيب العشوائي والحرائق المفتعلة والاعتداء على الثروة الحرجية كثروة وطنية، مشيرة لدور المديرية في المتابعة الحثيثة من قبل كوادرها بعامة وقسم الحراج بخاصة للحد من السلوكيات التي تؤثرا سلبا على الواقع البيئي والحرجي في المحافظة.
وبينت أن قانون الزراعة وسرعة التقاضي إلى جانب ما وفرته المديرية من أبراج لمراقبة الغابات ساهم في خفض الاعتداءات على الحراج في المحافظة بنسبة كبيرة.
وقالت رئيس قسم التوعية في مديرية البيئة سوسن عنيزات إن المديرية تنفذ العديد من البرامج والانشطة البيئية التوعوية بالتنسيق والتشاركية مع مديرية التربية والتعليم والادارة الملكية لحماية البيئة والسياحة بهدف نشر الوعي البيئي حيال مختلف القضايا التي تلامس وتهم المجتمع المحلي في المحافظة خاصة في مجال البيئة، مؤكدة أهمية نشر الثقافة البيئية والزراعية لدى الطلبة الذي يشكلون نواة المجتمع المستقبلية والأداة الأساسية لبث الرسائل التوعوية التي تدعو للحفاظ على البيئة والاهتمام بالزراعة وغرس الأشجار لزيادة مساحة الرقعة الخضراء، والحد من ظاهرة طرح مخلفات التنزه.
وأكدت أن وزارة البيئة تسعى دائما من خلال بث الرسائل التوعوية التثقيفية للحد من التحديات البيئية التي تواجه المحافظة بالتشاركية مع عدد من الوزارات المعنية وإطلاق حملات النظافة في المواقع السياحية والحرجية.
وأشارت الملازم الأول وفاء القضاة من الإدارة الملكية لحماية البيئية والسياحة الى أن الادارة الملكية تعمل على تطبيق وتفعيل وإنفاذ القانون لمنع التعديات على البيئة بكافة أشكالها وتنسيق الجولات على المواقع الحرجية والمقالع وينابيع المياه مع الجهات ذات العلاقة للحفاظ على البيئة، مشيرا لمهام الإدارة وواجباتها وأنواع المخالفات البيئية التي تتعامل معها إلى جانب الاهتمام بسلامة وصحة الغذاء والحفاظ على الثروة الحرجية والرقابة على ما يهم السلامة العامة.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة